ليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها مديرية جبل حبشي.. فإن لم تخني الذاكرة فقد زرتها سلفاً في نهاية العام 1999م في عرس الزميل الصحفي المعروف حمدي البكاري..حتى إن ابتهاجنا في ذلك اليوم لم ينسني مشقة المسير إلى هذه المنطقة أو العزلة التي ينعتها الجميع ب “الكويت”.. وفي هذه المرة وخلال إجراء هذا الملف عن مديرية جبل حبشي احتلت على تلك الطريق الوعرة المؤدية إلى بني بكاري من جهة مقبنة وحمير الجبل ففضلت أنا ومن معي الدخول إلى جبل حبشي من الأعلى “مفرق الضباب جبل حبشي”، وعند الانحدار المخيف في طريق “العيار بني بكاري” أدركت استحالة الاحتيال على تضاريس جبل حبشي المديرية الأقسى وعورة في محافظة تعز، وإن وإذا كان الطريق هو أهم المحاور التي يتناولها هذا الملف فإن محاور أخرى من الأهمية بمكان كالتعليم والصحة والزراعة والماء والكهرباء وكشف مكامن الفساد والخلل في كل محور على حدة فتعالوا معنا: أما زراعة القات أو هجران الحقول تكاد تربة جبل حبشي تتساوى من حيث الخصوبة لكن القرى المعتلية لتلك الجبال تزرع مالا تزرعه القيعان والعكس فقرية العسلي التابعة لعزلة البريهة والمعتلية أودية عزلة بني بكاري وعزلة مراتبة تزرع القات وهذا الأخير لاينبت في بني بكاري الدافئة والغنية بحقول المانجو ومختلف الفواكه إلى قبل بضع سنوات.. هكذا قال فيصل عبدالسلام أحمد أحد ملاك مزارع المانجو وبحرقة ممزوجة بالقهر أضاف فيصل “35” عاماً: قبل عشرين سنة خرجت لي مزرعة نصيبي من أرض والدي وفي العام 1994م دعمني الشيخ الكريم محمد علي العطار جزاه الله خيراً بمواد لحفر بئر يدوي خرساني بعمق “12” متراً وقطر “2” متر، حتى زاد إنتاج المزرعة للمانجو وفاكهة الهند “عنب الشام” والبئر التي سخرت لري حقول مجاورة وبعض منازل قرية “التحيوه” يضيف فيصل: اليوم ياصاحبي ومنذ ثلاث سنوات جفت البئر وجفت معه المزرعة تماماً. في الواقع التقيت فيصل عبدالسلام أثناء زيارتي لبني بكاري بداية إجراء هذا الملف لكنه يومها لم يحك لي قصته مع المزرعة اليابسة وبعد أسبوع صادفته في مقيل بمدينة تعز ضم أمين عام مديرية جبل حبشي ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية والخدمات ولدى فيصل “كيس” مليء بالأوراق والأوامر والأحكام والتوجيهات حتى من رئيس الجمهورية مفادها إنقاذ مزرعة المواطن فيصل عبدالسلام المتضررة من حفر بئر ارتوازية مجاورة لها فقط ب«13» متراً وبعمق يزيد عن “300” متر لصالح منازل بعض القرى باعتبار أن الحفر جاء مخالفاً للقانون لاقترابه من بئر المواطن التي جفت في ذات اليوم الذي ضخ فيه البئر الارتوازي. البقية....