بعد أكثر من شهر من الهدوء النسبي الذي شهدته عدن إثر تنفيذ الخطة الأمنية الهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار في المحافظة؛ عادت أجواء التوتر لتكشّر عن أنيابها مجدّداً؛ ما أثار التساؤلات حول جدوى الخطة التي تحمست لها قيادة المحافظة والقيادات الأمنية وعوّل عليها المواطن العادي الكثير لتعيد إلى مدينة السلام ما ضاع منها من سلم وأمن. حيث شهد يوم أمس الجمعة ومنذ الصباح “حزمة” من الحوادث الأمنية توزّعت على أرجاء ومديريات المحافظة، لم تكن أقل خطورة ودموية عن تلك الحوادث التي سبقت تنفيذ الخطة الأمنية، لم تستثن – تلك الحوادث - الجنود والمواطنين ولم تفرّق بينهم. النقطة العسكرية في جولة كالتكس بمديرية المنصورة عادت إلى الواجهة بعد أن كانت محور هجمات “القاعدة” على مدى شهور التوتر السابقة في عدن، لتشهد صباح أمس هجوماً من أنصار التنظيم، أسفر عن إصابة أحد جنود الشرطة العسكرية.. وبحسب مصادر أمنية فإن المسلّحين الذين شنّوا الهجوم لاذوا بالفرار بسيارتهم التي كانوا يستقلونها. وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام شهدت منطقة العريش صباح أمس انفجاراً لعبوة ناسفة استهدفت عربة عسكرية, أدّى الانفجار إلى إعطاب العربة العسكرية كان على متنها مجموعة من جنود اللواء 115 مشاة كانوا في طريقهم إلى محافظة أبين - بحسب مصادر عسكرية. وعلى ذكر أحداث محافظة أبين، قتلت عناصر يُعتقد انتماؤها إلى تنظيم القاعدة عقب صلاة الجمعة شخصين من آل عشال من أبناء محافظة أبين بعد خروجهما من مسجد بمنطقة الدرين بمديرية الشيخ عثمان.. وفي كريتر قالت مصادر محلية إن مسيرة للحراك الجنوبي تعرّضت لإطلاق نار من قبل حراسة منزل الشيخ عبدالله حسين الأحمر في منطقة صيرة أثناء تشييع جنازة “سامح اليزيدي” الذي قُتل قبل أسبوع، مما أسفر عن إصابة طفلين لا يتعدى عمراهما الثمانية عشر عاماً بإصابات قيل إنها خطيرة. وقال شهود عيان إن مسلّحين من حراسة منزل الأحمر قاموا بإطلاق النار على مشاركين في مراسم التشييع كانوا قادمين من ساحة الحراك بالشارع الرئيس في مديرية المعلا سيراً على الأقدام بهدف دفن الجثمان في مقبرة القطيع بصيرة، وللمفارقة فإن منزل الشيخ الحالي الذي أطلقت حراسته النار هو المنزل السابق لعلي سالم البيض. ويرى مراقبون أن الوضع الأمني في عدن عاد إلى المربع الأول، مؤكدين أن ذلك نتيجة طبيعية لعدم الاستقرار السياسي الذي تشهده البلاد، وهو ما انعكس سلباً على الجوانب الأمنية والعسكرية ليس في عدن وحدها بل حتى في العاصمة صنعاء التي بدأت حالة التوتر تعود إلى شوارعها وأحيائها في ظل انقسام الجيش، وانقسام فرقاء الوفاق السياسي أيضاً.