وقعت قيادة السلطة المحلية ومشائخ القبائل والشخصيات الاجتماعية بمحافظة مأرب على وثيقة اتفاق تبنته لجنة الوفاق الوطني البرلمانية بين مختلف المكونات الاجتماعية والقبلية والسياسية في مأرب بهدف ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وإنهاء عوامل التوتر الأمني في المحافظة. وجرى التوقيع على هذا الاتفاق أمس من قبل مشائخ وأعيان بني جبر بمديرية صراوح في ختام لقاء مع اللجنة البرلمانية برئاسة علي عبدربه القاضي وبحضور وكيل المحافظة لشئون المديريات الغربية محمد علي المعوضي. وكان مشائخ وأعيان قبائل مراد وعبيدة والأشراف والجدعان وقعوا مساء أمس الأول على وثيقة الاتفاق الذي يتكون مع عشرة بنود، تقضي بأن تتحمل الدولة ممثلة بوزارتي الدفاع والداخلية مسؤولياتها الدستورية والقانونية في استتباب الأمن في المحافظة والحفاظ على السكينة العامة وحماية المصالح والمرافق الحكومية وتأمين المواطنين . ويشدد الاتفاق على أهمية أن تقوم بالدولة بواجباتها الدستورية والقانونية كاملة في حماية المنشآت العامة وتأمين الطرقات باستخدام كافة الوسائل الرادعة وبحزم ودون تردد أو تقاعس، وأن أي اعتداء او تخريب يقوم به فرد أو جماعة يكون من واجب الدولة ومسؤوليتها ملاحقته في نفس اليوم وتكون القبائل مسؤولة عن تسليمه في غضون ثلاثة أيام. والتزم مشائخ وعقال محافظة مأرب وممثلو المكونات السياسية بموجب بنود الاتفاق بعدم مؤازرة أو إعانة أي معتد أو مخرب أو مطلوب أمنياً ومن يقوم بذلك يعتبر شريكاً له. ونصت بنود الاتفاق على قيام الدولة بإزالة أي نقاط مستحدثة على الطرقات غير رسمية.. ورفع الحشود المسلحة خلال أسبوع من استكمال التوقيع على الاتفاق الى جانب قيام مشائخ القبائل بإخراج العناصر الإرهابية من خارج المحافظة من أراضيها خلال أسبوع والعمل على معالجة أوضاع المغرر بهم من أبناء القبائل الذين لم يرتكبوا أعمالاً جنائية. وكانت اللجنة الأمنية التقت في وقت سابق باللجنة الأمنية في محافظة مأرب برئاسة محافظ المحافظة سلطان بن علي العرادة وبحضور قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء أحمد سيف المحرمي . واطلعت اللجنة البرلمانية اللجنة الأمنية على ما تم إنجازه، واستمعت منها إلى طبيعة الإمكانات الأمنية والعسكرية في المحافظة والمهام المناطة بها والاستعدادات لتنفيذ المهام المطلوبة منها لبسط هيبة الدولة . وفي نهاية اللقاء جرى التوقيع من قبل محافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الوسطى ومدير عام شرطة المحافظة العميد محمد القحم على وثيقة الاتفاق. هذا وقد عقد في ختام زيارة اللجنة البرلمانية لمأرب مؤتمر صحفي مشترك لرئيس اللجنة البرلمانية علي عبدربه القاضي ومحافظ مأرب سلطان بن علي العرادة. وأشاد المحافظ العرادة بالجهود التي بذلتها اللجنة البرلمانية في سبيل إنجاز وثيقة هذا الاتفاق .. مؤكداً أن قيادة السلطة المحلية حرصت على مساندة جهود اللجنة من إنجاح مهمتها وحشد الجهود للتوقيع على هذه الوثيقة من مختلف المكونات الاجتماعية والقبلية لتكون مرتكزا لتعزيز الأمن ولتجنيب المحافظة الانزلاق الى الصراعات. ولفت محافظ مأرب إلى أن أبناء المحافظة بكافة أطيافهم مجمعون على ضرورة تجنيب المحافظة أي انزلاق أو صراعات أو دخول أي مليشيات مسلحة سواء كانت جهوية أو حزبية إلى مناطق المحافظة. رئيس اللجنة البرلمانية أشاد من جانبه بالتجاوب الذي أبدته قيادة السلطة المحلية والوحدات العسكرية والأمنية ومشائخ القبائل والمكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة مع جهود اللجنة . وأوضح أن اللجنة تقوم بمهمة وطنية واختارت أن تبدأ من محافظة مأرب لتجنيب المحافظة الانزلاق نحو الصراع، نظراً لما تحتله هذه المحافظة من أهمية استراتيجية، الأمر الذي يجعل أي توتر أمني فيها ينعكس سلبياً على كافة محافظات الجمهورية. ولفت إلى أن تبني اللجنة البرلمانية للتوافق على وثيقة الاتفاق التي وقعتها قيادة المحافظة واللجنة الأمنية والمنطقة العسكرية ومشائخ القبائل بالمحافظة يأتي في إطار المهام التي كلفت بها اللجنة من مجلس النواب كمبادرة من المجلس لتعزيز التقارب والوفاق بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية وإنهاء بؤر التوتر في أي منطقة بما يهيئ الأجواء المناسبة لإنجاح المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة وصولاً الى بناء اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة . مشيراً إلى أن اللجنة ستحرص على توقيع وثيقة