اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء همومنا وأحزاننا ومؤنساً لنا في قبورنا ..اللهم آمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وقال أيضا: أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن.. ولتلاوة القرآن آداب يلزمنا أن نستمسك بها حتى نتذوق حلاوة قراءته فيتعدى تحريك شفاهنا ويتعدى أسماعنا لينفذ لقلوبنا فتشربه من أعماقها فقد كان الصحابة يجدون لذة في القراءة حتى أن أحدهم أصيب في قدمه فكان لزاما عليهم أن يقطعوها فأشار عليهم أن يقطعوها وهو يصلي ويقرأ القرآن أي خشوع هذا !!افتقدناه نحن في زماننا فقد كانوا يعيشون معه آية بآية فإن مروا على آيات النعيم فرحوا واستبشروا وكأنهم يرون الجنة رأي العين وإن مروا على آيات العذاب اقشعرت جلودهم وكأنهم يرون النار رأي العين.. فويل لقارئ القرآن ولم يتمعن في كلماته حرفاً حرفاً أو لم يعطه حقه والتهم الكلام التهاماً فهو كلام ربنا فلنستشعره ولنطبق ما قرأناه وإلا ويل لقارئ القرآن والقرآن يلعنه والعياذ بالله فللقرآن مكانة عظيمة كونه كلام الله.. لذلك أحببت أن أسوق لكم بعض آداب قراءته حتى ننتفع بها ونستشعر عظمة ربنا من خلال قراءتنا لكتابه العزيز. فمن الآداب: أولاً الترتيل وهو المستوعب لأن الترتيل يعينك على التفكر وقراءة متأنية حرفاً حرفاً. ثانياً الخشوع وتذكر دائما هذا الدعاء الجليل: اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع. ثالثاً ً أن تراعي حق الآيات فإن مررت بآية فيها سجدة سجدت وكذا إن سمعتها من غيرك. رابعاً أن تقول في مبتدأ قراءتك: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. خامساً إذا مررت بآية التسبيح سبح وكبّر وإذا مررت بآية الدعاء دعوت واستغفرت وإذا مررت بآية عذاب استعذت وطلبت الجنة وإذا مررت بآية فيها نعيم استبشرت. سادساً أن تستشعر عظمة المتكلم( الله) وأن الكل في قبضته وقدرته مترددين بين فضله ورحمته. سابعا ً حضور القلب كان بعض السلف الصالح إذا قرأ السورة ولم يكن قلبه فيها أعادها ثانية ونعني بحضور القلب ترك حديث النفس. ثامناً التدبر في آيات القرآن قال علي كرم الله وجهه: لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها. تاسعاً في كل كلمة تقرؤها قدّر أنك أنت المقصود بكل خطاب في القرآن فإن سمعت أمراً أو نهياً فلتقدّر أنك أنت المأمور به أو أنت المنهي عنه. عاشراً استحضار اللسان والعقل والقلب فاللسان لتصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني وحظ القلب الاتعاظ والتأثر فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ. نفعني الله وإياكم بما سمعنا ووفقنا للقيام به على أحسن وجه إن شاء الله.