يتطلع أبناء تعز إلى سرعة تلاشي النتوءات الغريبة والمظاهر السلبية التي تشي بأن بعض سكان المدينة استغنوا عن التعليم وحملوا السلاح بدلاً عنه.. إن الأمن والاستقرار من أخص خصائص تعز وشرطان أساسيان للتنمية فيها ولإسهامها في البناء الوطني عموماً ولهذا يتفاءل أبناء تعز بتجدد قيادة المحافظة في الإدارة الأمنية وقيادتها الجديدة بما يضمن تجميع الجهود وتضافرها من أجل أمن مستتب وتحويل الطموحات إلى واقع. ويرى ناشطون حقوقيون أولوية اعتماد رجال الأمن على صداقته مع المواطن وإصلاح أوضاع أقسام الشرطة وتفعيل النظام والقانون واضطلاع الإدارة الأمنية بدورها في إبراز طبيعة تعز كعاصمة ثقافية ينبغي أن تلمس في مستوى الثقة بين المواطن والشرطة وفي حركة المرور واختفاء الظواهر السلبية كالتجول بالسلاح. صداقة في ظلمة الوضع الراهن ورغم التحسن فيه من ناحية الأمن في تعز والذي يلمسه المقيمون والزوار فإن المهمة التي ينبغي أن يحققها مدير الأمن الجديد حسب وجهة نظر المحامي ياسين الشرجبي هي أن يكون مدير الأمن صديقاً للمواطن، وأن يجسد سلوك القدوة في هذا الاتجاه لضباط وصف ضباط وأفراد الأمن في المحافظة، والاستعانة بالعناصر الشابة والكفوءة والعناية بهؤلاء في أقسام الشرطة.. وأما أولئك الذين طال بهم البقاء في وظائفهم فقد أعطوا ما عندهم وليترك الأمر لأهله. سلوك القدوة في محافظة تعز نتذكر مدير أمن سابق يذكر بالخير هو أحمد الحلالي كان صديقاً للمواطنين وعندما تتصل به لأمر هام، وتقصده في بيته ويقال لك غير موجود ولم يكن التلفون المحمول حينها متوفرا في مطلع الثمانينيات وتبحث فتجده في الميدان ويتصل بالناس أو يبحث عنك هو ويتصل بك.. كان رجل أمن حقيقيا ولم يكن حينها عدد النواب والمساعدين كثرا كما هو اليوم، ولا توجد بيروقراطية، التواجد في الميدان أولوية مطلوبة. عمل ميداني وعن المطلوب من الإدارة الجديدة بشأن أقسام الشرطة استطرد الشرجبي قائلاً: نريد متابعة أقسام الشرطة باهتمام كبير وهنا أيضاً نتذكر الحلالي فقد كان ينزل إلى الأقسام ويتابع قضايا المواطنين ويشرف حتى على تنظيف هذه الأقسام، ويسحب القضايا التي تتطلب تدخله شخصياً ويتعامل مع الشكاوى باهتمام ويعمل على إيجاد حلول سريعة وناجحة أو يحيلها إلى النيابة العامة ولا يبقى سجينا في سجن البحث الجنائي ستة شهور وبعدها تحول القضية إلى النيابة بتقرير من ورقتين لا غير!! سلبيات وأضاف المحامي ياسين الشرجبي: التعاون بين أجهزة الضبط هدف وهنا نشير إلى أن رئيس نيابة سابق مثل منصور العلوي وتعاونه مع مدير الأمن د. أحمد العلفي كان له أثر إيجابي وفعال فكان يتم النزول إلى الأقسام والاطلاع على التحقيقات، إلى جانب متابعة السجون والسجناء، بعد ذلك وجدت تضاربات وطال بقاء رؤساء أقسام الشرطة وفيها أدمن الجميع جلد المواطن. تجديد دماء وعن الأمر الملح اليوم قال الشرجبي: محافظة تعز محافظة كبرى ومدينة تعز تحتاج إلى تجديد دماء وعمل أمني نظيف. إصلاح أقسام الشرطة طلال عبدالغفور سيف ناشط حقوقي قال: إن أقسام الشرطة دورها هام وحيوي يرتقي إلى أهمية الأمن والاستقرار في حياة الفرد والمجتمع وبالنظر إلى الواقع نجد بلاوي كثيرة منها ما يدركها ويعاني منها المواطن ومنها ما لا يدركه إلا المختصون والحقوقيون.. هناك تعسفات وتعامل مع المواطن بطريقة غير إنسانية ربما لجهل بحقوق الإنسان وعدم كفاءة بل غياب الدورة المستندية، فالتعامل يتم بورق بياض عادي لا ترقيم ولا تسلسل أو مستندات رسمية وسجلات والأصل أن تحفظ البيانات وترقم الصفحات وتسجل بتسلسلها الرقمي منذ البداية حتى لا يوجد تلاعب وهذا ما يؤدي إليه واقع الحال.. الناس متعودون على العشوائية وتكاد تشعر أن التغيير أضعف من قوة العادة. آفة الأجرة والأسوأ هو أن أجرة العسكر، أو أجرة التنفيذ والتي كثر الكلام بشأنها ونص القانون النافذ على أن إدارة الأمن هي التي تتحمل الأجرة ما تزال أقسام الشرطة تحملها المواطن.. وقد أبلغنا إدارة الأمن سابقاً من خلال أحد نواب مدير الأمن بأن امرأة اضطرت لبيع رأس غنم لدفع الأجرة للعسكر. قوة العادة الناس في تعز وفي جميع المحافظات يحتاجون إلى إزالة العادات والممارسات السيئة في أقسام الشرطة، والتي قد يكون بعض المواطنين لهم يد في بقائها، ولكن نحن نتحدث عن التغيير المطلوب أن يقوده مدير الأمن الجديد وأولها توفير كل ما يجعل الدورة المستندية سليمة وصحيحة وندعو مدير الأمن إلى النزول