مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    الصين: بعد 76 عاما من النكبة لا يزال ظلم شعب فلسطين يتفاقم    صيد ثمين بقبضة القوات الأمنية في تعز.. وإفشال مخطط إيراني خطير    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وداعاً للروتين.. مرحباً بالراحة: بطاقة ذكية تُسهل معاملات موظفي وزارة العدل!    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    الاتحاد الأوربي يعلن تطور عسكري جديد في البحر الأحمر: العمليات تزداد قوة    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    هيو جيو كيم تتوج بلقب الفردي وكانغ تظفر بكأس الفرق في سلسلة فرق أرامكو للجولف    ولي العهد السعودي يصدر أمرا بتعيين "الشيهانة بنت صالح العزاز" في هذا المنصب بعد إعفائها من أمانة مجلس الوزراء    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    وصول شحنة وقود لكهرباء عدن.. وتقليص ساعات الانطفاء    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ملتقاهم لدعم الحوار الوطني..
العلماء يؤكدون دعم ائتلاف الفرقاء لحلحلة مشاكل اليمن
نشر في الجمهورية يوم 28 - 12 - 2012

(ملتقى الدعاة لدعم الحوار الوطني) الذي نظمته وزارة الأوقاف والإرشاد خلال الفترة من 22-26 من ديسمبر الجاري تحت شعار “دور الدعاة في إنجاح الحوار الوطني”بمشاركة (200) داعية يمثلون مختلف محافظات الجمهورية ومن مختلف التوجهات الإرشادية الموجودة على الساحة.. لرفع مستوى التوعية بأهمية المشاركة في الحوار الوطني, والوصول إلى النقاط المشتركة لمختلف الأطراف السياسية من خلال تقريب وجهات النظر, على اعتبار أن ذلك يمثل مقصداً من مقاصد الشريعة الغراء والتزاماً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من مختلف القوى الوطنية وأساساً في إنجاح الحوار الوطني. . كان لنا على مدار أسبوع كامل لقاءات مع عدد من الدعاة والعلماء المشاركين في ملتقى دعم الحوار الوطني.. هاكم الحصيلة:
يرى الدكتور غالب القرشي عضو مجلس النواب، أن دور الدعاة في إنجاح الحوار والحفاظ على الوحدة مهم في معالجة المشكلات المحيطة بنا جميعاً.. يقول: لو صدق الدعاة يمكنهم إيقاف الخلاف فيما بينهم وتناسيه، وإيقاف برامجهم إلى ما بعد الحوار، وتوجيه الجهود كل من موقعه إلى أهمية الحوار الوطني، والدفع بالمتحاورين إليه، وتبصير الناس بأهمية التزامهم بنتائج الحوار..
يضيف البرلماني القرشي: ويمكن للدعاة إلى الله أن يكونوا من عوامل نجاح الحوار المنتظر، إن هم استشعروا المسئولية واستشعروا الواجب الملقى على عاتقهم، والآثار العظيمة لجهدهم الدعوي في مجال التوعية الصادقة بالحوار المنقذ من التخبط والضلال.. والابتعاد بالدعوة عن التسييس غير البناء, أي ابتعاد الداعية عن تسييس دعوته لصالح نفسه أو فرد أو جماعة، فلا ينطلق بدعوته قولاً أو عملاً من قاعدة الهجوم والدفاع، أو المدح والقدح، أو المصلحة والإضرار بالآخرين... آملاً أن يخرجوا برؤية موحدة لرسم ووضع معالم للدعاة ليؤدوا دورهم المرتجى في إنجاح الحوار.
وعن دور الدعاة في الحفاظ على الوحدة يقول الدكتور غالب: مما لا شك فيه أن العلماء المستنيرين، الدعاة الصادقين أكثر الناس حماساً وتمسكاً بالوحدة كغيرهم من الوحدويين؛ لأنهم يتميزون عن غيرهم باعتقادهم ومعرفتهم الشرعية أن الوحدة فريضة وضرورة, فهم ينطلقون من هذا الفهم متمسكين، مدافعين، مسترخصين كل تضحية في سبيل الحفاظ على الوحدة, فإذا وجد من الدعاة من هو على عكس هذا فاعلم أنه فاقد للكياسة هائم بالسياسة.. محذراً الدعاة أن يكونوا سبباً للتفريق؛ كونهم يدركون أكثر من غيرهم أن أعداء الأمة يبذلون جهداً لتمزيقها، كما يدركون المخاطر المترتبة على الفرقة والتنازع، والآثار الخطيرة على الجميع.
