«اليمن الواحد هو القاعدة.. أما التجزئة والتشطير فهما استثناء.. في كل تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر. فاليمن أرضاً وإنساناً موحد السلالة والجغرافيا» بهذه المقدمة التي استهلها الباحث والمفكر السياسي الأستاذ يحيى حسين العرشي كفاتحة لمبينات المراحل التي قادت اليمن في محطات سياسية تشظت معها رياح دوارة في تبدلاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي شهدتها منذ جنينية الثورتين سبتمبر وأكتوبر وأولعت مشهديات دامية أمام هذا التفاوت والتمايز الذي بنى وقع الإرث الذي تركه الاستعمار البريطاني والإمامي.. فكانت المواجهة عاملاً أساسياً في تحدٍ خطير يراهن أمام تضافر الجهود لقوى الثورة والوحدة. يرمي الأستاذ يحيى حسين العرشي بمفوازه قبل الأساسيات والوشائج.. وكذا البرديات المصاغة بحفر العقل التاريخي والحضاري فيلمح أمامنا طيف سياسي في تسلسل تاريخي إلى العصور السحيقة فنستدرك المقاربات الموجودة في المرجح أن اليمن منذ اقدم العصور وحدة بشرية فعندما أقدم جاليوس في مصر لغزو اليمن بأمر من إمبراطور روما انبرى له الملك آل شرخ دفاعاً مقاتلاً.. وظهرت دعوات الاصطفاف الشعبي بكل مختلف مكوناته السياسية والاجتماعية معين وسبأ ويمنات وتحركت الملوك والأقيال من حضرموت و أبينوعدن وصنعاء ومأرب.. وحتماً كما يقول الأستاذ العرشي إن سبب طبيعة الواقع الجغرافي أو طبيعة وسائل الاتصال والتواصل وتباعد الأسفار في الماضي القديم لم تتمكن الدولة المركزية من بسط نفوذها على أنحاء البلاد دائماً، لكن الملك آل شرخ كسر شوكة الغزاة في الرملتين وغار عليهم في معين التي دخلوها وعاثوا فساداً في البلاد. في التناول نجد مزجاً تراتبياً كضرب من عبقرية الوطن التي في دماء العرشي أن اليمن بمعاييرها السياسية في المعادل الموضوعي متجدد ومتكامل في مدى الانسجام في التطور والتناسب والانبعاث من حيث تطوراتها الوطنية والقومية مع نمو الوعي في المصلحة اليمنية العليا.. وبيقظة جدلية ينادي الأستاذ العرشي وبوعي فلسفي مباشر إلى المقاربة التطورية. ليستدل كثيراً من الوقائع السياسية التي تدور في نفس الفلك القديم بدخول اليمن للإسلام هذه الخصيبة الدافقة كعامل قوي يفتح بها البلدان والأمصار، إذ كان أبناؤها قادة فتح فتحوا أنفسهم وخبروها.. وشارك أهلها بكل همة في توسيع دائرة الإسلام دين الله وكان يعتني الرسول الكريم بأهل اليمن عناية كريمة كما يقول العرشي. ففي تسلسل صاعد إلى أكثرية الموالاة والابتعاد والانكماش بمراحل عديدة يُطرب لها القارئ بأرق الدهشة في تحولاته السياسية حتى مجيء الاحتلال العثماني الذي دخل باسم الدين وقصد أتركة أهله كان يمثل وحدة كلية في التصدي للاستعمار العجوز المريض. ثم يفضي بالوضوح التام عند تحكم الغطرسة العثمانية.. كان القدر الغاشم في مواجهة اليمنين بمجيئ الثالث عشر من يناير 1839م تحتل عدنبريطانيا ويجثم الأئمة على تراب اليمن في الشمال ردحاً من الزمن.. هنا يبتهل الرد الموضوعي للسياسة المتماثلة معاً وهاد الرحلة التي حاكتها الإنسانية العرشية فيقول: بقبضة ذاكرتنا أن اليمن ظلت واحدة موحدة كلياً في علاقة شعبها وفي نضالاته الأخيرة ضد التواجد البريطاني والإمامي.. وكان من أهداف الكفاح وجوهره أحلامه وآماله. تشابهت إلى حد كبير ملاحمه في وحدة سياسية اقتصادية ومزايا متجلية لدستور الثورتين وجهان لعملة واحدة. ما يهمنا من هذه السابلة من التناقش و الاغتراف من هذه الانطلوجيا السياسية السامية كروية مقدسة في التاريخ اليمني عبر مساراته في الانتجاب الذي أمده بفكرة معرفية طاردة كل بديل إلا الثورة (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) المتمخضات من ثورة 48م وحتى الأخيرة في تقنين صلاحية الأمة لجعل قواها تشتعل في الواقع الذي يحتل مساحة كبيرة في سياق الأمة الموحدة، اليمن الواحد الذي سطّره العرشي برؤية سياسية عملت على استشراف الواقع بكل سلبياته و إيجابياته.. وتجري كثيراً من تطورات مراحل من عمر الوحدة.. كدس مجازاته في منظور واحد هو الوطنية التي لا تتعفر ولا لأحد الحق المس بالثوابت العليا المقدسة ناهيك عن أن الأستاذ يحيى حسين العرشي كانت مناداته من استخراج كتاب الوحدة والاستقلال هو قصف النوع المذاب بالخبيث والارتخاء والهنات التي تود أن تعصف بالوحدة اليمنية الشامخة.. فيرسل سحب يراعه لكل الحكماء من الوطنيين والأصدقاء بدءاً بالرئيس اليمني الفقيد الأسبق مؤسس اليمن الرئيس علي عبد الله السلال يرسم حركة الجسم والمكان لهذا لكيان في تدفق إيجابي على نحو من كيان الثورة التي مارسوها قولاً وعملاً وشحذ هممهم في تدوين كل صور امتدادها إلى الأمام إلى الوراء وإدراكهم أي العرشي لمكانتهم الوطنية وإنسانية ما تبشرت عقولهم كان (برمثيوس) العبقري العرشي الوطني في طغيان مع الأسئلة الشافية التي تتحرر منها عقد السلالية والمذهبية وانداحت أمامنا كثير من الأشياء في الاستقلال والوحدة.. فكان جواب العصور عماداً واستاتيكية ليبرز لنا قوة من الأسئلة الدالة على عمق الرؤية التناصية في مركزيتها انتظمت قوة معرفية واستهلت الصورة لتدوّن من الشمال إلى الجنوب إلى الأعلى إلى أسفل كل المعاني العظيمة انتظمت بكل عواهنها في سياق هذه الوثيقة، إننا شعب واحد موحّد منذ آلاف السنين إلا أن الموثقين مارسوا قدراً كبيراً من مفهومية الأسئلة المنهجية في دور إيجابي ران على صدر شهادتهم الحبيبة اليمن صدقية التاريخ, ونبل فكر العرشي السياسي في تأكيد ثقافة الحداثة والتجديد الوطني بالشواهد وعند (برمثيوس) العرشي لتطأ ألسنتنا وهاد العقل تحقيقاً مشهدياً. إن اليمن و أن الثورتين و أن الوحدة اليمنية واحدية التاريخ والواقع المجرى مع أحداثه وتشظياته في التأكيد على سلامته للوطن الذي نهواه. ألف شكر لوزير شئون الوحدة السابق الصديق يحيى حسين العرشي على هذه النجابة وحصافة اللغة النصيّة التي جذرت الإشراقة العرشية في عهد مكّن اليمانيين اليوم من الارتواء من تسنيم وحدة الإنسان والأرض والتاريخ.