فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    قبائل التحيتا بالحديدة تُعلن النفير العام لمواجهة الأعداء والخونة    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    العليمي يثمن دعم الأشقاء للإصلاحات بما في ذلك دفع المرتبات خلال الأيام المقبلة    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    الحديدة أولا    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالوهاب طواف ل (الجمهورية):
كنت قريباً من (العيال) وتأكدت أنهم لم ولن يكونوا رهاناً مستقبلياً لبناء اليمن
نشر في الجمهورية يوم 24 - 03 - 2012

بزغ نجمه في فترة قياسية ليصل إلى درجة سفير يقول عن نفسه بأنه كان قريباً من العيال ويقصد احمد ، يحيى ، طارق، عمار لكن تأكد له أن هؤلاء لم ولن يكونوا رهاناً مستقبلياً لبناء اليمن الذي تحول من سعيد إلى تعيس ، أعلن استقالته من منصبه كسفير لليمن لدى سوريا وأعلن انضمامه للثورة عقب مجزرة جمعة الكرامة ليصبح المستشار السياسي لقائد المنطقة الشمالية الغربية ، قائد الفرقة الأولى مدرع ، عبدالوهاب طواف في حوار مع الجمهورية فإلى نصه:
حبذا لو عرف القارئ نبذة مختصرة عن قرار انضمامك للثورة؟
- بعد إعدام 56 شاباً في جمعة الكرامة بدم بارد وبسفه ووحشية دافعها التشبث بكرسي صار عبئا على اليمن، اهتزت مشاعر كل الشرفاء، وصار لزاما على الجميع الخروج عن الصمت ورفع الصوت بأن اليمن لا تتحمل هذا الواقع التعيس، فكان علي أن اتخذ قراراً يرضي الله سبحانه وتعالى ويساهم ولو بنزر يسير في تسريع التخلص ممن صار وجوده أضر من عدمه، ولا أخفيك أني وصلت إلى قرار قبل ذلك بحوالي شهرين، فقد اقتنعت أن من يحكمنا قد شاخ ولم يعد يملك مشروع بناء، وإنما مشروع بقاء فوق معاناة الناس وآلامهم، واقتنعت أكثر عندما كنت قريباً من (العيال) وتأكدت أن هؤلاء لم ولن يكونوا رهانا مستقبليا لبناء اليمن الذي تحول من السعيد إلى التعيس.
كيف يقرأ الدكتور عبد الوهاب طواف ما جرى ويجري على الساحة؟
- حتى هذه اللحظة لا أستحق لقب دكتور لأني لم أكمل حتى الآن أطروحة الدكتوراه. ما يجري الآن على الساحة نتاج طبيعي لإرث ثقيل من الكوارث والآلام والمحن والحروب والمآسي والتآمرات وسياسة فرق تسد وسياسة الإفقار الممنهج والفساد المنظم وحكم أسرة واحدة، جثمت على صدور الشعب الأصيل ثلاثة عقود، فنحن نعيش حالة التعافي والنقاهة، وهذه الحالة بطبيعة الحال لا بد أن تكون صعبة، والناس الآن يعيشون مرحلة الانتقال من ضيق الأمل إلى فسحة الأمل والتفاؤل، وأنا على ثقة بقدرات المشير عبدربه منصور هادي في إدارة دفة الحكم، لما له من خبرة ودراية ومعرفه بما كان يدور ومكامن الخلل والقصور في المرحلة السابقة، وأتمنى أن يسارع باتخاذ القرارات الحاسمة لإصلاح ما أفسده الحاكم السابق وأولاده وأنسابهم، حتى لا يمل الناس ويفقدوا الأمل، خصوصا أن كثيرا من المستفيدين من الحاكم السابق، يسوّقون أن الرئيس هادي لا يعمل شيئا إلا بتوجيه ورضا “الرئيس السابق”.
يبدو أن المشهد السياسي الآن وصل إلى طريق مسدود أو شبه مسدود.. مناكفات واضحة بين الطرفين، ما ذا ترى؟
- كما قلت لك: إنها حالة طبيعية بعد مآسي ثلاثة عقود، فبعد خروجنا من مرحلة صعبة دخلنا مرحلة خطيرة وحساسة، ولذا لا نتسرع فالأمور كانت سيئة ولذا العلاج سيطول إلا أنني متفائل بالمرحلة القادمة، وبتكاتف الجميع سنخرج إلى بر الأمان، وسنشهد سوياً تحسن الأوضاع شيئاً فشيئاً والبناء يكون صعبا وطويلا بعكس الهدم فإنه يكون سريعا وسهلا.