عمق في الطرح
فيما تجري التحضيرات في بلادنا حالياً لإجراء حوار وطني شامل يلتقي فيه جميع فرقاء العمل السياسي في بلادنا لمناقشة الأوضاع السياسية، والخروج بحلول للأزمة السياسية الراهنة، وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن بخصوص الأزمة اليمنية..
ينبغي الإشارة هنا حسب د. علوي عبد الله طاهر إلى أن الحوار الوطني يراد منه بحث جوانب الاختلاف لا جوانب الخلاف؛ لذا هو يحتاج إلى عمق في الطرح، ورؤى ثاقبة في التناول، وأفكار مستنيرة في التحليل، من قبل شخصيات وطنية، مخلصة، ولاؤها للوطن لا للحزب أو القبيلة.
ولفت الدكتور علوي إلى أن العلماء المسلمين وضعوا جملة من الأحكام والمبادئ التي ينبغي مراعاتها أثناء الحوار،ومنها: تجنب الجدل البغيض، والبعد عن الانفعالات المقيتة، والالتزام بالكلام الطيب، والترفع عن ألفاظ السوء، والابتعاد عن التعرض بالآخرين أو ذمهم أو قدحهم أو الانتقاص من قدرهم، واحترام الرأي الآخر، والرجوع إليه إذا كان حقاً، والعدول عنه عند تبين صوابه.
يضيف: إن هناك أموراً كثيرة مختلفاً بشأنها، تحتاج إلى الحوار والمناقشة بها حتى لا يؤدي الحوار إلى فتنة، ومن ذلك أن يعرف كل طرف من أطراف الحوار طبيعة المحاور الآخر، وما يحمل من أفكار ورؤى، وما لديه من قناعات سياسية، وفقاً لأطروحاته المعروفة والشائعة، وليست لنواياه، أو لما ينسب إليه من أقوال أو مواقف وأن تكون لدى كل طرف الرغبة الصادقة في الوصول إلى نتيجة ايجابية، وتوافقية، بحيث يكون الحوار قائماً على الصدق وتحري الحقيقة، بعيداً عن الكذب والسفسطة والأوهام وأن يلتزم طرفا الحوار بالموضوعية، وعدم خلط الأوراق، وأن يطرح المتحاورون في مائدة الحوار آراءً قابلة للنقاش لا قرارات تم اتخاذها مسبقاً؛ لأن القرارات المسبقة لا تؤدي إلى توافق، بل تؤدي إلى العناد وجعل كل طرف يتمسك برأيه، وأن يكون قصد كل طرف من أطراف الحوار إظهار الحق، وبيان الصواب في الموضوع الذي هو موضع الخلاف وأن يلتزم المتحاورون بالأسلوب المهذب للحوار، ويبتعدوا عن كل ما لا يليق قوله، واجتناب الغرور والاستعلاء على الآخر، ويستوجب ذلك الإنصات والحرص على فهم واستيعاب ما يطرحه المحاور الآخر، وليس مجرد الاعتراض عليه، وينبغي الابتعاد عن الأحكام المسبقة، والمواقف المبيتة، والأحكام الجاهزة، لأن في ذلك تشويش على مسار الحوار، ولا يساعد على حسن الإنصات وإفساح المجال أمام الطرف الآخر في الحوار ليعبر عن رأيه بحرية وإبداء وجهة نظره، دون مصادرة لقوله، أو الإساءة إلى شخصه، أو إخافته، والتركيز على نقاط الاتفاق والبدء بها لتقريب وجهات النظر والتوافق الفكري، والاقتراب من الآخر لا التباعد معه والانطلاق بعد ذلك للخوض في المسائل المختلف بشأنها، بعد أن يكون الطرفان قد اقتربا من بعضهما، ووقفا على قاعدة مشتركة، للوصول إلى قناعات متقاربة من بعضها, واجتناب الجدل العقيم الذي لا يؤدي إلى الوصول إلى الحقيقة، بل يجعل الحوار يدور في دائرة مفرغة، ويفقد الحوار جدواه.
القواسم المشتركة
فيما يؤكد الشيخ كمال باهرمز عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد حالياً ومدير الأوقاف والإرشاد بمحافظة أبين سابقاً، أن العلماء هم المرجع لحل المشكلات.. إلا أنه يبدي أسفه على انقسام العلماء وصاروا شذر مذر، وجماعات وأحزاباً.. داعياً إلى البحث عن القواسم المشتركة أولاً بين العلماء قبل غيرهم حتى تعود الثقة إلى نفوس عوام الناس, لأن “صنفين إذا صلحوا صلح الناس ،وإذا فسدوا فسد الناس, الأمراء والفقهاء”..
وعن واجب العلماء والدعاة تجاه اليمن خصوصاً والأمة عموماً يقول الشيخ كمال: إن واجبهم نصرة المظلومين بل والظالمين، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: يا رسول الله أما مظلوماً فقد علمنا، فكيف ننصره ظالماً ؟ قال : أن تحجزه عن الظلم، فذلك نصرك إياه”..
وبخصوص ارتفاع أصوات الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، للمطالبة بالانفصال يعزي السبب لأنهم ظلموا كثيراً، وتضررت مصالحهم حتى صارت قضية معترف بها سياسياً تسمى “القضية الجنوبية”.. مؤكداً أنه لو عادت الحقوق لأهلها، ونصر المظلومون ، لزالت هذه الشعارات، لأن الناس بالفطرة يريدون الوحدة والحفاظ عليها..
أهمية الوحدة
وفيما يتعلق بالوحدة اليمنية يضيف عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد بأن الكثير من الناس عندما يتكلمون عن الوحدة اليمنية ينظرون إليها من منظور سياسي فقط، فيتكلمون عن الوحدة السياسية أو وحدة الحكم، والحقيقة التي تغيب عن أذهان الكثيرين أن وحدة اليمن ذات مفهوم أوسع وأكبر من موضوع وحدة الحكم، وذلك لأن اليمن واحد حضارياً وجغرافياً واقتصادياً وثقافياً وعرقياً، وإذا كانت الوحدة السياسية تخضع لعوامل متقلبة مثل قوة وحكمة القيادة، فإن الوحدة اليمنية بمفهومها الحقيقي الشامل كانت أقوى وأعمق من أي تقلبات سياسية أو اقتصادية عبر تاريخ اليمن العريق وستظل كذلك بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ومما لا شك فيه –حسب الشيخ باهرمز - أن للوحدة أهمية قصوى في حياة الشعب والأمة سواء من الناحية الشرعية كواجب شرعي أو من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأمنية بتحقيق السلم والأمان بدلاً من التناحر والدماء، ولقد أصبحت الوحدة ضرورة في عالم اليوم وليست ترفاً يمكن الأخذ به أو الاستغناء عنه, فهي ضرورة للبقاء وضرورة للتنمية وضرورة للحياة، أما التناحر والصراع فهو المنهج الإبليسي للقضاء على الإنسان ودوره ورسالته في هذا الكون، وقد استطاع هذا المخلوق البغيض أن يجند له من بني جلدتنا من ينفذون توجيهاته بدلاً من توجيهات حبيب الرحمن الداعي إلى ثقافة المحبة والتسامح والإخاء والإيثار.. مشدداً على دور العلماء الكبير في تهدئة الناس وامتصاص غضبهم من خلال حشد النصوص القرآنية والنبوية الدالة على عظم الوحدة والتوحد ولا ينتظروا حتى تزداد الأمة تفرقاً وتشرذماً، لأن الأمانة الملقاة على عواتقهم كبيرة جداً ومن أوجب الواجبات، فينبغي على العلماء القيام بدعوة الناس إلى إشاعة المحبة والإخاء والألفة والتسامح ونبذ الخصام والتشرذم والسباب، وكذا دعوتهم إلى الحفاظ على وحدتهم وجمع كلمتهم, لأن ديننا الإسلامي يدعو الشعب ليس إلى وحدة إقليمية أو جغرافية، و إنما إلى وحدة إسلامية وإذا كان الإسلام يدعو إلى الوحدة الإسلامية العالمية ؛ فمن باب أولى الوحدة الوطنية أو الإقليمية أو الجغرافية.
