تعد منظمات المجتمع المدني على اختلاف أشكالها وألوانها ومجالات عملها وتخصصاتها تؤدي أدواراً مهمة في عملية التأهيل والتربية والتنشئة الاجتماعية، فهي بحكم اتصالها والتصاقها بعدد كبير من أفراد المجتمع تتحمل مسئولية كبيرة في توعية المجتمع وتنويره. مؤخراً نشأت العديد من المنظمات الفاعلة في المجتمع وهذه المنظمات بحكم تخصصها واتساع نطاق نشاطها، وتركز مهامها، وما يتبع ذلك من نشاط ثقافي لكل منها، تسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في عملية التوعية والتنوير، فهي تؤثر بصورة أو بأخرى على أعضائها وتكسبهم اتجاهات وقيم وأنماط سلوك نابعة من خصوصياتها المهنية.. - مدينة عالم التطوير مشروع تشاركي مع عدد من المنظمات وهكذا نجد أن منظمات المجتمع المدني على اختلاف أنواعها تنجز عمليات تنويرية متعددة، يتعلم منها الأفراد أفكاراً واتجاهات، وفي أثناء ذلك ينشأ الفرد منسجماً مع أعضاء جماعته، ومتماسكاً معها، وبما يمكنه من تحقيق أهداف منظمته في المجتمع.. ومؤسسة إنجاز للتنمية والبحوث والتطوير إحدى هذه المؤسسات التي أنشئت قبل عام فهي تعد إضافة نوعية لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة.. التقينا رئيسة المؤسسة الأستاذة إشراق مثنى والتي حدثتنا عن دور المؤسسة في تأهيل الشباب ومحاولتها الحد من البطالة وتوفير فرص العمل.. تقول الأستاذة إشراق: مؤسسة إنجاز تعني بجوانب أساسية تهم الشباب في الجانب الاقتصادي والتطويري سواء من خلال تأهيلهم أو إيجاد فرص عمل لهم بعد برامج التأهيل الموجهة لهم، فجميع برامج التأهيل التي تنفذها المؤسسة ستسهم في تبني مشاريع مدرة للدخل للشباب، فالمؤسسة تعمل حالياً جاهده بمراحل التطوير كما أن المؤسسة نفذت العديد من برامج التوعية خاصة للنساء، وأي قضية مجتمعية تسعى المؤسسة لتنفيذ برامج توعية. مدينة عالم التطوير وأضافت: حالياً أطلقنا 3 مبادرات شبابية بعيدة عن الحزبية والمبادرات هي “بذور ومعاً نبني المستقبل و أفكار وأنامل” وسنعمل على التشبيك مع المؤسسات الأخرى، وهذه البرامج أدخلناها ضمن مشروع أطلق عليها مدينة عالم التطوير وهي عبارة عن شراكة تضم عدد من المبادرات والمؤسسات والمنظمات وجميعنا يعمل من خلال التنسيق والشراكة والتطوير. دمج ثقافي وأشارت إشراق إلى وجود مشاريع للعام القادم عبارة عن برامج دمج ثقافي ما بين المعرفة المحلية والمعرفة لبعض الدول العربية الشقيقة بالتعاون مع عدد من الدكاترة والأساتذة بهدف تطوير وتنمية الشباب الذي يعد أساس المجتمع ولتحقيق هدف المؤسسة للحد من البطالة. صندوق إنجاز وحول توفير التمويل أشارت إشراق إلى أن إنشاء الصندوق إنجاز لدعم المشاريع المدرة للدخل وسيعمل الصندوق لتقديم التمويل اللازم لتنفيذ مشاريع للشباب، وقالت: نفذنا تجارب من خلال اطلاق 3 حافظات تمويل واختبرنا مسألة التعاون بين المشاركين ومن خلال التجربة عرفنا السلبيات والإيجابيات وحاولنا تلافي السلبيات وسيتم إطلاقها بشكل منظم.. وأضافت: الصندوق سيوفر التمويل اللازم للفئات المحتاجة لتنفيذ مشاريع وستعمل استثمارات للفئات التي لديها أمول ولا تستطيع استثمارها، ومن ينفذ المشروع عليه توفير 50 % من تكلفة المشروع، والمشاريع ستكون صغيرة تقدر بالآلاف لكنها تدر دخلا للأفراد أو للأسر وحافظات التمويل ستبدأ ب30 ألف ريال وأخرى تصل إلى 240 ألف ريال، وأقل مشروع عبارة عن تقديم الوجبات الخفيفة. تمويل مشاريع الشباب وقالت: هناك مشاكل تواجه الشباب خاصة عند الاقتراض فصندوق إنجاز حل هذه الإشكالية ومنح الشباب مشاريع ممولة ب50 % وعلى الشباب توفير ال50 % الأخرى وستكون هناك رقابة على المشاريع. وأضافت: مشروع نوافذ نسائية والذي استهدف توعية 5000 امرأة بحقوقها الاجتماعية الثقافية والاقتصادية والسياسية، المشروع استهدف المدارس والجامعات وربات البيوت ومنظمات المجتمع المدني. وحالياً نستعد لإطلاق مشروع توعوى جديد عبارة عن عمل صامت ينفذه مجموعة من الشباب بعنوان “يمن واحد “ وسينفذ العمل في ثلاث مديريات وهو عبارة عن عرض كل مشارك سيرتدي فنيلة مرسوم عليها خريطة احدى المحافظات، وهذا العمل سيزرع في أذهان المستهدفين ملامح خريطة المحافظات والجمهورية. نظافة وقالت: وهناك مشروع آخر عبارة عن لجنة النظافة سينفذ بالتعاون مع صندوق النظافة والتحسين ويهدف البرنامج إلى التخلص من القمامة بشكل جذري وليس معالجة فقط، حيث سنقوم بالنظافة في الشوارع عن طريق عمال النظافة. والخطوة الثانية سيتكفل عقال الحارات بإبلاغ الأهالي بتنظيف الممرات أمام منازلهم، وستنفذ الحملة في يوم معين، والمرحلة الثالثة ستشمل التوعية من خلال النزول إلى المدارس لتوعية الطلاب والأطفال من خلال التعريف بالضوابط القانونية فيما يخص النظافة وماهي العقوبات لمن لا يحافظ على النظافة والتوعية ستمتد على مدى شهرين لان غرس عادة الحفاظ على النظافة بحاجة إلى وقت، فإذا بدأنا بالتوعية والشوارع متسخة لن يتقبل أي شخص التوعية فيجب التنظيف ومن ثم التوعية. واختمت حديثها بالقول: أخيراً أدعو منظمات المجتمع المدني للقيام بتنوير أفراد المجتمع، والمساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية، وتثبيت كيان المجتمع اليمني، وحب الوطن، ولذلك فإنه يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني في الوقت الراهن مسئولية تنوير أفراد المجتمع بالقيم النبيلة، بما من شأنه تحفيز الناس على حب الوطن والولاء له والتفاني في خدمته، والحرص على وحدته وسلامة أراضيه، والعمل على إثارة اهتمامهم وتفكيرهم بقضايا الأمة، وخلق الرغبة لديهم لخدمة الوطن، والتعاون من أجل تطويره، والحفاظ على أمنه واستقراره، وذلك من خلال تعزيز ثقافة المحبة والتسامح والتعاون.