شهدت مديرية الشيخ عثمان محافظة عدن احتجاجات عارمة عقب استشهاد ثلاثة من جنود الأمن العام فجر أمس اثر اعتداء مسلحين يستقلون سيارة هيلوكس.. وحسب مصادر محلية أن 5 مسلحين أقدموا أمس على إطلاق النار على الجنود المرابطين في جولة كالتكس بمديرية المنصورة، ما أسفر عن استشهاد الجنود وهم: عصام عبدالحفيظ من سكان منطقة القاهرة وعادل الشرفي ونصر الشيبة الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى النقيب بالمنصورة. وقال شهود عيان ل "أخبار اليوم" انه عند الساعة الخامسة و(45)دقيقة قدمت سيارة هيلوكس غمارتين إلى نقطة كالتكس وعلى متنها خمسة مسلحين ملثمين ترجل منها ثلاثة وقاموا بإطلاق النار بكثافة على الجنود، فيما الاثنان الأخيران قاموا بأخذ أسلحة الجنود الثلاثة الذين سقطوا اثر الاعتداء، مؤكدة أن المسلحين قاموا بدهس احد الجنود والإجهاز عليه بإطارات سيارتهم الهايلوكس.. المصادر ذاتها أضافت بأن المسلحين قاموا بعد قتلهم الجنود بصب البنزين على الطقم العسكري المتواجد في النقطة وإشعال النار فيه، كما قاموا بالتقاط الصور لعمليتهم ثم لاذوا بالفرار، فيما ظلت جثث الجنود مرمية على الأرض نحو نصف ساعة قبل أن يتم نقلهم إلى ثلاجة مستشفى الجمهورية.. وأكد الشهود أن الدبابات التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية المرابطة على بعد أقل من مائة متر من النقطة التي شهدت الجريمة ولم يحرك أفرادها ساكناً، مشيرين إلى أن هذه الحادثة قد أثرت نفسياً على مواطني عدن، حيث خرج المئات من أبناء مديرية الشيخ عثمان بتظاهرة احتجاجية صاخبة ومنددة بالانفلات الأمني التي تشهده المحافظة ومستنكرة تجاهل جنود المنطقة الجنوبية الذين كانوا على الدبابات بالقرب من الحادثة، إلا أن الأمر بدا وكأن لاشيء يعنيهم وهم يشاهدون إخوانهم من الأمن العام يقتلون أمامهم. وحسب المصادر تجاهلت الأجهزة الأمنية ملاحقة الجناة حتى اللحظة واكتفوا بوصفها بالعملية المدبرة، فيما كشفت مصادر مطلعة ل"أخبار اليوم" أن احد زملاء الذين استشهدوا قد تم تهديده في ساعة متأخرة من فجر أمس بان هناك مجاميع ستهاجمهم على خلفية قيام جنود النقطة بالقبض على إحدى السيارات المطلوبة أمنياً دون أن يتم اخذ الاحتياطات إزاء ذلك، مؤكدة أن السيارة التي نفذت العملية تحمل لوحة خصوصي سبق وان هاجمت حافلة من جنود الأمن السياسي بمديرية خور مكسر مطلع الشهر الجاري وأسفر الحادث حينها عن استشهاد (2) وإصابة ستة آخرين ولم يتم ضبط تلك السيارة التي ظلت في عدن ولم تغادرها. يذكر انه سبق وان تم رمي قنبلة على أفراد نقطة كالتكس الأسبوع الماضي وإحراق مظلة خشبية يستخدمها الجنود دون أن تسفر عن إصابات بالجنود. إلى ذلك أشارت مصادر محلية إلى أن مجهولين يستقلون سيارة قامت مساء أمس بمهاجمة النقطة ذاتها، مستغربة المصادر من قيام الجنود المتمركزين على متن الدبابات التي تبعد عشرات الأمتار عن النقطة، بإطلاق النار على المجهولين في الوقت الذي لم يحركوا ساكنا تجاه السيارة التي هاجمت الجنود في حادثة ضحيتها 3 من الأمن، وهو الأمر الذي أثار الاستغراب لدى الأهالي. وأضافت المصادر بان المسلحين المجهولين مضوا باتجاه منطقة القاهرة على متن السيارة التي يستقلونها قبل ارتطامها بسيارت أخر وانقلابها فيما تمكن المسلحون الثلاثة من الهرب بأسلحتهم إلى جهة غير معروفة ولفتت المصادر إلى أن سيارة نوع "صالون" قد قامت هي الأخرى بإطلاق النار على مخيم العزاء الذي أقامته أسرة الشهيد عصام في القاهرة ولاذت بالفرار.
