مع روحانية و نفائح الشهر الكريم يجد المتابع للقنوات الفضائية أنها لا تعدو عن كونها تدار بعقليات تجارية ربحية.. حيث تجد أغلب القنوات التي تعبث بعقل و ذوق المشاهد الكريم طوال العام .. قد تحولت فجأة إلى قنوات “ بتوع ربنا “ و ما إن يلملم الشهر الكريم أيامه و لياليه معلنا الوداع حتى تجد هذه القنوات قد عادت إلى ما كانت عليه قبل رمضان ..!! اللحظة البرامجية البداية كانت مع بشير المصقري، الذي قال: أظن أن التوجه الذي تحترفه بعض القنوات في رمضان من خلال الالتفات للبرامج الدينية وترك الإثارة موقتاً ما هو إلا نزق للمواكبة فقط, على اعتبار أن جمهور المشاهدين يحولون أنظارهم للبرامج ذات الطابع الديني احتراماً للشهر الكريم بدون أن يكون هناك مثلا علاقة مباشرة للنفس بالإقلاع عن متابعة الابتذال حتى في غير رمضان والموضوع أشبه بتقليعة موسمية لا أكثر ومن جهة أخرى أظن أن هذه القنوات تتحسب لتسجيل حضورها في رمضان وهو الحضور الذي يُلزم ببث برامج دينية تعكس فضالة الشهر الكريم ولا تعكس مهنية ذات اختطاط سلوكي معين ومنهج يخدم أهداف هذه القناة أو تلك مما يجعل رمضان هو الأثر الذي يغيب ومعه يغيب الوقار والحشمة .. وأضاف: ومن الأفضل أن تقوم هذه القنوات بقطع بثها في رمضان أفضل من إراقة ماء وجهها ببث برامج دينية تكشف سوءتها بعد انقضاء أيام الشهر الفضيل وأضيف أن هذا النوع من الإعلام لا يمكن أن يؤدي رسالة ذات بُعد يجعل المشاهدين يكنون احترام له لأن الغرض واضح وهو إبقاء حالة التواصل مع المشاهد مع العلم أن المشاهد لهكذا قنوات لا يمكن أن يلتفت لها خلال رمضان فهو يعرف بضاعتها ويعي المواقيت التي ستعيده لمشاهدة برامجها، وربما تعتقد إدارة هذه القنوات أن المشاهدين بزيجة واحدة بحيث إنهم يتوجهون بسادية إلى البرامج الدينية فتسعى لمسك زمام اللحظة البرامجية عبر فاصل إذاعي يحدثه حلول الشهر الفضيل كما تسعى بسذاجة للتفكير بأن برامج رمضان لازمة برامجية دينية فقط ومن ثم العودة إلى وقائع الإثارة وهذا اعتقاد خاطئ غالباً فالمشاهد بإمكانه اعتزالها والاتجاه لقنوات أخرى واستغراق المتابعة المحلية وهذا ما يحدث .. عُهر تلفزيوني من جهته ربيع السامعي قال: للأسف الشديد أصبح الرقم يتزايد يوماً بعد يوم للقنوات الهابطة والتي ليس لها هدف سوى غزو الغرائز الجنسية بما يبعث بالقلق تجاه المجتمع وأخلاقياته وقيمه، قد تصوم بعض هذا القنوات في شهر رمضان، لكنها تعاود ممارسة عهرها التلفزيوني مجدداً بعد رمضان، نتمنى أن يتم وضع حد من الجهات المسؤولة لمثل هذه القنوات خصوصاً التي تحتقر عقل الإنسان وتصوره على أنه مجرد غريزة حيوانية، وأن تستثمر في قنوات ومجالات هادفة تحترم الإنسانية وتخاطب العقل والمنطق. أما ثابت الأحمدي، فقد قال: مبدئيا نعتبر ذلك ظاهرة إيجابية أن يشعر شخص أو جهة ما بالخجل جراء خطأ قد يأتي بقصد أو بدون قصد؛ لأن من يخجل من الظهور برذيلة لا يزال فيه بقية من خير كما يذكر الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وإن كان الأولى أن يستمر هذا الحياء؛ لأن القبح غير مبرر في رمضان أو غير رمضان. ومن جهة ثانية فبعض القنوات تتجه حيث اتجه السوق، خاصة القنوات التي لا هدف لها أو لا قضية تعمل من أجلها، وبعضها تبدو زاهدة في ضوء النهار ماجنة تحت ظلمة الليل. إسقاط الذنوب نجيب القرن قال: هؤلاء يعبدون شهر رمضان وما فيه من النفحات وزيادة الأجور وينسون أن رب رمضان هو رب سائر الشهور وأن للإسلام أوامر وأخلاقيات ثابتة لا تتغير لا في رمضان ولا صفر ..