بالتزامن مع التئام المشاركين في جلساتهم الأولى ضمن الجلسة العامة الأولى، ثمة حالة من السباق تجري بعضها عياناً وأخرى خلقت بنصف وضوح.. إذ ترجمت هذه التحركات الدبلوماسية النشطة المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وعقده لمباحثات مع قادة الفصائل الجنوبية المشاركين في الحوار الوطني المخاوف من أن تؤدي المواقف العلنية المطالبة بالانفصال إلى إجهاض الحوار الوطني وتشجيع أعمال العنف في المحافظات الجنوبية، خصوصاً وهي تشهد حالة غليان مع استمرار عشرات الآلاف بتنظيم تظاهرات مناهضة للحوار وتطالب بدعم دولي لمطالب الجنوبيين في تقرير المصير. مباحثات بن عمر تناولت المطالب التي تبناها المشاركون في المؤتمر في شأن فك الارتباط.. ويكتفي المبعوث الأممي بتأكيد أن النقاش كان حيوياً وبناء.. فيما قال القيادي في الحراك حسين زيد بن يحيى إن “الجنوبيين الموجودين في صنعاء للمشاركة في الحوار لا يمثلون الحراك الجنوبي, ولن يسمح لهم بالعودة إلى الجنوب وسيبقون في صنعاء ما داموا اختاروا هذا الطريق وسيتم رميهم بالحجارة إذا عادوا وطردهم من الجنوب لأنهم باعوا القضية الجنوبية”.. وقلل بن يحيى من شأن الدعوات التي أطلقت في مؤتمر الحوار لمنح الجنوب حق تقرير مصيره واستعادة دولته. وكان ممثلو المحافظات الجنوبية وفصائل الحراك جددوا في جلسة اليوم الثالث من المؤتمر مطالبهم في استعادة الحقوق غير المنقوصة للجنوبيين واستعادة ثروتهم وهويتهم التي قالوا إنها تعرضت لنهش منذ حرب صيف 1994، وشددوا على تركيز فعاليات الحوار الوطني على التفاوض لفض النزاع والاستجابة لمطالب أبناء الجنوب.. وأكد قادة فصائل الحراك المشاركين في المؤتمر أن شعب الجنوب يطالب بدولة مدنية حديثة وآمنة ومستقرة، مؤكدين أنهم شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني حاملين معهم المطالب نفسها، التي حددت في مؤتمر شعب الجنوب، والمتمثلة بالحرية وتقرير المصير.. فيما رحب علي هيثم الغريب, رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي, بالطرح الذي تتبناه بعض الشخصيات المشاركة في مؤتمر الحوار والذي تطالب من خلاله بفك الارتباط.. لكنه قال: إن المشاركين في الحوار من الشخصيات الجنوبية هم ممثلون عن الأحزاب ولا ينتمون إلى الحراك, باعتبار أن قائمة المشاركين كانت مناصفة بين الأحزاب، وليست بين شمال وجنوب, وأن الذين يمثلون في المؤتمر تابعين للأحزاب الحاكمة, لافتاً إلى أن الحراك لا يعنيه ما سيطرحونه كونه لا يقدم أو يؤخر.. وقال: إن الحوار سينجح في إعادة إنتاج النظام السابق باعتبار كل القوى التي حكمت الشمال والجنوب بعد 94م ستجدها هي التي ستنفذ مطالبها في الحوار الوطني, الآن القوى الشعبية في الشمال والحراك الجنوبي لن يحصلوا حتى على إعادة راتب جندي أو مدني.. وأكد العميد الدكتور عبده المعطري القيادي والناطق باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أن ما يهم الحراك هو التفاوض الندي وبإشراف دولي وخارج اليمن ليس أكثر. إلا أن أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك أكد أنه لا يمكن لأي شخص أن يحتكر أو يدعي أنه الوحيد من يمثل قضية الجنوب.. وأشار إلى أن هناك قوى أخرى تساهم في تمثيل الشارع الجنوبي وترفع قضيته وقدمت تضحيات وقدومها ومشاركتها في هذا المؤتمر سيكون محل تقدير حسب الدكتور بن مبارك. وقال محمد قاسم نعمان، ممثل منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار، مدير عام مركز اليمن لدراسة لحقوق الإنسان: كنا نريد أن يكون هناك نوع من التمهيد لأجواء ومناخات إيجابية تدعم مسار الحوار وبالذات من الجنوبيين، وهذا كان يمكن تحقيقه من خلال معالجة الانتهاكات التي مست حقوق الناس في الجنوب منذ عام 94م، والتي كان يمكن من خلالها تنفيذ بعض من النقاط ال 20، فبعض النقاط لا تحتاج إلى تأجيل ولا تشكيل لجان، بقدر ما كانت بحاجة إلى إجراءات وقرارات مباشرة ولو حصل ذلك سيدفع الكثيرين إلى التفاعل الإيجابي مع الحوار.