قالت العرب قديم: الأذن تعشق قبل العين أحياناً لكن المنطق يقول لنا إن العين تعشق قبل الأذن معظم الاحيان والحقيقة العلمية ان تأثيرهما معاً يكون أكبر وأعظم فائدة من الاعتماد على أي منهما مفرداً ولعل هذا ما يميز هاتين الحاستين وما يتصل بهما في حياتنا اليومية ويأتي التلفاز في مكانة متقدمة من حيث الجماهيرية متقدماً في ذلك على الصحيفة والإذاعة المسموعة وإلى حد كبير على وسائط الإعلام الالكتروني ان كانت هذه الأخيرة تشهد انتشاراً وتوسعاً جماهيراً متسارعاً قد يسحب البساط عند صدارة التلفزة يوماً ما مستقبلاً . وبما ان القنوات الفضائية شهدت طفرة على مستوى العالم من حيث الكم والكيف وباتت معظمها تشاهد في كل انحاء المعمورة ومن نافل القول إن هناك تنافساً محموماً على الاستحواذ على المشاهد والمعلن في ان من هذه القنوات ورغم الاهداف والغايات الكثيرة التي تنشأ لجلها هذه القنوات كانت عامة أو خاصة من حيث الملكية وكذلك أكانت شاملة أو متخصصة من حيث المحتوى. وبالعودة إلى موضوعنا اليوم وهو الترويج السياحي أو كما يحلو للبعض تسميته التسويق للمنتج السياحي أجدني ملزماً بالتذكير بمسلمة مفادها ان دولاً كثيرة في عالمنا الذي بات قرية كونية في زمن العولمة الذي تعيشه هذه الدول جميعها تمتلك مميزات وخصائص في منتجاتها السياحية وهي تتفاوت من حيث الجمال والندرة زيادة ونقصاناً وعلينا أيضاً ان نسلم بأنه لا يوجد بلد ليس له إمكانات في هذا الجانب لكن هناك بلدان فطنت مؤسساتها إلى أهمية تسويق منتجها السياحي وضرورة ان ينظر إلى السياحة كصناعة ترتبط بها عشرات الصناعات الأخرى وبالتالي هي بحاجة إلى تكاتف جهات عدة ونجحت هذه الدول إلى تسويق منتجها عبر وسائل عدة في مقدمتها وسائل الإعلام والتلفزيون خاصة واستطاعت ايصال مصايفها وآثارها ومهرجاناتها إلى المستهدف داخل وخارج حدودها عبر المادة المصورة أكانت دراماً أو افلاماً وثائقية أو افلاماً سياحية.. الخ. بينما دول أخرى لازالت غائبة عند المشهد السياحي الدولي وحتى المحلي والاقليمي رغم امتلاكها عوامل عدة تمكنها من المنافسة على استقطاب السياح من جهات العالم الأربع ونحن في اليمن وللأسف من هذه الدول التي لازالت تراوح المكان رغم ما تزخر به الأرض من كنوز سياحية يعلمها الجميع أكان ذلك في التنوع التضاريسي والمناخي أو ما يعج به البلد من مدن تاريخية وقلاع وحصون رغم ما تتعرض له من تشويه يهدد طابعها . وعود إلى بدء وحتى نستطيع تدارك ما فاتنا للحاق بالدول التي قطعت اشواطاً في هذا المجال والابتعاد عن جلد الذات وهدر الكثير من الوقت في استهلاك الكلام لنعمل على تحويل الأماني والأحلام إلى واقع يجعل اليمن مقصداً سياحياً هاماً في المنطقة. وهنا يمكن لنا تفعيل دور قنواتنا الفضائية عبر كوادرها المؤهلة وفي حال افتقارها يتم الاستعانة بخبرات وكوادر محترفه تعمل على انتاج افلام وفلاشات سياحية تبرز جمال وتميز المكان والإنسان اليمني بصورة إبداعية على مستوى التصوير والنص المصاحب والاخراج والموسيقى التصويرية بحيث ننتج مواد بنكهة يمنية لا تشوبها عيوب فنية أو غير ذلك وهنا يأتي دور المهتمين في هذا الجانب. كما يأتي دور التمويل الذي يقع جزء كبير منه على وزارة السياحة ولاحقاً الهيئة بالتعاون مع القطاع الخاص بما في ذلك شركات الطيران ووكالات السياحة وغيرها من الشركات ولا أقصد ان قنواتنا بوضعها الحالي تفتقر تماماً إلى ذلك ولكن هناك فقر أو ندرة في المواد السياحية التي تبثها هذه القنوات حكومية كانت أو خاصة وجميعها تحمل ذات الأسلوب الترتيب وفي العادة تستخدم لملء الدقائق بين البرامج الخاصة بهذه القناة أو تلك عدا ما تحتويه المادة السياحية من مشاهد معينة أو غير صالحة لأن تشاهد في مادة تهدف للترويج السياحي وان كانت تمر علينا كونها حالة يومية لكنها صادمة للمتلقي الأجنبي كمستهدف رئيسي من هذه المواد ومثال على هذه المشاهد ظهور المواطنين في الأسواق وهم يحملون الأسلحة كلاشنكوف مسدسات في الأسواق والأماكن الأثرية وحتى في المناطق الريفية أي دعاية سياحية ترتجى من مشاهد كهذه؟ . واضف إلى ذلك مشاهد الأكياس البلاستيكية والقمائم في غير مكان واختتم بالمشاهد المزعجة والمستفزة لمشاعرنا كيمنيين وبدرجة أكبر لمغتربينا وأقصد مشاهد تظهر متعاطي القات وبصورة مثيرة للسخرية والعجيب ان هذه المشاهد اصبحت تصفعنا على الشاشات في نشرات الأخبار والبرامج واللقاءات بدءاً من قناة اليمن التي يفترض انها القناة الرسمية وغيرها من القنوات. لهذه القنوات نقول: عليكم واجب ومسئولية تجاه الوطن والمواطن ورسالة يجب ان تؤدى بما يرفع الوعي ويرتقي بالواقع .