سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاعر الإحباط تسيطر على الشارع الرياضي كلما اقترب الموعد ، فيما البعض يصر على ضرورة الاعتذار عن المشاركة في خليجي المنامة.. العيسي يخطئ واليمن تدفع الثمن
ثمة أمور كثيرة تدفع الشارع الرياضي للشعور بالإحباط حيال ما يمكن أن يقدمه المنتخب الوطني في المنامة قبل أيام قليلة من انطلاق المسابقة، التي سيخوض منافساتها ضمن المجموعة الثانية إلى جانب أعتى منتخبات المنطقة: العراق والكويت والسعودية.. لا يتعلق الأمر فقط بالحديث المحبط للرجل الأول في اتحاد الكرة الشيخ أحمد صالح العيسي الذي اعترف في مقابلة بثتها قناة «سبأ» الفضائية الأسبوع الفائت، بسوء مرحلة الإعداد وضعف منتخب البلجيكي “توم سنتفيت“ قياساً بالمنتخب الذي أشرف على تدريبه المدرب اليوغسلافي يوري ستريشكو خلال البطولة التي استضافتها مدينتا عدن وأبين أواخر 2010.. يقول “أحمد البحر“ وهو شاب شغوف بمتابعة الشأن الرياضي: “أنا حقاً محبط.. لا شيء يدفعني للتفاؤل!“ ويضيف: لو نظرنا إلى منتخب خليجي 20 الذي قدم مستويات طيبة وإن لم تخدمه النتائج تحت قيادة المدرب الرائع ستريشكو وقمنا بمقارنة بسيطة مع منتخب اليوم سنجد فارقاً كبيراً من حيث الإعداد والأسماء التي كانت حاضرة، ومع ذلك لم نستفد من كل ذلك بما فيه عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتائج جيدة في البطولة الخليجية التي أقيمت على الأراضي اليمنية وسط حضور جماهيري كبير يفترض أن يكون دافعاً لتحقيق الانتصار الأول على الأقل لكننا خرجنا في نهاية المطاف صفر اليدين دون حتى النقطة التي اعتدنا عليها في البطولات السابقة فما بالك بواقعنا اليوم مع منتخب السيد “توم“ الذي لم نرَ له أية بصمة تمنحنا فسحة من الأمل بإمكانية تحقيق شيء في البطولة، خصوصاً في ظل الاستعداد السيئ والتسريبات عن وجود خلافات بينه وبين بعض اللاعبين المؤثرين، لذلك أتوقع أن أشد المتفائلين لا يتوقع حدوث مفاجآت. إحباط مبكر مشاعر الإحباط بدأت تبرز منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه اتحاد الكرة عن اسم المدرب الجديد قبل نحو ثلاثة أشهر، واعتبر البعض أن اختيار مدرب مغمور يدعى “توم سنتفيت“ ليس سوى مناورة مكشوفة من قبل اتحاد الكرة، هدفها تخدير الشارع الرياضي ومن ثم تقديم المدرب ككبش فداء لإخفاق متوقع كما جرت العادة عقب كل بطولة خليجية. ورغم أن الأيام القليلة الفائتة كشفت وجود حالة من الامتعاض لدى بعض اللاعبين بسبب تصرفات المدرب وإصراره على اعتماد النهج الدفاعي الذي تسبب في خسارة منتخبنا لثلاث مباريات في بطولة غرب آسيا أمام منتخبات البحرين والسعودية وإيران التي فضلت اللعب بمنتخباتها الرديفة علاوة على وجود خلافات بين المدرب ومساعده الوطني “سامي نعاش“ الذي يصر مسئولو الاتحاد على إبقائه في منصبه على الرغم من مطالبة الأول باستبعاده وتعيين بديل آخر مكانه. رغم كل هذه التداعيات المقلقة إلا أن المدير الفني لمنتخبنا الوطني لايزال مصّراً على تصدير أوهامه للشارع الرياضي من خلال وعوده المتكررة بتحقيق مفاجآت مدوية في المنامة. تلك الأوهام التي بدأت بالتبخر عند المتابعين للشأن الرياضي بعد 8 مباريات رسمية وتجريبية خاضها الفريق الوطني مع أندية مصرية ومنتخبات آسيوية تحت قيادة هذا المدرب وخسرها جميعاً. البدايات الخاطئة تقود لنهايات فادحة مسئول الاحتراف في نادي شعب إب “فؤاد العواضي“ لم يخفِ تشاؤمه مما يمكن أن يحصده المنتخب في البحرين، غير أنه لا يلقي اللائمة على المدرب وحده في هذه المسألة، لاسيما أنه اعتمد على قائمة جاهزة من اللاعبين قدمها له اتحاد الكرة دون منحه فرصة انتقاء اللاعبين. وقال العواضي : “البدايات الخاطئة تقودنا بالضرورة إلى نهايات خاطئة.. هناك أخطاء كثيرة وقعت خلال مرحلة إعداد المنتخب بدءاً من عملية الاختيارات. وتابع العواضي قائلاً: المسألة برمتها بدت وكأنها مجرد إسقاط واجب من قبل اتحاد كرة القدم الذي يحرص في كل مرة على تسيير الأمور بطريقة الوجبات السريعة