عظم المسئولية
الشيخ حسين محمد الهدار وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد- يؤكد على المسئولية الكبيرة والعظيمة التي تقع على العلماء في دعوة الناس إلى كل ما يصلحهم و يصلح دينهم وحياتهم ومعايشهم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قضى حياته كلها في دعوة الناس إلى توحيد الله و إصلاح وجمع شملهم وتوحيد صفوفهم والمساواة بينهم و إقامة العدل والنصح لهم.. مشدداً على العلماء أن يكونوا أكثر ملامسة لمشاكل الناس وهموم أبناء مجتمعاتهم للقيام بواجب النصح بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق والتي تقوي الألفة والأخوة بين المسلمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج إلى الأسواق وأحياناً يقوم بزيارة كثير من أصحابه وأهل مجتمعه، بل ودخوله إلى بيوت بعض من ليس على ملته يتفقد أحوالهم ومشاكلهم ويضع الحلول المناسبة لها.
يضيف الشيخ الهدار: العالم قائم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء الأمانة التي تحملها, فيجب عليه أن يكون معايشاً لواقع مجتمعه, ذا حس بما يفكر فيه الناس, وما يطرأ على أساليب تفكيرهم وطرقهم في النظر إلى الأشياء وما يدور وما يخالج نفوسهم ليضع الدواء على موضع الداء بالحكمة والرفق واللين والأسلوب الحسن.. مشيراً إلى أن مخالطة العالم للمجتمع على الوجه اللائق ومشاركته في القيام بالأعمال نفع كبير في نشر الخير وتقريب الناس إلى الحق وتعديل السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض الجهال من عامة الناس كالثأر وقطع الطرقات والاعتداء على المصالح العامة والخاصة وترويع الآمنين وانتهاك الحرمات وأكل أموال الناس بالباطل, بالإضافة إلى معالجة الخلافات والمشاحنات والمناكفات التي ولدت العداوة والبغضاء وزرعت الحقد والحسد في القلوب وأدت إلى تفكيك المجتمع المسلم إلى فرق وطوائف متباغضة ومتناحرة حيناً ومتقاتلة أحياناً أخرى فتفرق الشمل وتمزق الصف وضعفت وخارت القوى وتسلط الأعداء على رقاب المسلمين ونهبت الثروات ودمرت مقدرات الأمة ومكتسباتها وسادت الفوضى كثيراً من المجتمعات الإسلامية وما نشاهده ونراه ونسمعه اليوم من تناحر وخلاف ومناكفات هنا وهناك دليل شاهد على الواقع المأساوي الذي تعيشه أمة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه و من والاه.
إذن يتعين على العلماء بمختلف توجهاتهم وأفكارهم ومذاهبهم ومشاربهم حسب الشيخ الهدار أن يوحدوا صفهم ويجمعوا كلمتهم قبل غيرهم ويتجنبوا خلافاتهم ومشاكلهم ويقولوا كلمة الحق ثم ينطلقوا إلى ميادين الدعوة والتوجيه وتقديم النصيحة للمسلمين وتحذيرهم من عواقب الخلاقات والمنازعات التي تجر الأوطان إلى مهاوي الهلاك والخراب مذكرين إياهم بقوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
خطبة الجمعة
من جانبه تحدث أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي في ملتقى الدعاة الذي عقدته وزارة الأوقاف بأن مرحلة الوفاق الوطني, التي يأتي انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في أثنائها, تتطلب تركيز الجهود في مختلف المجالات, وفي مقدّمتها المجال التربوي الإرشادي,على كل عوامل الوئام الأخوي الصادق، في غير ما نفاق، أو فجاجة..
مؤكداً على أهمية خطبتي الجمعة في دعم الوفاق الوطني..
