يدخل ميدان الشهداء حسابات الانشغال في إعادة تعشيبه حتى أجل مسمى لم يعرف بعد متى البداية, ولا حتى نهاية ذلك.. وهو ما ينذر بالطامة الكبرى على أندية تعز ولاعبيها وجميع الرياضيين, كونه المتنفس الوحيد لشباب وناشيئ كرة القدم في محافظة يفوق تعداد سكانها ثلاثة ملايين نسمة،الثلث منهم رياضيون وجماهير وعشاق وأنصار للعبة الشعبية كرة القدم.. وللحسرة والأسف العظيم أن هذا العدد الهائل من البشر لم ينل استحقاقه من التقدير والاحترام الكروي بحيث يتم إنشاء ملاعب له لممارسة الرياضة.. وكلما حلت مرحلة, وتبوأ بعض الذين لاصلة لهم بالرياضة شئونها وجدناهم بميلون إلى التطرف والغلو في محاربة أهل الرياضة.. فقط لأنهم لم ينحدروا من بيئة كروية, أو لايملكون ثقافة رياضية كافية, تحصنهم من الانجراف بعيداً عن البيئة التي ترى في الرياضة أكسجين حياة.. ونبض قلوب فلذات الأكباد وأحد علاجات الأمراض المستعصية في العصر الحديث, ناهيك عن الرياضة في الصغر تقي أصحابها معضلات الشيخوخة والزهايمر وأخواتها في الكبار.. إن تعز اليوم بطولها وعرضها وفسيح أراضيها وتعدد أنديتها وعراقتها لاتمتلك سوى ملعب واحد حالياً, بعد دخول ميدان الشهداء مرحلة التعشيب التي بدأت بانتزاع بساطاتها القديمة،لكن هذا الملعب يمتلكه صقر الحالمة في منطقة بير باشا.. ويقع في أحد أطراف المدينة, ويبتعد عن قلب المحافظة حيث الموقع المثالي لكل الرياضيين.. إضافة إلى أنه ملعب خاص بتدريبات لاعبي الصقر للفئات العمرية والفريق الأول, ولن تتمكن الفرق الأخرى من إجراء أية تدريبات يومية أو شبه يومية فيه.. في ظل عدم وجود ملاعب للأندية في مقراتها , أو صالحة لأداء التمارين خارج مواقعها كملعب أهلي تعز في خزجة مفرق ماوية البعيد جداً عن مقره, والمعرض للاعتداءات المتكررة.. فإن السؤال الكبير في ظل هذه الوقائع: كيف ستتمكن فرق دوري الدرجات الثلاث في الحالمة من ممارسة التمارين وتنفيذ البرامج المعدة من الأجهزة الفنية التي تشرف على تدريباتها؟!.. والأسئلة الاخرى المتفرعة من السوال الآنف: ألا توجد استراتيجية لوزارة الشباب والرياضة تعمل على توفير ملاعب للتمارين أو على الأقل تسرع في إنجاز المدينة الرياضية المتكاملة, التي ملأت الصحافة ضجيجاً بأنها على وشك اتمامها.. فأين التصريحات العرمرمية من الواقع؟.. إذ لاتزال حلماً بعيداً ثم كيف سيتعامل الأخ محافظ تعز شوقي أحمد هائل وهو الرياضي المدرك للأمور والتفاصيل الدقيقة لما يجري في تعز رياضياً؟!.. هل سنرى منه تحركاً باتجاه حل معضلة انعدام الملاعب في تعز وبخاصة أن الدرويات الثلاثة (الأولى – الثانية – الثالثة) قد تحددت مواعيدها.. ولابد أن يكون هناك ملاعب للفرق الكروية في تعز لتنفذ عليها تدريباتها وتحضيراتها لخوض المسابقات المحلية.. والأمل معقود على المحافظ في إيجاد مخرج للأندية...فالصقر هو الفريق الوحيد المستقر الذي لايلاقي مشاكل..أما جميع أندية تعز فإن المعضلة تكبر وتحجم طموحاتها وقد تلقي بظلالها عليهم فيغادرون إلى الدرجات السفلى؟ وفي اعتقادنا أن المحافظ لن يسكت.