الاتفاق من قيادتي الداخلية والدفاع ومن ثم رفعها للأخ رئيس الجمهورية للمصادقة عليها لتكون ملزمة للجميع ومن ثم ستعود اللجنة لمراقبة لمراقبة التنفيذ الميداني من جميع الأطراف. إلى ذلك وقعت قيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية في محافظة إب أمس على وثيقة شرف، تقضي بتعزيز التنسيق والتعاون من قبل جميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية وكافة أبناء المحافظة مع جهود السلطة المحلية والأجهزة الحكومية المعنية من أجل تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المحافظة، باعتبار الأمن مسؤولية وطنية مشتركة. وجرى التوقيع على ميثاق الشرف في ختام اجتماع موسع عقد أمس بمحافظة إب برئاسة المحافظ يحيى محمد الإرياني وضم قادة فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوجاهات الاجتماعية بالمحافظة وكرس لمناقشة الأوضاع الأمنية والسبل الكفيلة بتوحيد الجهود من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. وخرج المشاركون في الاجتماع بهذا الاتفاق وأكدوا في مستهل بنوده أن التوقيع عليه جاء من منطلق حب الوطن وزهمية تكاتف كافة الجهود في سبيل الحفاظ على الثوابت الوطنية المتمثلة بالنظام والجمهوري والوحدة والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة الوطنية لضمان التأسيس لوطن أمن ومستقر وخال من الصراعات وبما يسهم في مساندة جهود الدولة لتسريع عملية التنمية الشاملة وتوفير الخدمات الاساسية لكافة المواطنين. وأكدت بنود ميثاق الشرف أهمية الاسهام الفاعل من قبل جميع أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة كأولوية لبناء مؤسسات الدولة، باعتبار الأمن حاجة أساسية لاستمرار واستقرار الحياة وديمومتها. وتعهد الموقعون على الوثيقة بالعمل من أجل إعادة الثقة بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة والحفاظ على السلم الاجتماعي ومساندة الجهود المبذولة لمعالجة الاختلالات الأمنية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة والمستدامة. ونص ميثاق الشرف ب:«إن الواجب الديني والوطني والأخلاقي والانساني يفرض على الجميع تحمل المسؤولية أمام الله لما فيه مصلحة اليمن عامة ومحافظة إب خاصة أرضاً وإنسانا». وأضاف:«ومن أجل ذلك فإن المكونات المذكورة يلتزمون بميثاق الشرف والمتضمن التزام جميع المكونات بالتعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان وحرياته وكفالة ممارساته وعدم استخدام المساجد والمؤسسات الرسمية في أي صراعات سياسية أو مذهبية او حزبية وعدم استخدامها لتحقيق مآرب خاصة وترشيد الخطاب الديني والإعلامي ونشر ثقافة التسامح والتصالح والتعايش السلمي وتحييد الوظيفة العامة والمؤسسات التعليمية عن الممارسة الحزبية». وتلزم بنود ميثاق الشرف الجميع على العمل من أجل تعزيز سيادة الشرع والقانون والتعاون في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة في جميع أنحاء المحافظة وتجنيبها المواجهات المسلحة والتعاون مع الأجهزة المختصة في معالجة الاختلالات الأمنية ومنع التقطعات وأي أعمال فوضوية واطلاق النار في الأعراس وغيرها وبما يكفل تحقيق الامن والسكينة لكل أبناء المحافظة واعتماد الحوار أساساً لحل أي خلافات او صراعات او منازعات دون الاخلال بالقواعد القانونية والدستورية. وشدد ميثاق الشرف على ضرورة التزام جميع المكونات في المحافظة برفض الإرهاب والعنف والتعاون مع السلطات المختصة لمحاربته والوقوف ضد أي جماعات إرهابية مسلحة تسعى للإخلال بالأمن والسلم الاجتماعي. مؤكداً أهمية تلتزم جميع الأطراف بعدم إيواء او دعم تلك الجماعات مادياً ومعنوياً. كما شددت الوثيقة على ضرورة التزام جميع المكونات بالتعاون مع السلطات المختصة في المحافظة في تحقيق التنمية الشاملة والتعاون مع السلطات المختصة في مكافحة الفساد بكل أشكاله وبما يكفل تحقيق الأهداف النبيلة التي يتطلع إليها أبناء المحافظة لبناء مستقبل أفضل والوصول الى حياة آمنة ومستقرة في إطار الدولة المدنية الديمقراطية. واتفق الجميع في ختام بنود ميثاق الشرف على تشكيل لجنة تمثل جميع المكونات برئاسة المحافظ لتجسيد روح الشراكة الوطنية وتشرف على تنفيذ بنود هذا الميثاق وحل أي خلافات او خروقات قد تنشأ مستقبلاً على أن يكون لهذه اللجنة أمانة عامة تتولى التحضير لاجتماعات اللجنة وتنفيذ قراراتها ومتابعة تنفيذ بنود هذا الميثاق وغيرها من المهام التي تحدد لها بلائحة خاصة يصدرها المحافظ في أول اجتماع للجنة.