التي عادة ما تتسبب في أمراض كثيرة. ويؤكد مسئول الاحتراف بنادي شعب إب: المدرب استطاع تكوين فكرة أولية عن قدرات المنتخب من خلال الفرصة التي سنحت له للتعرف على إمكانيات اللاعبين لذلك فهو سيحاول حفظ ماء الوجه والعمل على الخروج بأقل الخسائر لذلك نراه حريصاً على بناء خطط اللعب بطريقة دفاعية بحتة. تحضر المكاسب، فيغيب اسم اليمن “أمام المصالح والمكاسب النفعية، تغيب فكرة اليمن كقيمة يتوجب على الجميع العمل بإخلاص من أجل عدم تركها فريسة لسخرية الآخرين وتعليقاتهم المشحونة بالاستخفاف والتندر المستفز لمشاعرنا كيمنيين كما حدث سابقاً من خالد ياسين المذيع في قناة الجزيرة“. هكذا يستهل الدكتور طارق العزاني حديثه مؤكداً: في الماضي كان الجميع مسئولين ولاعبين يدركون أنهم يحملون طموحات ملايين اليمنيين لذلك كانوا حريصين على الظهور بمستوى لائق يعلي من شأن الكرة اليمنية، خلافاً لما يحدث اليوم حيث مسئولي الاتحاد يفكرون بالمكاسب المادية كعمولات استقدام المدربين وغيرها فيما اللاعبون فقدوا الحماس وباتوا مشغولين بأمور مالية كالمكافآت والرواتب وخلافه. تقليل نسبة الأهداف في مرمانا سيكون منجزاً عظيماً من المؤكد أن اليأس الذي بدا واضحاً في حديث الشيخ العيسي خلال حديثه للزميلة سارة البعداني في قناة سبأ والمتسم بقدر كبير من العجز والانهزام المسبق قد تسرب بشكل أو بآخر لمعشر الرياضيين في الداخل اليمني، وربما تتعلق المسألة أيضاً بقراءة عميقة للواقع الذي تعيشه كرة القدم في بلادنا. عزام القشطري وهو مسئول صحيفة نادي العروبة في منتدى كورة الرياضي بدا أكثر تشاؤماً وهو يقول: أعتقد ان منتخبنا الوطني سيعاني الويلات في هذه البطولة خاصة أن الكل يعلم بتخبطات الرياضة اليمنية في الوقت الحالي. ويضيف: أعتقد أن منتخبنا لن يقدم شيئاً يذكر.. لسنا منتظرين منه الكثير، ولكن نتمنى أن يسعى للتقليل من نسبة الأهداف التي ستهطل على شباكنا. “القشطري“ قلل من أهمية الغيابات في صفوف المنتخب وقال: في تقديري الشخصي ليس هناك أي لاعب مؤثر يمكنه صنع الفارق في أداء ونتائج المنتخب.. أي اسم وأي لاعب مهما كان وزنه وقيمته لن يقدم أو يؤخر شيئاً، الخلل لا يقتصر على منتخب كرة القدم فحسب، المنظومة الرياضية كلها تعاني من خلل كبير ولن تتطور ما لم يكن هناك تخطيط مسبق ومدروس. إيمان أيضاً غير متفائلة لاشك أن ضعف الدوري المحلي واحد من أهم أسباب ضعف المنتخب الوطني، وبعيداً عن الأهمية الكبيرة التي ينظر بها البعض لدورات الخليج، هناك من يعتقد أن الاعتذار عن خليجي 21 سيكون الخيار الأفضل.. تقول إيمان صالح وهي طالبة جامعية تستهويها كرة القدم وبالتحديد فريق شعب حضرموت: المفروض أن يتخذ مسئولو الرياضة قراراً شجاعاً بالاعتذار عن هذه الدورة لأن ميزانية الدولة لا تسمح بمزيد من العبث والتحايل دون أمل في تحقيق فائدة مرجوة.. وتشير إيمان: أدرك أن الاعتذار سيتسبب في حرج للقيادة السياسية في بلادنا لكن الضرورة تقتضي إبعاد السياسة عن الرياضة فهذه سمعة وطن لا يجب بأي حال ان تمرغ في الوحل بسبب حسابات سياسية.. يتوجب أن نبدأ في التفكير بكيفية تطوير الدوري الوطني الذي سيكون من نتائجه إيجاد منتخب قوي قادر على الظهور كند قوي لا جسر عبور لباقي المنتخبات. وتؤكد إيمان: لا أعتقد اننا سنحصد أية نقطة في هذه البطولة، الجميع يعلم جيداً أن هناك أموراً كثيرة تبعث على التشاؤم أهمها التدخلات الاتحادية في عملية اختيار اللاعبين والمزاجية الفوضوية في جلب المدربين بعيداً عن المعايير المطلوبة والتفكير في مسألة تطوير المنتخب. هناك لاعبون لديهم إمكانيات جيدة لا تقل عن باقي اللاعبين في الدول المجاورة لكن ولأسباب مجهولة يتم تجاهلهم من قائمة المنتخب.. ربما يتعلق الأمر بالمحسوبية والوساطة ولذلك ستبقى الكرة في اليمن تراوح مكانها دون إمكانية تحقيق أي تقدم في هذا الجانب، فيما ستظل الجماهير اليمنية تدفع ثمن الانتظار الطويل لتحقيق الانتصار الأول في البطولات الخليجية باهظاً من رصيد أعصابها التي توشك على التلف.