قد أبدو تائه الحرف في البداية عليّ أن أثبت بها من أين يبدأ النهار في تعز فرغم تخبطي في وصف هذا النهار الذي يشبه حالة فنجان قهوة مستمرة في السخونة في كل الظروف والأحوال الجوية.. هاأنذا أحدد النهار وهو ذاك النهار الذي كنت على موعد به لمقابلة الحالمة لفترة حالت مدة السبعة أشهر في البعد من أن نلتقي حتى ومازلت في مدينة ربما هي أقرب المدن لتعز؛ ومع ذلك ظللت متعلق القلب بكل حواريها التي أعرف كل تفاصليها وتفاصيل ملامح الوجوه التي تسكن مدينتها اليوم هاأنذا في عناق مبتدؤه في منتصف طريق الحوبان الذي تركني فيه باص راحة ليذهب إلى حيث الحسناوات في صنعاء ويتركني بلحظة اللقاء مع تعز منفردا! عليّ بهذه اللحظة ألّا أحس بغرابة فأنا ابن هذه المدينة والحبيب الذي عليه أن ينزل من صهوة جواده ليعانق حبيبته وهو ما فعلته، لكن ربما فعلتي هي أن أدخل مثقلا بأغراضي التي لم أدر كيف أوزع ثقلها على جسدي وأنا أحاول أن أصلح مما عبث السفر بأناقتي في كل الأحوال يجب علي أن أخرج زجاجة العطر من الشنطة لأنفث على جسدي في حضرة اللقاء يصبح العطر طقسا لابد منه ..! إذا قابلتها .. عانقتها .. نظرت إلى كل أرجائها .. هنا الطريق يؤدي إلى صالة وعلى اليمين إلى الجملة وفي أمامي قلعة القاهرة وأعلى من كل ذا صبر بأفق اكبر هذه عناوين تعز، لكني لم أكن في حياتي كمن يبحث عن مانشيتات عريضة بقدر بحثي عما بين السطور وعن تفاصيل مشاهد دقيقة عليّ أن ألوك كل الفرح أو الألم في بوتقة واحدة وعندها أشتهي لها من الحروف ما يناسبها .. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات