تضم محافظة مأرب 12 مديرية هي: مأرب، صرواح، رغوان الجوبة، العبدية، رحبة، مجزر، مدغل الجدعان، حريب القراميش، حريب، ماهلية، بدبدة، وتتصدر الزراعة والرعي النشاط الاقتصادي للسكان كامتداد لنشاطها وحضارتها عبر السنين والماثل في السدود القديمة وعلى رأسها سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناؤه الرئيس السابق علي عبدالله صالح مع أخيه سمو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله. وتشتهر محافظة مأرب بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية مثل «الحبوب والبقول و الفواكه والخضار» فضلاً عن أهمية تربية الثروة الحيوانية. ومثلت مأرب أولى المحافظات التي اكتشفت فيها النفط وبدأ إنتاجه في عام 1986م، كما تعد منبع حضارات اليمن القديمة وأهمها حضارة سبأ قال تعالى: «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية» تجسدها المواقع الأثرية القائمة كعرش بلقيس ومحرمها ومعبد «أوام» وقصرها في صرواح وآثار المدينة القديمة، إلى جانب أطلال سد مأرب التاريخي والتي تعتبر مقصد محبي الآثار والتاريخ، مما يؤهل محافظة مأرب لأن تكون العاصمة السياحية لليمن ويجعل مستقبل النشاط السياحي فيها زاهراً، مع استمرار التقنيات الأثرية في عدد من المواقع الهامة على مستوى العالم القديم بالمحافظة. حضارة عريقة دلت الدراسات والأبحاث التاريخية على أن الإنسان استوطن مأرب منذ العصور الحجرية؛ حيث تم اكتشاف مقابر برجية هناك تعود لعصور ما قبل التاريخ وأنشئت على أراضيها واحدة من أعظم حضارات التاريخ القديم، وجاء وصفها في القرآن الكريم دلالة الاقتدار والتمكن والعظمة وهي حضارة سبأ التي ظهرت في مطلع الألف الأول قبل الميلاد. شيدت خلالها المدن والمعابد وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي تحدث عنه القرآن بوصف الجنتين وعلى تلك الأرض ظهرت ملكة سبأ «بلقيس» والتي قصتها معروفة مع سليمان في كل أنحاء العالم وبكل الكتب السماوية. وقد ارتبطت بسبأ معظم الرموز التاريخية القديمة لليمن ومنها تسللت أنساب أهل اليمن جميعاً وتفرع من قبائلها جميع العرب، ويعد نقش النصر لحاكم “سبأ كرب آل وتر بن ذمر علي مكرب سبأ” من أهم وأقدم المراجع المعرفة بالجغرافية السياسية لليمن آنذاك وفيه يقول الدكتورمحمد عبدالقادر بافقيه: نحن مدنيون “لكرب آل وتر بن ذمر علي المكرب السبئي” بنقش يعد أطول وأهم النقوش اليمنية العائدة إلى عصر ما قبل الميلاد. مدينة مأرب تقع هذه المدينة إلى الشرق من صنعاء وتبعد عنها حوالي 173 كم وتقع عند مصب وادي آذنة على الضفة الشمالية له، وتسمية مأرب قديمة جداً وتعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد؛ حيث ذكرت في نقوش من القرن الثامن قبل الميلاد باللفظ «م ر ي ب» وفي أخرى باللفظ «م ر ب» وتوصلت الأبحاث الأثرية إلى أن مأرب كانت أيضاً العاصمة الإدارية لمملكة سبأ واختط مدينة مأرب “يشع أمر بين ” مكرب سبأ. من أهم معالم مدينة مأرب: المدينة القديمة، سد مأرب العظيم، شبكة قنوات الري “الجنتان”، معبد