نَظرة عن قُرب..بالعودة المُتفحصة لطبيعة “الخلاف المُستعر” من خلال المَعنيين أنفسهم؛ ثمة إفادات مُشتتة ومُتضاربة تتوارد من هنا أو من هناك.. جميعها تدور في فلك “الخلافات الإدارية البحتة”.. في تجاهل مؤسف وفظيع لوضع الطلاب - رأس المال المُتدفق على الجميع - بشقيهم “الدارس والخريج”..؟!!. “عشان أبوه” أثناء نزولي الميداني هالني استقبال مدير الفرع الجديد للجامعة اليمنية في تعز الدكتور عبدالحكيم العشاوي الذي تعامل مع استفساراتي بحذر شديد، رافضاً التفوّه ببنت شفه حول طبيعة الخلاف بين الجامعة اليمنية ومدير فرعها السابق؛ لعدم اطلاعه على تفاصيل القضية برمتها. نتيجة لذلك كان لي تواصل مع الدكتور عبدالله محمد يحيى - نائب رئيس الجامعة اليمنية – الذي أرجع عُمر ذلك الخلاف إلى أربع سنوات فائتة، مُتهماً الطرف الآخر بأنه تعامل مع فرع تعز كجامعة خاصة به، وأن صبرهم عليه “الذي نفد” كان طوال تلك الفترة “عشان أبوه” الدكتور محمد الشجاع - يرحمه الله - الأكاديمي المعروف وأحد مؤسسي الجامعة البارزين. وتتركز اتهامات نائب رئيس الجامعة لمدير الفرع السابق أن هذا الأخير ليس برجل أكاديمي؛ ظل خلال الفترة السابقة يحتكر إيرادات الفرع المالية لنفسه دون أن يُسلّم إدارة الجامعة في صنعاء “قرشاً واحداً!!”. مصالح الطلاب في المقابل نفى أ . يونس محمد الشجاع – المقصود في الاتهام السابق، والمدير الحالي لفرع جامعة سبأ بتعز - نفى صحة ما ذُكر جملةً وتفصيلاً .. موضحاً أن فرع الجامعة اليمنية في تعز أسسه والده عام 1995م، المساهم أصلاً ب(2226) من إجمالي الأسهم المسجلة في سجلات الجامعة، وأنه كان معه خطوة خطوة منذ اللحظات الأولى، مُتكفلين بكافة الصرفيات..لتقوم الجامعة بعد وفاة والده في العام 2004م بتحويل الفرع إلى مكتب تنسيق بنسبة 50 % والنصف المتبقي من الإيرادات للمركز الرئيسي. وأردف يونس أنهم مع نزول لجان التعليم العالي قاموا باستئجار مبنى واسع بمبلغ ثلاثمائة ألف شهرياً، وجهزوه بكافة المعدات اللازمة بما يتناسب ومتطلبات المرحلة بمبلغ مليون وثمانمائة وخمسين ألف ريال، ونظراً لزيادة الصرفيات على عاتقهم واستمرار العملية التعليمية دون توقف.. طالبوا المركز الرئيسي برفع نسبة الفرع المُعتمدة إلى 60 % حتى يتمكنوا من تغطية كل النفقات. يضيف يونس: للأسف الشديد لم يستجيبوا إلى مطالبنا..وعلى الرغم من نزول العديد من اللجان من قبلهم لحل المسألة ودياً إلا أننا لم نتوصل إلى حل مُناسب ومُرضٍ.. لأفاجأ ودون سابق إنذار مع نهاية شهر سبتمبر المنصرم بقرار جائر من الجامعة بأن أُسلّم الفرع إلى شخص آخر، ضاربين بجميع جهودنا من لحظات التأسيس الأولى عرض الحائط. لجنة وزارية والكارثة الكبرى حسب وصف “يونس” تتمثل بأن الجامعة قامت باستئجار مبنى آخر للفرع في ذات الفترة، دون أدنى مراعاة لمصالح الطلاب الدارسين في المبنى القديم، مع إعلان تشهيري وتحذيري في عدد من الصحف المحلية لهؤلاء الطلاب بعدم التعامل معه بالاسم. وأفاد يونس أنه رفع بذلك عريضة شكوى إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور صالح علي باصرة الذي وجّه بدراسة الموضوع، ولمّح في ذات “التوجيه” إلى أنهم سيضعون الجامعة اليمنية تحت الإشراف المباشر للوزارة، دون تجاهل تدخل الجهات القضائية في هكذا أمر؛ لأنها صاحبة القول الفصل في إنصاف المتضرر والانتصار له، والتساؤل المُلح الذي يفرض نفسه هنا وبقوة: «وذلك الطالب المسكين؛ ترى من سينتصر له..؟!». الكرة الآن في ملعب الوزارة.. توصيف أخير جاء على لسان “يونس” الذي كشف عن وجود لجنة أعدّت من قبل الوزارة لهذا الغرض.. إلا أن نزولها الميداني إلى تعز لم يتم حتى اللحظة..مُفصحاً عن محضر سابق قامت به الوزارة ذاتها وذلك فيما يخص التعاملات المالية.. ومن ضمن ما جاء فيه أن المبالغ الخاصة المُسلمة للجامعة تبقى للجامعة، وما هو للفرع يبقى للفرع. صراع غبي على ذكر (جامعة سبأ) فقد سارع يونس الشجاع بعد قرار إقالته إلى تحويل المبنى القديم لفرع الجامعة اليمنية المسجل عقد إيجاره باسمه، سارع إلى تحويل ذلك المبنى المتكامل والمعد مسبقاً إلى فرع لجامعة سبأ بعد أن تواصل مع مسئوليها في أمانة العاصمة صنعاء. لا أنكر أنه أثناء نزولي الميداني وجدت أن هذا المبنى معد إعداداً جيداً.. وهو الأمر الذي لم ألمسه في مبنى الفرع الجديد للجامعة اليمنية..«خالي الوفاض إلا من مكتب مدير الفرع والسكرتارية» وحين استرقت النظر لقاعات خاوية على عروشها؛ هالني المنظر، خاصة أن العام الدراسي قد بدأ قبل فترة.. لحظتها واجهت الدكتور عبدالحكيم العشاوي، مدير الفرع بهذه الإشكالية.. وبدوره اكتفى بالرد أن الدراسة ستبدأ بعد عيد الأضحى المبارك بعد أن يتم استكمال تجهيز المبنى – أو الشقة إن صح التعبير - من كافة الجوانب. من هذا المنطلق يأتي التأكيد أن الطلاب بشقيهم “الدارسين والخريجين” ضحايا لصراع غبي، ومعاناتهم لا تنتهي في ظل تنافس تجاري لا يرحم “رأس ماله” في مفارقة عجيبة نادراً ما تتكرر في التعاملات التجارية البحتة..وهذا الكلام يقودنا وفي هذه العجالة المُختصرة إلى أوضاع الطلاب الدارسين أنفسهم والمحسوبين أصلاً على الجامعة اليمنية!. ففي الوقت الذي مازال فيه مبنى فرع الجامعة اليمنية غير مهيأ ومعد لهذه المرحلة.. جاء جواب الطرف الآخر أ. يونس الشجاع – المعروف بصفته السابقة واللاحقة - أنه تعامل مع الأمر بشفافية عاليه، وخيّر جميع الطلاب الدارسين بين “البقاء.. أو الرحيل” لتكون النتيجة - على حد وصفه - متساوية “نصف آثر الرحيل.. ونصف آثر البقاء”. أ. يونس الشجاع: الكرة في ملعب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي د. عبدالحكيم العشاوي : الدراسة في المبنى الجديد ستبدأ بعد عيد الأضحى