يضيف الدكتور الدغشي: إن تحقيق أهداف مؤتمر الحوار الوطني المرتقب للخروج باليمن من الوضع المتأزم الحالي عبر رسالة الجمعة التربوية في المسجد يفرض على جميع مكوّنات المجتمع الاتفاق على خطاب جامع للاتجاه نحو القواسم المشتركة، والابتعاد عن مواطن النزاع التي يختلف جمهور المصلين حولها، حيث حضورهم في المسجد تعبدياً (إجباريا).. متطرقاً للتغيير الذي حصل مؤخراً في عموم ساحات التغيير، ذلك أن الحضور فيها وإن كان تعبدياً كذلك لكنه اختياري (غير إجباري).. لكنه يستدرك بأن ذلك لا يؤذن بتعميم ذلك الخطاب بكل تفاصيله بالنسبة للمساجد.
حجة الكلمة لا السلاح
من جانبه يقول الشيخ الدكتور عبدالوهاب الحميقاني: لا يخفى على أحد ما تمر به بلادنا اليوم من أخطار وما يعترضها من عقبات وما أصاب بنيها عامة وخاصة من فرقة واختلاف حتى انفصمت روابط الإيمان وأخوة الدين وروابط النسب والوطن وارتبط كثير من الناس في ولائهم وعداوتهم ووفاقهم واختلافهم بروابط انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والمذهبية والفكرية، ولو استمر الحال على ما هو عليه واستشرى هذا الداء لأدى عياذاً بالله إلى فتن وهرج وقتل وفساد عريض لا يسلم منه أحد ولربما لا نصحو إلا على صوت النذير انج سعداً فقد هلك سعيد.. مردفاً: ولعل اليوم من أكبر الأسباب التي تعين على القضاء على الخلاف بين أبناء اليمن وتحقق الائتلاف بينهم أن يحتكموا إلى الكلمة والحجة لا إلى السلاح والقوة وحل المشكلات فيما بينهم بالحوار لا بالعنف ولعل جلوس الجميع على مائدة الحوار هو المنطلق الصحيح في هذا السبيل ونحن هذه الأيام على أبواب الحوار الوطني الشامل، ومما تقدم يجب أن ندرك أهمية الحوار لا سيما في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا, فبالحوار الحقيقي الجاد تتقارب وجهات النظر، وبالحوار البناء الصادق يعرف الناس الصواب من الخطأ، والحق من الباطل.
وليحقق الحوار الوطني الغاية منه من التوافق والائتلاف بين أبناء اليمن فلا بد- حسب الشيخ الحميقاني- أن يراعى في الحوار ما يلي: أن تكون مرجعية الحوار والمرد عند الاختلاف هي الشريعة الإسلامية, وأن يكون الحوار ممثلاً لكل فئات الشعب ومناطقه تمثيلاً عادلاً, وأن تكون القضايا المطروحة فيه للنقاش هي القضايا الوطنية الكلية والتي تهم جملة الشعب اليمني، ويؤدي عدم حلها إلى فتنة أو أزمة في البلاد, وأن لا تخرج مقررات الحوار على الثوابت الإسلامية والأخلاقية والوطنية للشعب اليمني, وأن تحصر القضايا المتفق عليها والتي تهم الجميع ويبدأ في تنفيذها، وكما قيل: إن عجزنا عن تحديد ما نريده جميعاً فلنبدأ بما لا نريده جميعاً، حسب تعبيره.
إزالة الاحتقان أولاً
الشيخ عبد الفتاح اليافعي رئيس مركز دعوي، قال إن الحوار منهج قرآني نبوي, فقد فتح الشرع باب الحوار ودعا إليه ليس مع المسلمين فحسب, بل حتى مع أهل الكتاب والمشركين وكل الملل وليس بخاف على أحد محاورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمشركي مكة ويهود المدينة ونصارى نجران فضلا عن المسلمين, والشواهد على ذلك من السيرة النبوية كثيرة مشهورة لا داعي لذكرها؛ لأنها أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر..
