كاتب حضرمي يطالب بحسم الفوضى وترسيخ النظام ومعاقبة المتمردين    صنعاء ترد على تهديدات نتنياهو وكاتس    اليمن يتوعد الكيان المؤقت بما هو أشدّ وأنكى    ترامب يعلن تنفيذ ضربات "فتاكة" ضد تنظيم القاعدة بنيجيريا    بين حقّ الحركة وحفظ التوازن: المجلس الانتقالي في قلب المعادلة الإقليمية لا على هامشها    ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    الأحزاب ترحب بالبيان السعودي وتعتبر انسحاب الانتقالي جوهر المعالجة المطلوبة    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كي مون: اليمن ينهار أمام أعيننا ولايمكن أن نقف موقف المتفرّج
مجلس الأمن يناقش تطورات الأوضاع في اليمن
نشر في الجمهورية يوم 13 - 02 - 2015

عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس جلسة خاصة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن في إطار جلساته الدورية المكرسة لتقييم سير الخطوات المنجزة على صعيد العملية السياسية والتحديات التي تواجهها.
واستمع خلال الجلسة التي رأسها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لشهر فبراير الجاري مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يّي، إلى إحاطة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إزاء المستجدات على الساحة اليمنية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشئون اليمن جمال بنعمر لرعاية الحوار الجاري حالياً بين الأطراف اليمنية بغية بلورة حل توافقي للخروج من الأزمة الراهنة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لأعضاء مجلس الأمن الدولي: «إن اليمن ينهار أمام أعيينا».
وأضاف «عدت لتوي من زيارة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وكان اليمن هو موضوعي الرئيسي مع زعيمي البلدين».
وتابع الأمين العام قائلاً في جلسة المشاورات التي عقدها مجلس الأمن أمس حول اليمن: إن قادة السعودية والإمارات طالبوا بضرورة أن يتخذ المجلس رسالة قوية وواضحة إلى جميع أطراف الأزمة اليمنية، مفادها أن أية أعمال أخرى لتقويض العملية الانتقالية في اليمن لن يتم السماح بها.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة خلال الجلسة التي تم تخصيصها للأوضاع في اليمن: «دعوني أكون واضحاً.. اليمن ينهار أمام أعيننا..ونحن لا يمكن أن تقف موقف المتفرج، فاليمن يواجه تحديات متعددة. ولابد من منح حرية الحركة للرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد بحاح، ووزراء الحكومة والمسؤولين».
وتابع «إنني ينتابني القلق من الاستخدام المفرط للقوة لتفريق المتظاهرين السلميين، واستخدام الاعتقال التعسفي واحتجاز نشطاء المجتمع المدني والصحفيين، وأدعو لحماية حقوق الإنسان، ولا سيما الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير».
وحذر كي مون في إفادته إلى أعضاء المجلس من أن «هناك المزيد من الهجمات واسعة النطاق والمميتة من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مع تزايد الأعمال العدائية بين القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين في مختلف المحافظات جنوب صنعاء، مثل ذمار والبيضاء».
واستطرد «كما أن هناك زيادة نحو نزعات انفصالية في الجنوب، وأزمة إنسانية حادة، وإنه لأمر مذهل أن تجد م61 % من السكان «ما يقرب من 16 مليون شخص» بحاجة الآن إلى مساعدة إنسانية في اليمن”.
واعتبر الأمين العام للمنظمة الدولية أن هذه التطورات «تهدد السلام والأمن الإقليميين والدوليين، ونحن لدينا التزاماتنا بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وعلينا تقديم ما هو ممكن لمساعدة اليمن من أجل أن يتراجع عن حافة الهاوية».
وشدد كي مون على ضرورة «التزام جميع الأطراف بالإطار المشترك على النحو المنصوص عليه في آلية تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلام والشراكة الوطنية»، معرباً عن توقعاته بألا تقوم أطراف الأزمة بأي استفزازات أخرى وتنفيذ هذه الاتفاقيات كاملة، ودون مزيد من التأخير.
وتابع قائلاً «ولهذه الغاية، يقوم مستشاري الخاص السيد جمال بنعمر، بتسهيل المفاوضات مع كل الأطراف بطريقة توافقية وسلمية يتعين على جميع الأطراف اليمنية أن تشارك في هذه المفاوضات وأن تتعاون بحسن نية، كما أدعو أعضاء مجلس الأمن لتقديم دعم موحد ومستمر لجهود مستشاري الخاص».
من جانبه قال جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن: «إن العملية السياسية الانتقالية في هذا البلد أصبحت في مهب الريح».
وأضاف بن عمر في إحاطة لمجلس الأمن عن الوضع في البلاد -تم بثها من العاصمة اليمنية صنعاء- أن «اليمن على مفترق طرق، فإما أن ينزلق للحرب الأهلية وإما أن يعيد العملية السياسية إلى مسارها»، وحمّل القادة السياسيين اليمنيين مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وقال: إنه «على عاتقهم تقع مسؤولية إنقاذ البلاد».
وقال: إن ظروف عدم الاستقرار تهدد بتقوية تنظيم القاعدة، وإن هناك مؤشرات على إقامة معاقل له في عدة محافظات، خصوصاً في الجنوب.
وحذر من أن هناك احتمالاً كبيراً لانهيار العملة اليمنية، وأن الحكومة بذلك قد تعجز عن سداد الرواتب خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، كما أشار إلى أن عدة ممولين قطعوا المساعدات عن اليمن وآخرين يدرسون الخطوة نفسها، وهو ما قد يفقد عشرات الآلاف وظائفهم.
وأكد أن اليمن شهد «تطورات مأساوية» خلال الأسابيع الماضية، وأنه بصفته ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة واصل «المساعي الحميدة» من خلال مفاوضات يومية شارك فيها 12 حزباً، بمن فيهم جماعة الحوثي للوصول إلى حل توافقي للمأزق الذي وصلت إليه البلاد.
وقال بن عمر: «نتنقل بين الكثير من الحقول الملغومة، وحققنا نجاحات وإخفاقات، ورغم ذلك فإن هناك تقدماً معقولاً مع إدراك الأطراف لضرورة الوصول لحل يعيد الثقة للشعب اليمني».
واستعرض المسؤول الأممي في كلمته التطورات التي شهدها اليمن في الأسابيع الماضية انطلاقاً من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها جماعة الحوثيين للقوى السياسية لحل الأزمة، مروراً بالمفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وصولا إلى «الإعلان الدستوري» الذي أصدره الحوثيون الجمعة الماضية.
ووصف بن عمر هذا «الإعلان الدستوري» بأنه «تحرك من طرف واحد» و«خطوة أحادية الجانب أسفرت عن ردود فعل داخلية وخارجية»..وأكد أنه لا يمكن الخروج من المأزق اليمني إلا من خلال حوار سلمي ومفاوضات قائمة على المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة.
وأضاف «لا زلنا في خضم مفاوضات دقيقة وحساسة»، مشيراً إلى أن الأطراف السياسية اليمنية «تدرس سبل تقاسم السلطة والشراكة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وسبل منع انفجار الوضع في مأرب».
إلى ذلك قالت السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة: «إن ما شهده اليمن خلال الأسابيع الأخيرة هي تطورات خطيرة غير مسبوقة، بكونها انقلاباً واضحاً على الحكومة الشرعية في اليمن، ونسفاً للعملية الانتقالية السياسية السلمية، وتتعارض مع المصالح العليا لليمن وشعبه، في وقت يعاني فيه اليمن من صعوبات اقتصادية وتنموية».
وأضافت في بيان أمام اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط «الحالة في اليمن» والذي ألقته باسم الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن ذلك التصعيد انطوى على أعمال مرفوضة قام بها الحوثيون وداعموهم من خلال الاستيلاء بالقوة على مؤسسات الحكم الشرعية والمنتخبة، والسيطرة على المؤسسات الحكومية، واختطاف المسؤولين الحكوميين أو وضعهم قيد الإقامة الجبرية، بمن فيهم رئيس الجمهورية الشرعي الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة السيد خالد بحاح، واستخدام العنف، بالإضافة إلى طائفة واسعة من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، كترهيب وتهديد المواطنين، وتعريض المساكن ودور العبادة والمدارس والمراكز الصحية للخطر، وتجنيد الأطفال.
واعتبرت أن الإجراءات التي قامت بها جماعة الحوثي وداعموها تمثل خرقاً صارخاً وخطيراً للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، لا سيما القرار 2140 (2014)، وللأعراف الدولية، بكل ما يشكله ذلك من تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين.
وأكدت سعادتها أن استجابة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كانت عاجلة وتتناسب مع خطورة الوضع الراهن، إذ عقد مجلسها الوزاري اجتماعاً استثنائياً في 21 يناير الماضي بالمملكة العربية السعودية، أكد على أن أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول المجلس، كما أكد المجلس دعمه للشعب اليمني الشقيق، وإدانته لجميع الأعمال الإرهابية من قبل الحوثيين وداعميهم.
وأشارت إلى أنه على إثر ما أقدم عليه الانقلابيون الحوثيون بإصدار ما أسموه الإعلان الدستوري، أصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية بياناً بتاريخ 7 فبراير، أعلن فيه الرفض المطلق لتلك الخطوة، التي تتنافى مع ما نصت عليه المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل من حلول سياسية تم التوصل إليها عبر التوافق الشامل بين القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني، التي تم تأييدها دولياً، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن ، واعتبر البيان تلك الخطوة انقلاباً على الشرعية، وتصعيداً خطيراً لا يمكن قبوله، ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر.
وشددت على أن الوضع الراهن يستوجب إدانة واضحة من المجلس لهذا الانقلاب، وعدم الاعتراف بتبعاته، أو بالإجراءات أحادية الجانب لفرض الأمر الواقع، أو تغيير مكونات وطبيعة المجتمع في اليمن.. كما يستوجب هذا الوضع الخطير إجراءات محددة تلزم الحوثيين بوقف استخدام القوة، والانسحاب من المؤسسات الحكومية والمناطق التي يسيطرون عليها كافة، وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة، ووقف الاعتداءات المسلحة ضد الحكومة والشعب اليمني وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، وعدم اتخاذ إجراءات أخرى أحادية الجانب.
ورأت السفيرة علياء آل ثاني أن تباطؤ مجلس الامن أو التلكؤ في التعامل مع مثل هذه التطورات سيكون بمثابة رسالة طمأنة لجماعة الحوثي والداعمين لهم، وسيشجعهم على القيام بمزيد من الأعمال المرفوضة، بكل ما يشكله ذلك من تهديد للوضع الأمني والسياسي في اليمن، معبرة عن ثقة مجلس التعاون بأن مجلس الأمن الدولي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء الأحداث الأخيرة، ونبهت الى أن الوضع الأمني الحالي أصبح عاملاً مواتياً لتعاظم نشاط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يعد من أكبر المستفيدين من تدهور الوضع الأمني، إذ ازدادت مؤخراً الهجمات الإرهابية الضالع فيها ذلك التنظيم الإرهابي، الذي أدرجه مجلس الأمن على قائمة الإرهاب، وهو مدعاة للقلق العميق.
وقالت: «إن خطورة الوضع وآثاره الكارثية على اليمن وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي يجعلنا في دول مجلس التعاون الخليجي نبذل كل ما نستطيع للوقوف مع أشقائنا اليمنيين، وتقديم ما يمكننا من مساعدة، كأشقاء لليمن وشركاء مع المجتمع الدولي، لوضع حد للأزمة الحالية، وتيسير العملية السياسية في اليمن، وإنجاز المهام المتبقية لآلية تنفيذ المبادرة الخليجية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلم والشراكة الوطني وملحقه الأمني، بما في ذلك وضع الصيغة النهائية لمشروع الدستور واعتماده، وإصلاح النظام الانتخابي وإجراء انتخابات عامة.
ولفتت الى انه لتحقيق تلك الغايات، ستواصل دول مجلس التعاون دعم الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة والمساعي الحميدة للأمين العام ومستشاره الخاص، وعبرت عن أملها أن تثمر جهوده لجمع الفرقاء السياسيين في اليمن بهدف التوصل إلى اتفاق بالتراضي وإتمام عملية التحول الديمقراطي بقيادة يمنية، وفقاً لما ورد في المبادرة الخليجية.
وجددت سعادتها الدعوة لأن يتصدى مجلس الأمن الدولي على وجه السرعة للتطورات الخطيرة في اليمن، مؤكدة بأن الوفود الدائمة لدول مجلس التعاون لدى الأمم المتحدة ستواصل التنسيق مع أعضاء المجلس بشأن الإجراءات المستقبلية لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن، ومساندة تطلعات الشعب اليمني، وصون السلم والأمن في المنطقة والعالم، والحفاظ على وحدة اليمن الإقليمية والوطنية وسيادته واستقلاله، ومنع انزلاقه إلى مخاطر جمة لا تحمد عقباها.
وأكدت في ختام بيانها على أن استقرار اليمن ووحدته يشكلان أولوية قصوى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأنها ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية أمنها واستقرارها ومصالحها الحيوية.
كما عبرت عن شكرها للسيد جمال بن عمر، المستشار الخاص للأمين العام المعني باليمن، على إحاطته وعلى ما يقوم به من جهود بهدف حل الأزمة وتحقيق الانتقال السياسي وتعزيز الاستقرار في اليمن.
كما ألقى مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني كلمة أوضح فيها،أنه منذ اربع سنوات وفي 11 من فبراير 2011م خرجت في عموم محافظات الجمهورية مظاهرات واحتجاجات سرعان ما تعاظمت مطالبة بالتغيير المشروع الذي يفضي الى إقامة دولة مدنية حديثة قائمة على أساس احترام القانون والحريات وحقوق الانسان الأساسية.
