الكتابة عن رجل بحجم الشهيد إبراهيم الحمدي ليست بالأمر السهل؛ بل تحتاج إلى قاعدة معرفية واسعة لتلك المرحلة ومصادر متنوعة.. بالوقت ذاته لا يحتاج الرجل للكتابة عنه والتذكير بحركته المعروفة في التاريخ المعاصر لليمن بحركة “13 يونيو التصحيحية”. لم يكن الشهيد الحمدي قائداً بحكم السيطرة لتركيبة شكلها أوبنية فرضها، وإمكانات أهدرها لتكون الضمانة الأكيدة أو ربما الوحيدة لوصوله وبقائه في موقع القيادة، كما لم يكن زعيماً صنعته وسائل الدعاية، وتشكلت شعبيته من أجهزة الإرهاب والقمع ودوائر الانتهازية وعقد النقص وشبكات الفساد، بل قائدا وزعيما رأت جماهير الشعب اليمني بامتداد البلد فيه مجدداً لمجد ثورتها، ورمزاً لوحدتها وكبريائها، وعنوانا لإرادة التحدي والنهوض التي فجرها في أعماقها ..زعيماً يحمل عبء معاناتها وهمومها الكبيرة، كما يحمل سر آمالها الكبرى ومفاتيح إحالتها إلى حقائق حية معيشة، وعبر علاقة أسطورية واستثنائية كان يرى في شعبه سر قوته وشروط وأهداف رسالته وبتفاعل تاريخي خلق ورسخ إحساساُ متبادلا بين القمة والقاعدة كون من خلاله انتماءه وحضوره في كل أسرة وبيت في اليمن..هذا الإحساس وحده الذي ارتقى به إلى مصاف الزعماء التاريخيين. فما الذي يمكن كتابته عن رجل كهذا؟! مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات