إذا ما حاولت النزول ميدانيا في استقصاءة بسيطة تتساءل عن عدد الأحزاب على الساحة اليمنية ستصاب بلا شك بالذهول أمام غالبية الإجابات إن لم يكن كلها لا تعرف العدد الحقيقي لتلك الأحزاب القائمة ولا خلفيتها التاريخية، فأحزاب قليلة جدا هي التي يعرفها الناس مهيمنة على الساحة السياسية منذ نشأت التعددية في اليمن مطلع التسعينيات من القرن المنصرم فمنذ ذلك التاريخ ظهر على الساحة السياسية قرابة أربعين حزباً، تمكنت بعضها من أن تصنع لها مكانة قوية وظهوراً حيوياً في المشهد السياسي، بينما تعثرت أحزاب فخمدت، وفشل آخرون فغادروا الساحة السياسية، وهذا حال التعددية الحزبية في البلدان “الديمقراطية”.الآن تبقى على الساحة 22 حزبا قديما، غير أن الأزمة الراهنة قد أفرزت أحزابا وتنظيمات جديدة، وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلات عدة: هل تطورت الديمقراطية لدينا و نضجت التجربة السياسية داخل الأحزاب وتكويناتها التنظيمية لتصبح سلوكاً وممارسة فعلية، فاقتضت الدعوة إلى المزيد من الديمقراطية؟ أم إن أمرا ما استجد في واقع الحياة السياسية والحزبية وعلى صعيد التعاطي السياسي الخلاق. فكانت تلك الأحزاب والتكتلات الجديدة المخرج الوليد لتلك المستجدات؟ وهل يمكن التنبؤ بدور تلك الأحزاب وأثرها على الساحة السياسية في المرحلة القادمة؟ خصوصا وأن البلاد تمر في مرحلة احتقان سياسي تبعثرت أوراقه، وتعمقت فجوته بين الفرقاء على حساب استقرار مجتمع. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات