قال :إن خير تكريم للشهداء والمناضلين هو العناية بأوضاع أسرهم من بعدهم، ورعايتهم بما يتناسب مع هذه التضحيات لأولئك الرموز الوطنية.. الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان ، رئيس مجلس الشورى تحدّث في حوار مقتضب ل«الجمهورية»عن جملة من القضايا الوطنية والتي من أهمها العيد الذهبي لثورة ال«14أكتوبر» ومساهمة أبناء المناطق الوسطى وتعز وغيرها من المناطق اليمنية في الثورة الأكتوبرية والحوار الوطني الراهن.. نترككم مع التفاصيل: .. تحتفل اليمن بالذكرى ال«50» لثورة 14 أكتوبر.. ماذا يمكن أن تقولوا بهذه المناسبة؟ أحيّي في البداية، - من خلال صحيفة الجمهورية الغراء - البقية الباقية من مناضلي الثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر”، بعد أداء التحية لأرواح الشهداء الأبطال الذين قضوا نحبهم في سبيل تحرير اليمن بشطريه من “التخلف” والاستبداد و«التجهيل» والاستعمار، والترحم عليهم والدعوة إلى تكريمهم من خلال العناية بأوضاع أسرهم ورعايتهم الرعاية الكريمة بما يتناسب وتلك التضحيات، لاسيما أولئك الذين بذلوا التضحيات الجسيمة في سبيل توحيد شطري اليمن، وناضلوا حتى نالوا استقلالهم التام عام 1967م وجسدوا الوحدة بإنهاء “التجزئة البغيضة” التي أحدثها الحكم البريطاني ب«اثنتين وعشرين محمية»، تحت مسميات “الاتحاد الفيدرالي”، و«اتحاد إمارات الجنوب العربي» بغرض تمزيق اليمن الواحد. إرث التخلّف .. رغم مرور “50” عاماً من عمر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر إلاّ أن اليمن ما زالت تعيش حالة من التخلف والغياب وعدم الاستقرار وكأن الثورة لم تقم بعد، وكأن دماء الشهداء الثوار الأحرار الذين وهبوا أنفسهم وحياتهم رخيصة من اجل هذا الوطن ذهبت هباءً منثوراً.. إلى ماذا ترجع أسباب ذلك؟ ومن هي الأطراف المستفيدة من هذه العملية؟ وهل هناك أطراف خارجية تقف وراء عدم الاستقرار داخل البلد منذ عام 1962م وحتى الآن؟ وما هي أجندتها؟ ولماذا لم تتنبه القيادات السياسية المتعاقبة على إدارة البلد لهذه المؤامرات؟ سؤالك طويل ومتشعب، لكن جوابه يتلخص في “إرث التخلف” الذي كونته عهود الحكم السابقة قبل الثورة وامتدت آثارها حتى اليوم.. بالإضافة إلى الحكم الخارجي لليمن الجنوبي قبل الاستقلال حيث أحسن استغلال تمزق الكيانات اليمنية بفعل الجهل والأنانية، فكانت هذه البذرة الداخلية الميسرة لتنفيذ أية مؤامرة وأجندة خارجية تشير إليها في سؤالك، كما استطاعت بفعل العوامل الداخلية استباق قدرات أية قيادة وطنية من القيادات التي تعاقبت على إدارة البلد ووجدت نفسها ضحية التواطؤ الداخلي والخارجي. دور وطني كبير .. ما مدى مساهمة المناطق الحدودية والوسطى “تعز، إب، البيضاء، وغيرها” في إنجاح ثورة أكتوبر؟ وكيف كان أسلوب التعايش بين الثوار الجنوبيين وأبناء هذه المناطق؟ لا تنس أن الثورة اليمنية في الشطرين كانت لقضية واحدة، وأن أبناء اليمن يجمعهم حس واحد لا يختلفون بقدر ما يتعايشون معاً دائماً، ويجد أبناء لحج سندهم من أبناء الحديدة، ويلقى أبناء صنعاء عونهم في أبناء عدن، ويتلازم ابن شبوه مع ابن مأرب، والضالع مع البيضاء، وتعز مع حضرموتوإب مع أبين، ويترافق ابن صعدة مع ابن المهرة، وهكذا لا فرق بينهم خاصة والقضية التي تجمعهم واحدة، ولستم في حاجة لكي أشرح لكم كيف احتضنت مدينة تعز مناضلي الجبهة القومية لتحريرالجنوب، وقيادات حزب الشعب الاشتراكي، وغيرها من التنظيمات الوطنية المناضلة لتحرير الجنوب من الاستعمار والتي وجدت مناخاً ملائماً لنشاطها وتعاوناً من أبناء هذه المحافظة وغيرها من المحافظات اليمنية في ظل الثورة السبتمبرية التي مهدت لثورة 14 أكتوبر 1963م.. مما جسد الوحدة الوطنية في أزهى صورة. كل الخير كيف تنظرون إلى نتائج مؤتمر الحوار الوطني؟ وهل تتوقعون امكانية تنفيذ ما سيخرج به من قرارات على الواقع في الوقت الراهن؟ ما زلنا نأمل أن يتمخض كل الخير لهذا الوطن عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.. ونحن من جانبنا في مجلس الشورى نتدارس كيفية دعم تنفيذ مخرجات المؤتمر بما يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره. تطوير النظام ما هو شكل الدولة الأنسب للحالة اليمنية؟ اليمن بلد ذو خصوصية تاريخية، وظروفه الاقتصادية والسياسية الراهنة تختلف عن غيره من البلدان، وقد بُني نظام حكمه في ظروف صعبة منذ قيام الجمهورية في الشمال ونيل الاستقلال في الجنوب ثم إعادة توحيد الشطرين. وما يناسبه هو تطوير النظام بما يساعد على تخفيف المظالم ويوسع قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية، ويتوافق عليه أطراف الفعل السياسي. الإرادة القوية .. ما هو الضامن لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟ تتمثل ضمانات التنفيذ في الإرادة السياسية القوية، واستثمار الدعم الخارجي النادر، والوعي الشعبي والإيمان بجدوى الحوار وفاعلية المواطنين. .. كيف تنظرون الى مستقبل اليمن؟ رغم كل الصعاب، ننظر إليه بتفاؤل، فقد مرّ اليمن بأزمات متواصلة على مر تاريخه، ومع ذلك يتعايش شعبنا معها بصبر وثبات وإيمان قوي بالله. .. كلمة أخيرة؟ أحيي شعبنا اليمني العظيم، وقيادتنا السياسية، وأتمنى لهم جميعاً التوفيق والنجاح، في صون تضحيات الشهداء والمناضلين والحفاظ على وحدة البلد وتطوير نظامه. كما أختم الحديث بما ذكرته في البداية وهو أن خير تكريم للشهداء والمناضلين هو العناية بأوضاع أسرهم من بعدهم، ورعايتهم بما يتناسب مع تضحيات أولئك الرموز من المناضلين والشهداء.