الحلقة العاشرة: الحمدلله رب العالمين واشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد... هذا هو جواب الشبهة العاشرة من شبهات مسقطي حد الردة وملخص شبهتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم حد الردة على من انضم لقريش كما في صلح الحديبية. والجواب على ذلك من وجوه: الأول: أن استدلالهم ببنود صلح الحديبية على عدم إقامة الرسول حد الردة غير واضح ولا صحيح، لأنه كما يظهر من نصوص الصلح أن من لحق بقريش يتركه النبي صلى الله عليه وسلم فلعله هرب إلى قريش فهو هارب من الحد وليس مقدوراً عليه ليقام عليه الحد. الثاني: أنه لو صح الاستدلال بهذا فهو منسوخ بالأحاديث المتفق عليها في الصحيحين والأحاديث الصحيحة في السنن القاضية بقتل المرتد وبإجماع الصحابة على قتل المرتد ومحاربتهم للمرتدين وبإقامتهم حد الردة كما فعل معاذ وأبو موسى وقد تقدم كل ذلك معنا فهذا كله حجة في نسخ ما زعموه من عدم إقامة حد الردة في صلح الحديبية ولا يملك عاقل يستحي أن يقول غير هذا. هذا ما تيسر لي جمعه من شبهات من يريد إسقاط حد الردة أجبت عنها باختصار وإن كان البعض قد يرى أني طولت، ولكن الموضوع يستحق أكثر من ذلك لخطورته ومن العجيب أن هؤلاء الإخوة استدلوا حتى بالنكتة الساخرة لتأييد مذهبهم الفاسد في إسقاط حد الردة وقصدوا بهذه النكتة أن حد الردة يشوه الإسلام وتركها يجمله وملخص هذه النكتة أن كافراً أراد أن يسلم فقالوا له لابد من الختان فقال سأترك الإسلام فقالوا له نقطع رقبتك فقال كل شيء عندكم قطع..وهذا الكلام التافه لا يستحق أن أذكره ولكني أردت أن أبين للقارىء الكريم مدى حرص هؤلاء الإخوة على سقوط حد الردة فجلبوا لذلك الشبهات والنكات ونقول لهم هيهات أن تسقط التافهات الجبال الراسيات فاتقوا الله في أنفسكم ثم هل يمثل هذا الكلام تعارض الأدلة القطعية الصريحة في قتل المرتد إن لم يتب ومن الشبهات التي يحتج بها دعاة الحرية الدينية للمرتدين قوله تعالى (لا إكراه في الدين) وقد أجبت عنها في هذه السلسلة ولكن حاول الأستاذ عصام القيسي أن يستعمل قواعد أصول الفقه واللغة لاستخراج حكم بترك المرتد من هذه الآية وبذل مجهوداً كبيراً وأتعب نفسه كثيراً في تحميل هذه الآية ما لا تحتمله والجواب عليه من وجوه. اضغط هنا لمزيد من التفاصيل اضغط هنا لاستعراض الصفحات اكروبات