واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس الجمعة قمعها للمسيرات الفلسطينية الأسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري ما أسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع في الضفة الغربيةالمحتلة، فيما واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال جولته الأوروبية حشد الدعم الأوروبي لمسيرة السلام والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية أن العشرات من المواطنين الفلسطينيين في محافظة رام اللهبالضفة الغربيةالمحتلة أصيبوا أمس بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة بلدة نعلين الأسبوعية السلمية شمال غرب المحافظة . ونقلت عن عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في نعلين محمد عميرة قوله إن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق. كما أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين يوم امس بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، اعتقل خلالها مواطنان فلسطينيان. واوضحت أن من بين المصابين القائم بأعمال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان جميل البرغوثي، والناشط منذر عميرة رئيس اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية في فلسطين، إلى جانب عدد من الناشطين والصحفيين والمتضامنين والذين تعرضوا للرشق بغاز الفلفل من قبل قوات الاحتلال. كما اعتقلت قوات الاحتلال خلال المسيرة الناشط محمد الخطيب عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ومتضامن إيرلندي يدعى ميك ونقلتهم إلى جهة مجهولة بعد أن قيدت أيديهم وعصبت أعينهم. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصور الضحية الأميركية الناشطة الداعمة لفلسطين كيلا مولر التي قتلت على أيدي ما يسمى بتنظيم (داعش) مذكرين بمشاركتها في مسيرات بلعين ضد جدار الفصل العنصري وتضامنها مع الشعب الفلسطيني إلى جانب صور الطلاب الثلاثة ضحايا الهجوم الارهابي الذي وقع امس على يد متطرف امريكي في ولاية كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة يُسر ورزان أبو صالحة وضياء بركات. وعبرت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان على لسان منسقها عبدالله أبو رحمة عن إدانتها لمقتل الضحايا الأبرياء من خلال ممارسة العنف والإرهاب، والذي أكد أن الإرهاب الذي قتل خلاله راشيل كوري هو نفسه الذي قتل خلاله كيلا مولر والضحايا أبو صالحة. ولفت إلى أن الفعاليات ضد جدار الاستيطان والاحتلال ستستمر في كافة أماكن تواجد الارهاب الاسرائيلي .. داعياً إلى أكبر مشاركة في المسيرة المركزية الأسبوع القادم في ال20 من الشهر الجاري، والذي سيصادف مرور 10 أعوام على انطلاقة المقاومة الشعبية في بلعين. إلى ذلك أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع يوم امس، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة النبي صالح الأسبوعية. وقالت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية (انتفاضة) في النبي صالح، في بيان لها، إن مسيرة يوم امس خرجت تحت شعار (جمعة الوفاء للأرض)، للتنديد بقرار الاحتلال توسيع مستوطنة (حلميش) على حساب أراضي المواطنين في قريتي النبي صالح ودير نظام. وأضاف البيان : إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق. من جانب آخر طالبت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام العالم بإنقاذ الطفل الفلسطيني الذي يتعرض لإجرام آخر وأطول احتلال عرفته البشرية. وقالت غنام خلال استقبالها الطفلة ملاك الخطيب (14 عاما) في بلدة بيتين يوم امس، إن استهداف أطفال فلسطين بالاعتقال تارة وبالرصاص تارة أخرى، يؤكد على إجرام الاحتلال الإسرائيلي وتنكره لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وضربه عرض الحائط كافة المواثيق والمعاهدات الدولية.. مشيرة إلى أن ابتسامة ملاك عند تحررها قهرت السجان. وكانت قوات الاحتلال قد أفرجت عن الطفلة الخطيب في وقت سابق يوم امس الجمعة على حاجز جبارة في طولكرم، بعد اعتقال دام لشهرين وغرامة مالية مقدارها 6000 شيكل. وطالبت غنام منظمة الاممالمتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسف) بالتحرك فوراً للوقوف أمام الجرائم التي يتعرض لها أطفال الشعب الفلسطيني والعمل على ضمان الإفراج عنهم ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحقهم، وفق القانون الدولي الإنساني الذي تنتهكه إسرائيل بشكل يومي. وفي قلقيلية أصيب مواطن فلسطيني في الثلاثين من عمره بعيار ناري في الساق أثناء قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية، ما استدعى نقله لإحدى المستشفيات لتلقي العلاج. كما أصيب عدد من المشاركين في حالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز السام والمدمع بعد أن أمطرت قوات الاحتلال سماء القرية، وبعدما هاجمت المشاركين بالقنابل الصوتية والغازية والقنابل المطاطية المغلفة. وأقدمت جرافة عسكرية على إلقاء الإطارات المشتعلة على منزل مواطن فلسطيني ما أدى إلى اشتعال النيران في فنائه وإلحاق أضرار بداخله. وفي خان يونس أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الحدود جنوب قطاع غزة، صباح يوم امس الرصاص من الرشاشات الثقيلة صوب منازل المواطنين شرق المدينة. وأفادت وكالة (وفا) أن جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية الجاثمة على الشريط الحدودي شرق خان يونس أطلقوا الرصاص من أسلحتهم الرشاشة على منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية، ما أدى إلى إلحاق أضرار في عدد من المنازل، واضطرار المزارعين لترك أراضيهم، والعودة إلى منازلهم. وتتعمد قوات الاحتلال إطلاق النار بشكل شبه يومي على منازل المواطنين وأراضي المزارعين القريبة من الحدود شمال وشرق القطاع. ويأتي ذلك في الوقت الذي وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكسمبورغ في زيارة تستمر يومين ضمن جولته الأوروبية الرامية لحشد الدعم الأوروبي الفاعل لمسيرة السلام والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وعقد الرئيس عباس بعد ظهر يوم امس جلسة مباحثات مع الدوق الأكبر للوكسمبورغ هنري تناول خلالها مجمل التطورات في فلسطين والمنطقة . وابرز الرئيس عباس خلال المباحثات إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تلقي بظلالها سلباً على عملية السلام .. مثنياً في نفس الوقت على دعم لوكسمبورغ للشعب الفلسطيني وقضيته. وأعلن وزير خارجية دوقية لكسمبورغ جان اسيلبورن في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس مساء يوم امس، رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى بعثة ورئيسها إلى سفير . وكان الرئيس عباس بدأ جولته من السويد التي كانت قد أعلنت في 30 أكتوبر الماضي اعترافها الرسمي بفلسطين ووعدت خلال الزيارة بتقديم مساعدة لفلسطين بقيمة 159 مليون يورو. واعقب ذلك زيارة إلى بلجيكا التي كان برلمانها الفيدرالي قد صادق الأسبوع الماضي على مشروع يوصي بالاعتراف بدولة فلسطين.