وفيما يتعلق بالوحدة اليمنية قال: إن الوحدة مقدسة إسلامياً لا سياسياً.. وأضاف بأنه لو أزيلت الأسباب التي أدت إلى الاحتقان في الجنوب فإن الجنوبيين سيقفون مع الوحدة؛ لأن مشكلتهم الحقيقية هي مع الظلم الذي وقع عليهم ولا يزال ً, حيث لم ترد الحقوق إلى أهلها ولم ترفع المظالم، حد قوله.
وعن القضية الجنوبية قال: إنها قضية عادلة ولابد أن تدرس الخلفية لها وما حصل من ظلم وتمييز بحق أهلنا في الجنوب ولابد أن يحلها الحوار الوطني حلاً عادلاً وحسب ابناء المحافظات الجنوبية خصوصاً أن هناك 50 % من المشاركين في الحوار يمثلون مختلف التيارات والاتجاهات والمكونات الجنوبية والرأي للأغلب في النهاية..
وفيما أكد الشيخ اليافعي دور الحكام والساسة في التأليف وتقريب وجهات النظر وفتح آفاق الحوار وتشجيع اللقاءات وعقد المؤتمرات وإعداد الخطط لتحقيق الألفة بين المتنافرين.. قال: إن العلماء لهم تأثير كبير على الناس فيما يخص مؤتمر الحوار الوطني سلباً أو إيجاباً.. متوقعاً أن يشكل الدعاة والعلماء داعماً قوياً للحوار الوطني المرتقب..داعياً كافة المكونات السياسية للترفع عن الأهواء والمناطقية والمشاحنات وأن يضعوا مصلحة البلد فوق كل المصالح.
وخاطب العلماء والدعاء والمفكرين قائلاً: أيها العلماء والدعاة والمفكرون إذا كان الحكام لا يريدون أن يقوموا بهذا المشروع مع ما فيه من خير الدنيا والآخرة لهم وللأمة فلا بد من أن يقوم به الغيورون على الأمة من الدعاة والعلماء والمفكرين المنصفين.. معرباً عن أمله في أن يكون الحوار الوطني سبباً في إخراج الوطن من مأزقه إلى بر الأمان وبناء الدولة الحديثة التي ينتشر العدل فيها والحرية والمساواة.
اختتام
وفي ختام ملتقى الدعاة لدعم الحوار الوطني الذي استمر على مدار أسبوع أكد المشاركون أن الحوار الوطني يمثل فريضة شرعية وضرورة وطنية طالما استهدف إحقاق الحق وإزالة الباطل ونصرة المظلوم وإقامة العدل ومكافحة الفساد والحفاظ على الثوابت الوطنية المتمثلة في الإسلام عقيدة وشريعة والانتماء للوطن والولاء له والحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية.. داعين كافة أبناء الشعب اليمني للالتفاف حول القيادة السياسية لإنجاح الحوار الوطني.
وأوصى الدعاة والعلماء مؤتمر الحوار الوطني بالتعامل مع القضية الجنوبية على أنها قضية عادلة ومعالجتها بما يؤدي إلى إرجاع الحقوق لأهلها ووضع الضمانات بذلك وكذلك قضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني.. مؤكدين تأييدهم لقرارات الأخ رئيس الجمهورية الهادفة إلى قيادة البلاد وإيصالها إلى بر الأمان.. وطالبوا رئيس الجمهورية بإدراج العلماء في تشكيل مكونات لجنة الحوار الوطني لأهمية دورهم في المجتمع اليمني، وكذا بجعل الشريعة الإسلامية بمصادرها المعروفة المرجعية لكل المشاركين في مؤتمر الحوار الشامل.
وأجمع الدعاة والعلماء على تجريم كل أعمال التخريب من قطع الطرق الآمنة واستهداف خطوط الكهرباء وأنابيب النفط واتساع دائرة الاغتيالات مطالبين حكومة الوفاق القيام بواجبها للحفاظ على الأمن والاستقرار.. مشددين على أهمية المساواة بين مختلف أبناء الشعب اليمني بمواطنة عادلة تضمن توزيع الثروات والخدمات بصورة عادلة.. معبرين عن رفضهم للتدخلات الأجنبية التي تمس سيادة البلاد وأمنها واستقرارها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.