لم يقم الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى لكليات المجتمع والذي يعتبر الجهة المسئولة عن العملية التعليمية والتدريبية في كليات المجتمع الحكومية والخاصة والمعول عليه النهوض بعملية التنمية ومواكبة التطور التكنولوجي في إدارة هذا النوع من التعليم بالدور المطلوب وفق الأهداف التي أنشئ من أجلها بل اقتصر دوره على منح التراخيص للكليات الخاصة دون مراعاة لأدنى معايير وشروط الإنشاء والتشغيل ودون متابعة أو إشراف أو تقييم.. كما عمل على تكريس العشوائية فكلٌ يعمل بحسب هواه، مما أدى إلى تفاقم العديد من المشاكل والمعوقات التي بدأت تظهر في الكليات الخاصة والحكومية. كما أنه لاتوجد آلية منظمة لأي نشاط في الجهاز أو مختصون وجميع الأنشطة تتم بشكل عشوائي ولايتمتع رؤساء الوحدات الإدارية بأي صلاحية في أعمالهم وينفرد رئيس الجهاز بكافة الصلاحيات. وقد استشعر موظفو الجهاز التنفيذي المسئولية الملقاة على عاتقهم وماوصل إليه الجهاز من حالة يرثى لها بسبب الفساد والإهمال والتسيب وسوء الإدارة الذي انعكس سلباً على مستوى أداء المؤسسات التعليمية وقاموا برفع مذكرة إلى الوزارة مطالبين بإنقاذ العملية التعليمية والتدريبية في جميع مؤسسات التعليم الفني والمهني وعلى رأسها الجهاز التنفيذي المسئول الأول عن هذه الكليات. كما طالبوا بتشكيل لجنة من الوزارة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للاطلاع على المخالفات المالية والإدارية بالجهاز .. وتعيين رئيس للجهاز التنفيذي من ذوي الكفاءات الإدارية والأكاديمية المشهود لهم بالنزاهة والقيم العالية، كما طالبوا بتفعيل دور الجهاز التنفيذي للقيام بالأنشطة الموكلة إليه وتوزيع المهام والاختصاصات على الوحدات الإدارية وعدم تجاوزها ورفد الجهاز بالكوادر الادارية والتخصصية في المجالات الطبية والصعبة والتقنية، وأكد راشد الأثوري مدير عام وحدة البرامج والمناهج بالمجلس الأعلى لكليات المجتمع الحكومية والخاصة ما آلت إليه العملية التعليمية والتدريبية من تدنٍ وتدهور هو ناتج عن سوء الإدارة للجهاز التنفيذي. مضيفاً أن تفشي ظاهرة الفساد التعليمي الذي شرعه الجهاز التنفيذي بتواطئه وتعمده للإبقاء على هذا الوضع كما هو عليه يعتبر أكبر وأخطر من الفساد المالي والإداري، بل لايقل فداحة عن الجرائم الإنسانية. وكان تقرير سابق لوزارة المالية مرفوع من قبل اللجنة المكلفة بمراجعة أعمال الجهاز التنفيذي قد أشار إلى وجود العديد من الملاحظات والتجاوزات والمخالفات القانونية التي يصعب الحديث عنها هنا وسوف يتم تناولها بشكل موسع في أعداد لاحقة.