عقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم جلسة خاصة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن في إطار جلساته الدورية المكرسة لتقييم سير الخطوات المنجزة على صعيد العملية السياسية والتحديات التي تواجهها. واستمع خلال الجلسة التي رأسها الرئيس الدوري لمجلس الامن الدولي لشهر فبراير الجاري مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة ليو جيه يّي، إلى إحاطة قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إزاء المستجدات على الساحة اليمنية والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة عبر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشئون اليمن جمال بنعمر لرعاية الحوار الجاري حاليا بين الأطراف اليمنية بغية بلورة حلا توافقيا للخروج من الأزمة الراهنة. وقال :" نتابع جميعاً وبقلق بالغ، التطورات الأخيرة في اليمن"، موضحا أنه زار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و كان الموضوع السياسي الرئيسي خلال مناقشاته مع قيادتي البلدين والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي هو سبل تجنيب اليمن الانزلاق نحو اتون الحرب الأهلية. وأشار إلى أهمية حث كل الأطراف على تجنب أي أعمال أو خطوات قادمة من شأنها تقويض المرحلة الإنتقالية والتأكيد بان المجتمع الدولي لن يسمح بتمريرها. وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة على الجهود التي يبذلها مستشاره الخاص جمال بنعمر والتزامه بمواصلة تسهيل ورعاية المفاوضات السياسية الجارية حاليا بين الأطراف السياسية في اليمن في ظل هذه الظروف الصعبة. وتابع :" اليمن يواجه تحديات متعددة في ضوء استمرار الازمة السياسية في صنعاء"، مؤكدا على أهمية حماية حقوق الانسان، وضمان حق التجمع السلمي وحرية التعبير. وحذر بان كي مون من المخاطر المترتبة على تنامي وتيرة الأنشطة الإرهابية لتنظيم قاعدة جزيرة العرب وجرائمه الدموية، لافتا إلى أن انصار الله يخوضون في ذات الوقت مواجهة مع عناصر القاعدة في عدد من المحافظات الواقعة جنوب العاصمة صنعاء منها البيضاء وذمار. وأشار إلى ارتفاع وتيرة أصوات تنادي بتشطير اليمن بالتزامن مع أزمة إنسانية مستحكمة في هذا البلد. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن نحو 61 في المئة من المواطنين اليمنيين والذين يشكلون قرابة 16 مليون نسمة يحتاجون الدعم الإنساني في وذلك أمر مذهل، منبها من أن أي تدهور للأوضاع في اليمن سيهدد الأمن الإقليمي والسلم والأمن الدوليين. واستطرد قائلا :" وفي ضوء هذه التطورات والظروف المزعجة، لدينا جميعاً إلتزام رسمي باحترام التزاماتنا بموجب ميثاق الأممالمتحدة، فيجب علينا ان نعمل بكل قدراتنا بُغية مساعدة اليمن في الابتعاد عن حافة الهاوية والرجوع إلى مسار العملية السياسية". وأردف :" إن المرحلة الإنتقالية في اليمن لديها خطة طريق متفق عليها، و يجب علي كل الاطراف ان تلتزم بالاطار المشترك وبموجب نصوص آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة"، معبرا عن أمله في ان يحرص الجميع على الامتناع عن الممارسات الاستفزازية وتنفيذ الاتفاقيات بحذافيرها وبدون أي تأخير. وبين أن مستشاره الخاص لشئون اليمن يقوم برعاية حوار مع كل الاطراف على أسس توافقيه وبهدف المضي قدماً في المسار السلمي. واستدرك قائلا:" لكن الظروف صعبة ومعقدة للغاية، ويجب على كافة الأطراف اليمنية ان تنخرط في المفاوضات وتتعاون بحسن نيه". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة اعضاء مجلس الأمن الدولي إلى مواصلة تقديم الدعم الموحد لتعزيز جهود مستشاره الخاص لشئون اليمن، مطالبا في ذات الإطار أعضاء المجلس على العمل عن قرب مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي وغيرهم من الشركاء الدوليين لاتخاذ خطوات تهدف إلى ترميم الثقة بين الاطراف اليمنية بُغية خفض وتيرة التوتر السائد وتمهيد الطريق صوب المسار السلمي وعبر الحوار السياسي. ولفت إلى أهمية التركيز في هذه الفترة على مساعدة الشعب اليمني في مساعيه من اجل إنهاء الفراغ في السلطة في أقرب وقت ممكن. وقال :" وفي خضم هذه الفترات العصيبة، ادعو كل الدول الاعضاء إلى رفع سقف التمويل الخاص لخطة الإستجابة الإنسانية للعام 2015م، لأن هذا الدعم ذو أهمية قصوى خاصة في الوقت الراهن وأكثر من أي وقت مضى"، معتبرا ذلك عملية ضرورية لمنع تصعيد الصراع وخلق اسس ثابته لاستئناف المرحلة الإنتقالية السياسية والتي عبر عن اعتقاده الجازم بأنها الحل الوحيد للمضي قدماً نحو الأمام في اليمن. كما استمع مجلس الأمن إلى كلمة لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة و مستشاره الخاص لشئون اليمن جمال بنعمر عبر اتصال الفيديو من مقر اقامته بصنعاء .