عرش بلقيس “أوام”، وتعد من أكثر المناطق والمواقع جذباً للسياح في العالم، يضاف إلى هذه المواقع السياحية السبئية التي تبعد 6 كيلومترات عن الخط الإسفلتي المؤدي إلى السد الجديد جبل البلق الجنوبي، والذي يحتوي نقوشاً قيمة عن مملكة سبأ، ومعبد ودم «ذو مسمسم» عند السفح الغربي لجبل البلق الشمالي . ومبعد “مسملم” وهو معبد أقيم على ربوة صخرية تعلو الوادي إلى الغرب من البلق الشمالي مستوطنة صوانا وهي تقع إلى الجنوب من مدينة مأرب على بعد نحو 6 كيلومترات . ومدينة مأرب تمثل اليوم نموذجاً للتطور في المنطقة الشرقية من اليمن رعتها الثورة اليمنية التي انطلقت معها كل مشاعل التطوير والتحديث، وجاءت الوحدة المباركة في عام 1990م لتنطلق بمدينة مأرب بخطى متسارعة نحو التوسع العمراني والمدني وتشهد نمواً سكانياً غير مسبوق ترافق مع الاهتمام بتطوير البنية التحتية لاستيعاب التوسع المستمر للمدينة وتأهيلها مستقبلاً لتكون العاصمة السياحية لليمن. مديرية صرواح تعد مدينة صرواح من أقدم المراكز السبئية المتقدمة في الهضبة وتبعد عن مدينة مأرب نحو40 كيلو متراً، وتضم مدينة صرواح قصر الملكة بلقيس، ويعد نقش النصر “لكرب آل وتر بن ذمر على مكرب سبأ” الموجود بباحة القصر من أهم مصادر التاريخ اليمني القديم وإضافة للقصر توجد بمديرية صرواح العديد من المواقع الأثرية الأخرى. مديرية حريب وتعرف قديماً باللفظ «ه ر ب ث» تقع إلى الجنوب من مديرية مأرب على بعد نحو 60 كيلو متراً إحدى المدن الهامة للدولة القتبانية وتضم حريب مدينة منو الزرير، وهو الاسم الحالي لواحدة من أكبر المدن القتبانية وأهمها مديرية مجزر. تضم مديرية مجزر واحدة من أهم المدن اليمنية القديمة هي براقش المدينة الثانية بعد العاصمة معين بالنسبة للدولة المعينية ويرجع اختطاطها كأدنى حد إلى القرن السابع قبل الميلاد وبعد سور مدينة براقش البديع والذي لازال على حاله من أشهر معالم المدينة وتشكل محافظة مأرب بشكل عام متحفاً تاريخياً مفتوحاً ومتعدد الأرجاء يمتد في إطار المكان ويتوغل في قديم الزمان فيتعدى عصور التاريخ إلى ما قبلها من الحياة حيث دلت اكتشافات أثرية على وجود دلائل حياة في رملة السبعتين تعود لعصور ما قبل التاريخ، وتزمع الدولة بتعاون عدد من الشركاء بناء المتحف السبئي الذي حجزت أرضيته وبدأ الإعداد الفعلي لبنائه في مأرب عاصمة المحافظة؛ حيث من المتوقع أن يكون هذا المتحف الجديد من أهم المتاحف في العالم ومن المتاحف التي يشار إليها بالبناء ويجذب إليه السياح من كافة أنحاء العالم. أهم المعالم السياحية مدينة مأرب مدينة مأرب، مدينة مأرب القديمة، سد مأرب العظيم القديم والجديد، شبكة قنوات الري، عرش بلقيس، معبد بران، محرم بلقيس معبد أوام، الكنائس والجدران، البئر القديمة، جبل البلق الجنوبي، مستوطنة صوانا، مديرية رغوان، وادي رغوان، الاساحل “عررتم”، ضربة سعود، مدينة الأريب، مديرية مجزر مدينة براقش “ي ث ل” درب الصبي “معبد الإلة نكرح” معبد الاحقاف “الشقب” حصن خضران، ضربة اللسان، منصة