الميداني والتعرف على السجلات والتأكد من سلامتها. ولابد من تكامل الأداء مع النيابة العامة فيما يتصل بالحجز والتوقيف غير المبرر ففي حالات زيادة مدة التوقف إن لم يقم عضو النيابة بالإفراج عن المحتجز، وهذا ما يوجب تكامل وتفاعل المسئولين في هذه الأجهزة وإن شاء الله نتخلص بتعاون الجميع من هذه البلاوي وإزالة الأزمات وما بقي من مظاهر الاختلالات الأمنية وما طرأ على الواقع من سلبيات، وقد سبق ووعدت قيادة المحافظة بالعمل على معالجتها. عاصمة ثقافية من جانبها أكدت بشرى الخليدي رئيس جمعية الفارس التنموية أهمية تعاون الجميع مع مدير الأمن الجديد من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في تعز بصفة دائمة. وأضافت قائلة: تعز عاصمة ثقافية وهذا ليس شعاراً وإن وجدت ألف علامة استفهام حول متطلبات عاصمة ثقافية، المهم أن تزول مظاهر الاختلالات وما يذكرنا بها مثل: بقاء مسلحين أو من يحمل السلاح في المدينة وحتى من جنود الأمن والجيش.. إن وجود من يحمل السلاح بمبرر يقنعه هو بفتح الباب لآخرين، كما أن تجول الجنود بالزي الرسمي في الشوارع والأسواق منظر غير مقبول؛ لأن حمل الجندي للسلاح ولو مسدس يشجع البعض على ذلك ومن المعيب أن نرى مواطنين يلبسون ملابس عسكرية ولو "جاكت". مظاهر حمل السلاح وترى بشرى الخليدي أن الأمور الملحة أن تكون إدارة الأمن بمستوى التوجه والمبادرة والحماس لدى المحافظ شوقي أحمد هائل للسير بالمحافظة نحو الأمن والاستقرار والانطلاق بعملية التنمية.. ونود أن نشهد حملة لمنع حمل السلاح مجدداً بحضور فاعل للشرطة العسكرية، لإنهاء جميع مظاهر حمل السلاح أو التجول بالزي العسكري في مدينة تعز وبذلك ستخطو المدينة نحو النموذج الذي ينشده الناس ويعمل من أجله المحافظ. تفاؤل من ناحية قال سامي جامل مدير المياه والصرف الصحي بمديرية المظفر: نتمنى من مدير الأمن الجديد أن يبادر إلى النزول الميداني إلى أقسام الشرطة وخاصة قسم شرطة صينة الذي يدير نشاطه من غرفة في إطار مكتب المياه. وما عدا ذلك فإن الأمن في تعز أفضل بكثير مما كان ويتحسن رغم ما نسمع ونقرأ في بعض وسائل الإعلام، ونحن متفائلون بأن يتعاون الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة وصولاً إلى الحالة المثالية وإن كنا نتوقع من إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية تقدماً كبيراً على مستوى أمن واستقرار الوطن ككل. توقعات المواطن المواطن العادي يعبر عن مخاوفه من التباس الأمور فهذا يرى أن الصدق قيمة منتهكة هذه الأيام فلا يدري أين وممن يجد حقيقة الأوضاع الأمنية هنا وهناك، ويقول تعز أفضل حالاً لولا نفاق الناس الذين يؤيدون المحافظ شوقي هائل في إصراره على إزالة الفوضى من شوارع المدينة.. يباركون ولا نسمع لهم دعوة لإزالة المفرشين وتحسين النظافة العامة. مدينة مدنية وآخر يرى أن تعز ستكون أجمل وأفضل من الناحية الأمنية؛ لأنها مدينة سلاح أهلها القلم وليس المدفع وإن ما شهدت في الشهور الماضية من عمر الأزمة أحداثا طارئة وبتعاون الأمن والجهات ذات العلاقة ستتحقق أهداف المحافظ لو استطاع مدير الأمن مع عناصر إدارته أن يحدث أثراً في الواقع على مستوى التعامل مع المواطنين في هذه المحافظة باعتبارهم يستوعبون مفاهيم المدنية ويمارسونها وينتقدون الظواهر السلبية في كل لحظة ويرغبون بأن ينتقل رجل الأمن إلى مستوى التحديات وتفعيل الأجهزة والإدارات إمكاناتها المتاحة للوقاية من الجريمة. تحول ممكن ويرى أناس عادوا من الغربة إلى مدينتهم للاستقرار والاستثمار أن المحافظة حظيت بمحافظ لو تفاعلت القيادات في كل مجال ومنها الأمن لأصبحت تعز نموذجا فريدا للتحول السريع؛ إذ لمس الفرق بين الصيف والشتاء بشكل واضح حيث كان رجل الأمن لا يرضى أن يخرج لإحضار متهم. مسئولية جماعية ويرى غير هؤلاء بمن فيهم جنود وضباط أمن ضرورة إحداث نقلة نوعية في العلاقة بين رجال الأمن والمواطنين وبحيث يكون الجميع عند مستوى المسئولية؛ لأن تحقيق الأمن مسئولية جماعية ولابد أن تحقق وأن تنجح قيادة المحافظة وإدارة الأمن بإعادة إصلاح وتطوير أقسام الشرطة وإعطاء دفعة قوية لمهام إدارة المرور وإيجاد قاعدة بيانات متكاملة في الجريمة وما يتعلق بالسلاح وحمله وبيعه وتهريبه وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وأن تبادر إدارة الأمن بقيادتها الجديدة المشهود لها بالكفاءة نسج علاقة الصداقة مع المواطنين .