توقير أوامر الإسلام الذي يدعو للأخلاق الحسنة وعدم بث ما يخل بالآداب ويجر للفاحشة منعدم عند الكثير من القنوات ويحضر فقط في رمضان مراعاة للغالبية العظمى التي أيضا تقبل على التدين في هذا الشهر.. والأصل أن تصوم القنوات عن كل ما يخدش الحياء في سائر الشهور. - محمد عبدالسلام الحداد، هو الآخر كان له رأي، حيث قال: القضية هي في الأصل ربحية وتجارة ولا يهم نتاجر في الدين أو في غيره في رمضان يتجه الناس معظم الناس للعبادة والورع والابتعاد عن كل ما هو جنسي بمشاهدة برامج الفتاوى وبرامج المعاملة وغيرها من البرامج الدينية وغالباً ما تكون في عصر رمضان أما المسلسلات فتبدأ من بعد الإفطار إلى بعد المنتصف مسلسلات حدث ولا حرج وليس الهدف منها توعية المجتمع، بل الربح أولاً وأخيراً ولا شيء غير الربح ولا يهم ما الذي يروجونه للأمة الإسلامية. صدام الحريبي قال: هذا بسبب النظرة المغلوطة التي تتخيل بأن المعاصي جائزة بل البعض يراها واجبة في غير رمضان .. وكأن الله لا يراقب أعمالنا إلا في هذا الشهر الفضيل الذي فيه يوم خير من ألف شهر .. ليعي هؤلاء بأن هذا الشهر هو لإسقاط الذنوب والمعاصي والعمل بما يرضي الله، وأن الابتعاد بشكل مستمر عن عرض مثل هكذا برامج يجب أن يكون طوال أيام السنة فما ينفع أن يتم إيقافها في رمضان واستمراريتها بعد رحيله؟؟!!. ترفيه منضبط يقول صادق القاضي: من وجهة نظر نسبية قطعا، أرى أن الأمر ينطوي على نوع من الانفصام والرياء، ففي الواقع لا تتضمن القنوات التي يعتبرها البعض عابثة أو مثيرة، على شيء يمكن تلافيه في رمضان، ومن جهة أخرى ليست الروحانية التي تتجلى مظاهرها في رمضان مقصورة عليه، بالنسبة لي هناك دائما مساحة تتسع للفن وللدين، المتقاربين جدا في تهذيب الروح وتنمية الذوق والأخلاق.. يحيى الضبيبي نائب مدير تحرير بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أشار من جانبه إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين إما أن يتم استغلاله في الجوانب الإيجابية أو السلبية .. وفيما يخص الجوانب الإيجابية يمكن التركيز ليس فقط على المسائل الدينية وإنما تهديف البرامج نحو بناء جيل متعلم متسلح بالمعرفة، إلى جانب الأهمية الكبيرة لتكثيف البرامج الخاصة بالتنمية البشرية، مع الترفيه المنضبط والمتماشي مع قيم وأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف. .وقال:” الأمتان العربية والإسلامية في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في منحى الإعلام الذي يتجه نحو طابعين كليهما يتخليان عن الوظيفة الحقيقية للإعلام الهادف، الأول الذي تستخدمه بعض القنوات من خلال بث ما هو مثير للشباب وخارج عن إطار المنظومة القيمية للمجتمع، والثاني وهو أشد انحرافاً يتمثل في القنوات السياسية التي تبث سموم الفتنة والتي لا يقل خطرها على الشباب من القنوات الأخرى”. وأضاف:” إننا في حاجة إلى ترشيد الإعلام، وتوجيهه في الاتجاه السليم لبناء المجتمعات وتحقيق الوظائف الرئيسية للإعلام بما فيها الترفيه، ولكن في إطار ضوابط تحقق الحرية والمسؤولية في آن واحد لرسالة الإعلام السامية”.