ما ذا يعني انسحاب نصف أعضاء الحكومة وهم من المؤتمر من جلسة الثلاثاء الماضي ثم عودتهم؟ ما الرسالة التي يريد أن يوصلها صالح؟
- غباء سياسي بدرجة امتياز، فلم يكن هناك مبرر للانسحاب ولم يكن هناك سبب واضح للتراجع، وإنما كان هناك غرور الرئيس السابق وعدم استيعاب انه لم يعد رئيساً ولم يقتنع بذلك، فحاول لفت الأنظار وممارسة دور الآمر الناهي، وهنا كان وزراء المؤتمر هم الضحية، وللأسف إذا استمر حالهم بهذا الضعف فأعتقد أنه لن يطول بهم المقام بالبقاء على طاولة مجلس الوزراء، ومن الضروري أن يستوعبوا أنهم خدام للشعب وليس لشخص. وللأسف فبعد خروج الرئيس السابق من الحكم بصورة شبه مشرفه له، أبى إلا أن يلطخ تلك الصورة بأفعاله وأقواله، وهذا أعتقد أنه سوء خاتمة وتقدير من الله سبحانه وتعالى أن يجعله في صورة أقل أمام الداخل والخارج، نتيجة ما اقترفته يداه من جرائم في حق هذا الشعب العظيم الصابر وتقصيره في أداء مهامه بصورة مقبولة ولو في حدها الأدنى.
يقال: إن صالح فقد الرئاسة لكنه لم يفقد السلطة.. ما الذي تراه؟
- الرئيس السابق عنيد جدا وذكي إلا أن هذا العناد قاد اليمن إلى وضع سيئ وذكاؤه كان ذكاء بقاء وليس ذكاء بناء، وبالتالي فقد عمل خلال ثلاثة عقود على سياسة المتناقضات وسياسة فرق تسد، وكسب الولاءات بالمال والسلاح، وفعلا استفاد في البقاء رئيسا في مراحل صعبة، إلا أنه لم يدرك أن الزمن تغير والمعادلة السياسية تغيرت والعالم تطور والخارطة السياسية في العالم تغيرت كما أن الخارطة الحزبية تشكلت بشكل غير ما كان في البداية. والوطن كبر ولم تكبر همته أو إرادته. وكان هناك من الفرص ما يمكنه من لعب دور فعال في بناء اليمن ولعب دور مؤثر في المنطقة العربية، إلا أنه تعامل بمراوغة وسياسة الكذب السياسي والهروب إلى الأمام بخلق الفتن وتأجيج الصراعات في اليمن حيناً بتعمد وأحياناً أخرى بجهل وسوء إدارة. وحقيقةً وصل إلى مرحلة أن الداخل والخارج اقتنع أنه صار عبئاً على الجميع ووصل إلى مرحلة كالعربة المتهالكة في وسط الطريق فلا هي تنحت جانباً ولا هي تقدمت إلى الأمام ولو بخطوات بطيئة، والمحزن لنا جميعاً أنه بعد ثلاثة عقود لم تكن هناك أية إنجازات حقيقية على أرض الواقع، فلا يملك اليمن كهرباء ولا ماء ولا طرقاً ولا مشاريع صناعية ولا مدناً صناعية ولا معاهد تأهيلية لشباب اليمن ولا جامعات نموذجية ولا مدارس نموذجية، ولا حتى مشفى نموذجياً يعالج آلاف المرضى المسافرين يومياً إلى مصر والأردن، والمبكي أننا لا نملك حتى قسماً لمعالجة الحروق في اليمن ورأينا في أن الرئاسات الأربع (رئيس الجمهورية ، رئيس الوزراء، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الشورى) ذهبوا للعلاج إلى الرياض بعد الحادث المأساوي في جامع الرئاسة. وبالتالي فوضعنا حقيقة متردٍ وفي الحضيض. وبالنسبة لسعي الرئيس السابق للتأثير في القرار السياسي، ففعلا لن يتوانى في التدخل في شئون اليمن لأنه تعود طيلة حياته وهو يحكم منذ أن كان عمره في العشرين، وبالتالي لم يستطع التأقلم أنه صار خارج المعادلة السياسية ورفقاء السوء لهم تأثير عليه إلى حد كبير، فقد سلم لهم عقله الباطن وأصبح سلوكه مترجماً لأفكارهم ونزواتهم التي سيوصلونه إلى وضع تعيس، إلا أنه يجب أن نتخطى شيئا اسمه الرئيس السابق ونلتفت إلى البناء، إلى المستقبل ولا نكترث بأي شخص يريد أن يعيق المسيرة لأن من لم يفلح والسلطة بيده والدعم الداخلي والخارجي معه، لن يفلح في عمل شيء وقد صار في ركن مظلم. ولنساعده على التأقلم مع وضعه الحالي.
الهيكلة.. الحوار.. جدلية تكاد تأخذ المشهد السياسي الحالي أو بالأصح حديث السياسيين والمهتمين.. أيهما يسبق الآخر؟
- في اعتقادي أن الموضوع ليس مهما بهذه الصورة، ولكن المشكلة أن هناك انعداما للثقة من قبل المعارضة في قيادات الجيش العائلي، لأنهم استخدموا هذا الجيش لضرب اليمنيين لا لحمايتهم، وبالتالي فالخوف هنا من المضي في الحوار وعدم ضمان تنفيذ ما يفضي له ذلك الحوار في حالة بقاء تلك القوات في يد المراهقين السياسيين إلا أني على قناعة أن تلك القوات لن تقدر على عمل شيء في تغيير الخارطة السياسية الحالية، نظراً للصحوة الشعبية والقرارات الأممية والمراقبة الإقليمية، ويكفي سلاحا لتوقيفهم عند حدودهم سلاح التهديد بتجميع أرصدتهم وأملاكهم بالخارج للمضي السريع من قبلهم في تنفيذ أي مقررات ونتائج للحوار، وبالتالي فتزامن الحوار مع الهيكلة يكون مخرجا لتلك العقدة. وعلى الرئيس السابق وأولاده وأنسابه نسيان عودتهم لحكم اليمن الآن أو لاحقاً.
يقول البعض: إن استقرار الوضع مرهون بمغادرة صالح للبلاد.. هل ذلك صحيح؟ وماذا يعني اشتراطه خروج عشر شخصيات معه من البلد؟
- صحيح، فخروجه سيفسح المجال للرئيس عبدربه منصور العمل بهدوء والمضي قدماً في البناء بدون منغصات وتدخلات وتثبيط لقراراته، كما أن خروجه سيجعل كثيرا من القيادات المنتهية صلاحيتها السياسية كامنة هادئة، وستعود إلى جحورها لتبحث لها عن أدوار ثانوية بعيدا عن أعين من تأذوا وتضرروا من وجودهم، وغيابه سيجعل وزراء المؤتمر في حل من تنفيذ أية توجيهات غير واقعية. أما اشتراط خروج عشر شخصيات فهذا تخريف وعدم واقعية وعدم قراءة صحيحة للواقع ونفي لما تم التوقيع عليه، وآسف لهذه التصرفات التي تسيئ لنا كيمنيين أمام الخارج، فالجميع يتندر علينا في تناقضنا السريع وكذب ومراوغة وتقلب بعض قادة اليمن السابقين.
باعتبارك دبلوماسياً.. ما هي أبرز قضايا الفساد في هذا الجانب؟
- الفساد الممنهج الناتج عن حكم الأقارب والأنساب والأصحاب واقتصار التعيين في المؤسسات المالية على أشخاص ولائهم لغير الدولة، كما أن هناك وكرا للفساد في النفط والكهرباء والغاز والضرائب والمشاريع الإنمائية والخدمية وفي المؤسسات التي تلامس أحوال الناس وحاجاتهم، بالتالي من الضروري العمل على تجفيف منابع الفساد في كل المؤسسات المالية والمؤسسات العسكرية على رأسها الأمن القومي والمؤسسة الاقتصادية العسكرية ذلك الغول الكبير والدائرة المالية، كما أن هناك فساداً كبيراً في مصلحة شئون القبائل والأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، تلك المؤسسات التي تصرف المليارات بدون حسيب أو رقيب للمناصرين والمقربين. وأشكر بهذه المناسبة الوزير الشجاع صخر الوجيه على جهوده الرائعة والشجاعة لتجفيف منابع الفساد في كثير من الدوائر الحكومية. طبعا والقطاع الدبلوماسي جزء من تلك المنظومة، وفيه من مظاهر الفساد ما فيه غيره من القطاعات الأخرى.
يعيش المؤتمر الشعبي العام الآن حالة استثنائية من حياته.. ما توقعاتك لمستقبله؟
- متى ما قطعت التدفقات المالية وتوزيع المناصب على المؤتمريين سيضمحل ويتلاشى، لأن البناء تم على أسس خاطئة وبالتالي فالبداية تدل على النهاية. والحقيقة أنه لم يكن المؤتمر في يوم ما حزبا منظما له أطر واضحة، وأداء مفهوم، وإنما كان حزب الحاكم أو واجهة لإضفاء الشرعية على وجود الحاكم، حتى اختيار قياداته كانت بعيدة جداً عما كان مفترض أن يتم رغم أن هناك من القيادات الكفوءة والشريفة الكثير داخل المؤتمر، إلا أن الثقافة التي بُني عليها الحزب كانت ثقافة فيد ومصالح ومكاسب وإثراء. وبالتالي فتلك القيادات الشريفة لن تستطع تغيير ما أفسده الدهر، والواجب على قيادات وأعضاء المؤتمر تدارك الانهيار المريع بإعادة هيكلة الحزب وتعيين قيادة جديدة وإعادة البناء من القاعدة حتى القمة، وترك العاهات ممن أضروا باليمن وبماضي وحاضر ومستقبل الرئيس السابق من حملة المباخر. وهناك فرصة حتى الانتخابات القادمة لإعادة ترتيب أوراقهم والتعامل مع الواقع الجديد.
يقول البعض : إن الحوثيين عقبة أمام المسار السياسي الحالي.. ماذا يريد الحوثيون تحديدا؟
- الحوثيون لا يريدون شيئا ولا يبحثون عن أي شيء وإنما هدفهم تدمير أمريكا وإسرائيل فقط، وقبل تحقيق ذلك الهدف سيقتلون ويشردون ويهدمون منازل من يقف أمامهم من اليمنيين!!
تم قبل أيام الاتفاق على ما يشبه خارطة طريق مع معارضة الخارج في ألمانيا مع كثير من الأطراف.. توقعاتك لهذه الاتفاقية؟
- ذلك الاجتماع لم يكن رسميا، ونتائجه غير ملزمة وبالتالي نعتبر ذلك محاولة جيدة وتفكيرا بصوت مرتفع من قبل أطرافه، إلا أنني غير متفائل بتعهدات بعض المشاركين في ذلك الاجتماع، لأن هناك من يدار بريموت كنترول، وبالتالي فلا أمل في هؤلاء والمستقبل سيثبت كلامي بعد أن يبحثوا عن مبرر للإنكار والتخلي عن أية التزامات أو تعهدات.
القاعدة من جهتها بدت اليوم عالما مستقلا وتسيطر على بعض المدن اليمنية؟
- للأسف أن ملف القاعدة في اليمن لا يعلم خفاياه إلا الله والرئيس السابق، وكذا ملف الحوثي، فالقاعدة وجدت وكبرت وتمددت بشكل مريب، وبالعودة إلى السابق، فقد رأينا أن هناك الكثير من قيادات القاعدة سجنت وفي لحظة قالوا هربت كل قيادات القاعدة. ولم تكن مرة وإنما عدة مرات، وقصة هروبهم قصة لم تطرق حتى مخيلة صُناع السينما في هوليود أو بوليود، ونلاحظ أن القاعدة كانت تكمن حيناً وتنشط حيناً آخر ولم تتوسع إلا بعد اندلاع الثورة الشبابية السلمية وخصوصا بعد التوقيع على المبادرة الخليجية ونشطت واستولت على المناطق التي حذر من سقوطها الرئيس السابق في خطابه يوم 21مايو 2011م وعند استيلائها على أبين رأينا أن كل المؤسسات العسكرية والأمنية سلمت كل أسلحتها للقاعدة وخرجوا من أبين. وكان أخ الوزير مطهر رشاد المصري وزير الداخلية السابق على رأس إحدى القوات الأمنية في أبين ليتم نقله إلى رداع بدلاً عن محاكمته في تقصيره في أبين ليتم بعد ذلك سيطرة القاعدة على رداع بتنسيق مع نفس الشخص (أخو المصري) وهنا نقول: لماذا قادة القاعدة كانوا يترددون على الأمن القومي والرئاسة وعلى أمانة الرئاسة لاستلام مخصصات نقدية كبيرة، لماذا مشاكلنا في اليمن تتطور وتتكاثر وتتشعب بشكل عنقودي مثل قضية الحوثي بدأت في جبل مران وانتهت بعدة محافظات، أليس أن هناك من كان يستغل تلك الملفات للارتزاق السياسي والمالي؟ أليس أن هناك من كان يتاجر بدماء أبنائنا وشبابنا في مناطق تواجد القاعدة وفي صعدة لحسابه الخاص؟ أليس أن المدعو مهدي مقولة هو من استباح المحافظات الجنوبية واستباح دماء وأعراض المواطنين والجنود في أبين وشبوة وعدن؟!! هناك فعلا علامات استفهام كثيرة وهذه المواضيع تجعل العاقل يبكي دماً، وتكشف المزيد من خيوط اللعبة التي بدت واضحة وأكبر من أن تختفي.
توقعاتك لمصير العائلة؟
بخروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اعتقادي لن يبقى ذكر لأحد من العائلة أو الأنساب أو المنتفعين، فهذا الرجل هو أذكاهم وأكرمهم وأشجعهم وأكثرهم إنسانية وحكمة، رغم مساوئه ألا أننا لابد أن نذكر محاسنه فقد كان له مواقف كثيرة جيدة ومعدنه جيد ولو أنه كان يملك بطانة صالحة وكان يستمع ويترك الغرور لكان وضعنا الحالي أفضل بكثير، وبالتالي فخروجه يعتبر ضربة قاصمة وقاضية لأي طموح لمن تم ذكرهم رغم أني كنت أتمنى أن يكون العميد أحمد أكثر سياسة وذكاء ومراسا سياسيا من وضعه الحالي ومنفتحا وكريم الخلق والتعامل مما هو عليه الآن،حتى يستطيع أن يواصل حياته السياسية ويستثمر ماضي والده لتحقيق مكاسب مقبولة، إلا أنه للأسف منغلق ويعيش في برج عاجي ولم يكن يوماً مدركاً أو واقعياً في تعاطيه مع الواقع الحالي، وتلطخت سمعته كثيراً أثناء الثورة بتوجيهه لسلاح الشعب اليمني إلى صدور اليمنيين العزل. والحق أن هناك شخصا يستحق التقدير هو الشيخ توفيق صالح رئيس شركة التبغ والكبريت، فأعماله الخيرية وصلت إلى مناطق كثيرة في اليمن والى شرائح متعددة من الفقراء وله فكر ورؤية متوازنة وبناءة، وأعتقد لو أن الفرصة التي كانت لدى العميد أحمد سخرت لتوفيق لكان عمل الكثير. وبالتالي يجب أن نتعامل مع أسرة الرئيس السابق بعقلانية وبدون حقد أو سياسة استقصاء، ونقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت.
برأيك ما هي أولويات المرحلة القادمة لاسيما والوضع الآن شبه غائم؟
- من أولويات المرحلة القادمة في تقديري بسط هيبة الدولة وتحقيق الأمن والأمان وتجفيف منابع الفساد والتدوير الوظيفي وهيكلة الجيش وإصلاح القضاء وتحقيق العدالة والمساواة ودعم التعليم والصحة وإصلاح صورة اليمن لدى الدول الشقيقة والصديقة وبناء الإنسان اليمني بتعليمه وتأهيله وتطبيبه وتأمينه وتوجيهه التوجيه الصحيح، وترسيخ قيم الولاء الوطني بدلا عن الولاءات الشخصية والقبلية. وترسيخ مبادئ الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي الحقيقي للسلطة والقبول بالآخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.