المقفز. مديرية صرواح مدينة صرواح، معبد اوعال صرواح، نقش النصر، قصر الملكة بلقيس، المخدرة مديرية الجوبة وادي الجوب، هجر الايحاني، هجر الثمرة، دار الظافر، وادي يلا، شعب العقل، الجفنة، الدريب يلا “مدينة جفري” المساجد، قرية الجديدة. مديرية حريب صنو الزرير صرواح منتزه « بلقيس » الصيفي: يخبرك أي شخص تلقاه من أهلها أن هذه المدينة الصغيرة كانت متنزه الملكة بلقيس ملكة سبأ التي تحدث عنها القرآن ويعرفها كل العالم ويحدثون القادم إلى مدينتهم بنوع من الفخر يزداد عندما يشيرون لك تجاه القصر المقام على التلة المقابلة للمدينة ويقولون لك هناك كانت تقيم صرواح من أقدم المراكز السبئية وتقع غير بعيد عن مدينة مأرب 30 كيلو متراً إلى الغرب، ومازالت المدينة القديمة فيها تحتفظ ببعض منشآتها. ووفقاً للمؤشرات الأثرية حتى الآن فإن صرواح لم تكن يوماً مركزاً للحكم في دولة سبأ بل كانت عبارة عن استراحة صيد؛ ذلك إن صغر حجمها لا يؤهلها لأن تكون عاصمة ثانية لسبأ، كما إن اشتمالها على ثمانية مباني أيضاً بالمقارنة مع باقي المدن السبئية القديمة تعد قليلة جداً وما يجعلها استراحة صيد في اعتقاد المؤرخين تلك المصيدة التي تقع ما بين صرواح وجبل هيلان وهو أحد الجبال اليمنية الذي لازال يحتفظ باسمه القديم هذه المصيدة التي كانت تبنى من جبل إلى آخر لتشكل طوقاً تدخله حيوانات الصيد “الوعول” ثم يتم صيدها وملاحقتها بداخل المصيدة، أيضاً تسمية معبدها معبد الإله المقر – بمعبد «العال» أو «اوعال» يرجع ذلك في نظر المؤرخين إلى أن الاكتشافات لاتزال في بداياتها ولاتزال التنقيبات من قبل البعثة الألمانية جارية في المنطقة والتي كشفت عن المركز الإداري لصرواح القديمة، والذي يتشابه مع نظيره في شبوة القديمة، ويرجع إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي. نقش النصر ويكفي صرواح فخراً أن معبدها يحوي أهم النقوش اليمنية القديمة على الإطلاق حتى اللحظة وهو نقش النصر “لكرب أنيل وتر بن ذمر على مكرب سبأ” والذي يرجع تاريخه إلى750 قبل الميلاد، وهناك مؤشرات انه أقدم من ذلك . ويتألف نقش النصر من20 سطراً كتبت بطريقة سن الممرات تحدث فيه الملك السبئي عن إنجازاته بتوحيد كل اليمن ومد نفوذ الدولة السبئية إلى الساحل الشرقي لأفريقيا ..يتحدث عنه الدكتور بافقيه في ما قاله له بالقول نحن مدينون “لكرب آل وتر بن ذمر على المكرب السبئي” بنقش يعد أطول أهم النقوش اليمنية العائد إلى عصر ما قبل الميلاد كتب هذا النقش على كتلة حجرية جرانيتية كبيرة نحتت بعناية فائقة أبعادها 4أمتار طولاً× متر واحد عرضاً ×0.50 متر سمكاً وضعت على كتلة حجرية مشابهة لها في الأبعاد خالية من النقوش . لغز بلقيس في مدينة صرواح وعلى الطريق الإسفلتي تجد لوحة تدلك بسهم تجاه الغرب كتب عليها “قصر الملكة بلقيس” لكن لا أحد من أهل صرواح يمتلك إجابة للسؤال هل عادت بلقيس إلى ذلك القصر بعد زيارتها لنبي الله سليمان عليه السلام في فلسطين، الكل هناك يحفظ القصة، لكن الجميع أيضاً يهزون رؤوسهم لأنهم لا يعلمون النهاية.