تمثل حفلات التخرج لدفع أقسام الكليات في أي جامعة موسم القطاف لا للجامعة والطلبة وحسب ولكن لسوق العمل حيث تكون مواعيدها ذات أهمية للشركات والمؤسسات وتتسابق هذه الجهات باعتبارها شريكة أساسية للجامعة والمستفيدة من هذه المخرجات عملياً تتسابق لرعاية حفل التخرج لهذه الدفعة أو تلك في الكلية أو الكليات التي ترتبط بطبيعة عملها وتجد هذه الشركات والمؤسسات حريصة على إيفاد مندوبيها لهذه المناسبات لاختطاف المتميزين من الخريجين هذا عندما تكون العلاقة بين الجامعة وسوق العمل في أحسن حالاتها أو في حالاتها الطبيعية.. وفي الحالات الأخرى ولا سيما عندما يعتور العلاقة بين المؤسسات التعليمة كالمعاهد الفنية والتقنية أو الأكاديميات الكثير من الصدأ والقطيعة فالطبيعي أن لا تجد هذه المخرجات الاحتفاء المستحق من سوق العمل حيث تجد تلك المخرجات الكثير من التجاهل وتتجه نسبة كبيرة منها إلى رصيف البطالة في الوقت الذي تصرف العملات الصعبة لعمالة وافدة من خارج حدود البلد. ما دفعني لكتابة هذا المقال هو معايشتي لحالة ليست نادرة يعيشها جميع طلابنا في الجامعات اليمنية في آخر سنة دراسية لهم وهذه اللجان تنتخب أو يتم تزكيتها من طلاب هذا القسم الذي أنهوا الترم الأول من العام الأخير في دراستهم الجامعية لتقوم هذه اللجنة بإنجاز الترتيبات الخاصة بحفل توديع الدفعة الذي جرى تسميته “حفل تخرج” ومن تلك الترتيبات القيام بالتواصل مع الشركات والمؤسسات الاستثمارية لرعاية الحفل ودعمهم مادياً وعينياً باحتياجات الحفل ك(إيجار القاعة – طباعة نشرة تعريفية – هدايا – نفقات فرقة موسيقية – فرقة مسرحية – بوفية – مشروبات – شهادات الخريجين – وشهادات الشكر للجهات المختلفة...إلخ). وعودة إلى ما سبق فمنذ ثلاثة أشهر وأنا أتابع اللجنة التحضيرية لحفل تخرج “دفعة رواد السياحة” الذين تراهم يومياً في حالة اجتماع واتصالات ورحلات مكوكية من وإلى الشركات والمطابع – الفرق – القاعات ومتابعة اشتراكات زملائهم بكثير من العناء والمكابدة وللأسف هذا حال شبابنا الخريجين في جامعاتنا اليمنية التي تعاني من ضعف العلاقة مع القطاع الخاص الذي يجعلك تشعر بأنه واقع تحت وطأة عبء هذه الفعاليات وبأنه غير مستفيد عملياً من هذه المخرجات. بينما ما هو أكثر واقعية وما كان يجب أن يكون قاعدة تسير عليها الأطراف (جامعة – قطاع خاص – منظمات – مؤسسات حكومية...إلخ) وجود رابط أساسي ووثيق يربط كل مكونات هذه الأطراف منذ مرحلة إعداد المناهج التعليمية بما في ذلك الجانب التطبيقي معامل ومختبرات تحاكي ما لدى سوق العمل وإشراك الطلاب في التدريب لدى المؤسسات بحسب الاختصاص وبصورة جادة لا كما هو متبع حالياً إضافة إلى إشراك الجميع في المؤتمرات والندوات التي يقيمها أي منهم خصوصاً ذات الصلة بالقضايا المشتركة في مضمار التنمية والتطوير في الجوانب المختلفة ليحدث التكامل المأمول ولتصل إلى ما بدأت به مقالي إلى الحالة الطبيعية بين شركاء التنمية. تلك واحدة من صور المعاناة التي يعيشها طلابنا ولعلها ليست الأكثر تأثيراً في مستقبلهم الذي يستوجب تدخل الأطراف المعنية لتداركها وتصويبها لما له من تأثير إيجابي في شتى جوانب التنمية.. وعن هؤلاء الشباب رواد السياحة أكثر الجهات التصاقا بتخصصهم هي المؤسسات الفندقية ووكالات السفر والسياحة ومكتب السياحة والهيئة العامة للآثار والحدائق الترفيهية وعدد من الشركات أغلب الظن بأن هذه الجهات لا تعلم عنهم شيئاً كما هم أيضاً لا يعيرونها اهتماما في ماراثونهم الطويل للبحث عن رعاة. وذلك يرجع إلى عدم احتكاكهم بهذه الجهات التي يفترض أن دراستهم تجعلهم يترددون عليها للتطبيق والبحث فجميعنا يعلم أن جامعاتنا اختصرت العلوم والمقررات بالملازم والملازم الملخصة واقتصار البحوث إن وجدت على ما يتم البحث عنه من الإنترنت إلا في نطاقات محدودة حتى نكون موضوعيون وأخيراً ولأننا في إقليم سياحي بامتياز “إقليم الجند” أتمنى أن يكون رواد السياحة رافداً معززاً لصدارة الإقليم سياحياً وأن يهتموا في تطوير هذا القطاع في ظروف مستقرة وآمنة وأن يتم إنها مظاهر حمل السلاح في مدن الإقليم واليمن عامة.