المخيف يتقدم أحد الأطفال وسط القرية، يصرخ بأعلى صوته محذراً الجميع: لقد جاء - لقد جاء. يصاب الجميع بالخوف والهلع، فأصحاب المحلات يغلقون محلاتهم وهم بها وأصحاب البضائع التي يفترشون الأرض يتركون ما يملكونه ويدخلون إلى البيوت القريبة. يدخل الشخص المقصود إلى وسط القرية وهو حزين للغاية فيصرخ بأعلى صوته: تباً لكم لماذا تفعلون بي هكذا..؟ يلتفت المسكين هنا وهناك باحثاً عن أي إنسان لكي يتحدث معه ولو كلمة واحدة فقط ولكنه لا يجد أحداً..!! يعود الشخص المسكين إلى كوخه البعيد بخطوات بطيئة وهو حزين ومتألم بسبب أفعال أهل القرية بحقه. يراقب أهل القرية بشكل مخفي تحركاته حتى ابتعد واختفى عن أنظارهم فيخرجون من محلاتهم ومن البيوت القريبة التي كانوا يختبئون فيها وهم يكررون جملة واحدة فقط : لقد نجونا من الحسود . حرف «د» حاول كثيراً في المدرسة، و لكنه فشل فشلاً ليس له مثيل في إكمال تعليمه المدرسي. سافر إلى روسيا من أجل الدراسة و كان يتمنى أن يرجع و بيده أي شهادة مهما كانت، و لكنه “رجع بخفي حنين”. علق شهادة رسوبه المكتوبة باللغة الروسية على الحائط كاعتراف منه على فشل كل محاولاته. أطلع أهله و أهل مدينته على الشهادة، و باتوا يضعون اسمه و في المقدمة حرف “د” كل هذا لأنهم رأوا شهادة جميلة الشكل مكتوبة باللغة الروسية معلقة على الحائط..!!