وقال :«ومنذ ذلك الحين مرت الجمهورية اليمنية بأزمات خطيرة وعاصفة كادت أن تودي بها لولا عناية الله والتفاف الخيّرين من أبنائها وبدعم لا محدود من الدول الشقيقة والصديقة».وأضاف :«وكانت الأمم المتحدة حاضرة منذ البداية من خلال المساعي الحميدة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة عبر مستشاره الخاص جمال بنعمر الذي تمكن من تيسير مفاوضات معقدة افضت الى توقيع مختلف الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة في 23 نوفمبر 2011 في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
وأكد مندوب اليمن الدائم أن المبادرة الخليجية مثلت خارطة طريق جنبت اليمن ويلات الانزلاق الى الفوضى والمجهول وعملت جميع الأطراف السياسية على تنفيذها كوسيلة حضارية وسلمية لنقل السلطة في مرحلة انتقالية أنجز خلالها الكثير من مقومات وأسس دولة يمنية مدنية اتحادية.
وأردف قائلا : «لقد مثل مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتباره «أهم بنود المبادرة الخليجية» تجربة نموذجية يحتذى بها في كيفية جمع الأطراف المختلفة من حيث خلفياتها السياسية والثقافية والاجتماعية الى طاولة واحدة وتحت سقف مفتوح في حوار امتد لعشرة أشهر وتمخض عنه ما بات يعرف بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي عكست وبحق الأهداف الحقيقية التي يجمع عليها اليمنيون».
وأستدرك قائلاً : «إلا أنه وبعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني ظهرت خلافات بين المكونات السياسية حول قراءتها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني مما أفضى الى تصاعد الخلافات، غير أن المكونات توصلت في النهاية الى اتفاق السلم والشراكة الوطنية في 21 سبتمبر 2014».
ومضى السفير اليماني قائلاً:« وبالرغم من ذلك استمر الوضع بالتفاقم مما دفع بالحكومة والرئيس عبدربه منصور هادي الى تقديم استقالته وهو مما حدا بالمكونات السياسية الى عقد مشاورات برعاية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للوصول الى حل توافقي يرضي جميع الأطراف».
واستطرد قائلاً :«إن التطورات التي شهدها اليمن في 6 فبراير الجاري دفعت مختلف القوى الى التحلي بالمسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية والاتفاق على استئناف المشاورات ابتداء من يوم الاثنين 9 فبراير الجاري إيماناً منها بأن الحوار هو الوسيلة المثلى والوحيدة للخروج باليمن الى بر الأمان وتجنيبه مغبة الانزلاق الى ما لا يحمد عقباه».
وثمن مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عالياً الدور البناء الذي يطلع به الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر في تيسير المفاوضات بين مختلف الأطراف للتوصل الى عملية توافقية حرصاً على عدم انزلاق اليمن لا قدر الله، وتحوّله الى بؤرة توتر وصراع من شأنها الأضرار بالمنطقة والعالم، منبها في ذات الإطار من أن أي تدهور للأوضاع في اليمن سيقود الى تأجيج حرب أهلية ليست في مصلحة اليمن ولا الإقليم ولا العالم.
ودعا السفير اليمني أعضاء مجلس الامن إلى ان يحرصوا من خلال مشاوراتهم إلى اتخاذ الخطوات والاجراءات التي من شأنها دفع مسيرة التوافق الوطني والانتقال السياسي السلمي في مسارها الصحيح.
وتطرق إلى الأوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها اليمنيون فضلاً عن الأعباء التي يحملها اليمن جراء احتضان مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الوافدين من دول القرن الافريقي يضاف إلى ذلك عشرات آلاف النازحين من مناطق الصراع في اليمن .
ولفت إلى أنه يرزح الملايين من أبناء الشعب اليمني تحت خط الفقر وتشير الإحصائيات الاخيرة للمنظمات الانسانية الدولية الى ان نسبة الفقراء تجاوزت ال60 مع معدلات بطاله قياسية ساهمت في وصول الى اليمن الى حافة الكارثة الانسانية.
ودعا في هذا الجانب المجتمع الدولي الى توفير الدعم الكافي لخطة الاستجابة الانسانية الخاصة باليمن للعام الحالي 2015.
وجدد السفير اليمني التزام اليمن الكامل بتوفير الحماية الكاملة لكافة البعثات الدبلوماسية والقنصلية المعتمدة لدى اليمن وفقا للأعراف والمواثيق الدولية المعمول بها، معرباً عن أمله في أن تقوم الدول الصديقة التي أعلنت تعليق عمل سفاراتها بصنعاء باستئناف نشاطها في اقرب وقت ممكن.
وطالب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في ختام كلمته مجلس الأمن وجميع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبقية الدول الراعية للمبادرة الخليجية وبقية الأشقاء والأصدقاء الى الاستمرار في دعمهم لعملية الانتقال السياسي في اليمن وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وبما يسهم في الحفاظ على كيان الدولة ووحدة واستقرار اليمن الذي يصب حتماً في مصلحة أمن واستقرار الاقليم والعالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.