أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بالاختناق وأُعتقل آخرون إثر قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الجمعة، للمسيرات الأسبوعية المناهضة للإستيطان وجدار الفصل العنصري.. فيما تم إبعاد 8 مقدسيين عن المسجد الأقصى لمدة 17 يوماً. ففي شرق قلقيلية اعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال قمع المسيرة الأسبوعية السلمية في كفر قدوم التي تطالب بفتح المدخل الرئيسي للقرية التي اغلقته قوات الاحتلال قبل 13 عاما. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شهود عيان القول: إن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة السلمية بعد ظهر اليوم الجمعة عقب اقترابها من الشارع المغلق، باستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بحالات اختناق متفاوتة. وأوضح الشهود أن جنود الاحتلال اعتقلوا شابين خلال مشاركتهما في المسيرة، وأنه تبع الاعتقال الاعتداء الجسدي عليهما. وفي نابلس أصيب عشرات المواطنين بالاختناق الشديد بعد أن اطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرة سلمية في قرية قريوت جنوب مدينة نابلس. وقال مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إن الجنود اعترضوا طريق مئات من الشبان المحتجين على إغلاق مدخل القرية ومنعوهم من التقدم، قبل أن يطلقوا صوبهم القنابل الغازية والصوتية والرصاص المعدني. وذكر دغلس أن قوات الاحتلال تمعن في استخدام العنف والقمع ضد المسيرات التي ينظمها أهالي القرية، وأن الاعداد الكبيرة من الاصابات سببها اطلاق قوات الاحتلال عشرات قنابل الغاز ضد المواطنين. كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة نظمتها حركة التضامن من أجل فلسطين في قرية سالم شرق نابلس للاحتجاج على منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم إلا بإذن مسبق، وأصيب خلالها عدد من المشاركين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع. وانطلقت المسيرة من داخل القرية بمشاركة العشرات بعد صلاة الجمعة متجهة صوب الأراضي التي استولى عليها المستوطنون مؤخرا، ونقلوا اليها بعض الغرف المتنقلة. ونقل عن شهود عيان: ان جنود الاحتلال منعوا المتظاهرين من الوصول إلى الأراضي المصادرة، وقمعوا المسيرة بإطلاق قنابل الغاز المدمع ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين فيها بحالات اختناق متفاوتة. فيما تصدّت قوّات الاحتلال بعد صلاة الجمعة اليوم لمسيرة المعصرة الاسبوعية جنوب بيت لحم، ومنعت المشاركين من الوصول إلى الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري. وانطلقت المسيرة والتي كان عنوانها "مؤازرة الأسرى" ورفض اعتداءات المستوطنين اليومية على المسجد الأقصى، من وسط القرية بمشاركة شعبية ودولية، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، فيما ارتدى النشطاء أقنعة "هاكرز" الرمزية المعبرة عن سرقة الأرض الفلسطينية. وقال منسق اللجنة الوطنية للمقاومة الشعبية في بيت لحم حسن بريجية انه "في ذكرى مجزرة دير ياسين ال66 نجدد العهد مع الشهداء والأسرى الأبطال القابعين في سجون الاحتلال، وإننا ماضون في نضالنا خلف قيادتنا حتّى نيل حقوقنا الوطنية". كما واعتقلت قوات الاحتلال ناشطين أجنبيين بعد انتهاء صلاة الجمعة أمام بيت الرّجبي بمدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية، احتجاجا على قرار محكمة الاحتلال العليا بالتمليك من الفلسطينيين للمستوطنين. وكانت محكمة الاحتلال العليا قررت مؤخرا تحويل ملكية بيت الرجبي إلى المستوطنين، فيما يحذّر المواطنون من إقامة مستوطنة في هذا الموقع والسيطرة على محيطه الأثري والاستراتيجي، الواقع على الطريق الرابط بين مستوطنة "كريات أربع" والحرم الإبراهيمي، والذي يسعى الاحتلال لربطهما معا، وعزل الحرم عن المسلمين. وفي مدينة القدسالمحتلة أفادت مصادر محلية، اليوم، بأن شرطة الاحتلال الخاصة اعتقلت 3 شبان من مواطني القدس القديمة خلال توجههم للصلاة في المسجد الأقصى، واقتادتهم إلى أحد مراكز التوقيف والتحقيق التابعة لها في المدينة. وأوضح مركز معلومات وادي حلوة في بلدة سلوان بالقدس في بيان صحفي أن شرطة الاحتلال أبعدت 8 مقدسيين عن المسجد الأقصى لمدة 17 يوماً بعد أن أفرجت عنهم مساء أمس. يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت المقدسيين الثمانية صباح أمس ضمن حملة اعتقالات متواصلة منذ شهر في مختلف حارات القدس القديمة خاصة في شارع الواد وحارة باب حطة. كما وأعلنت سلطات الاحتلال اليوم إغلاق الضفة الغربية وفرض طوق عليها لمدة 4 أيام خلال فترة الأعياد اليهودية الشهر الجاري، بما يشمل إغلاق المعابر وتقليص ساعات الدوام على معبر الكرامة. وقال مصدر في الارتباط المدني في جنين إن إغلاق المعابر بين الضفة وأراضي ال48 سيكون أيام 14 و15، و20 و21 من الشهر الجاري؛ بحجة الأعياد اليهودية. وكانت شرطة المعابر قد قالت في وقت سابق أن حركة معبر الكرامة مع الأردن سوف تتأثر خلال فترة الأعياد اليهودية بسبب تغيير المواعيد في أيام الأعياد. وفي سابقة لها بالضفة الغربية أجبرت سلطات الاحتلال صاحب منشأة لتدوير المعادن "الخردة" على هدم محلّه في بلدة ديرسامت جنوب غرب مدينة الخليل بالضّفة الغربية المحتلة. وفي قطاع غزة أصيب بعد ظهر اليوم، ما لا يقل عن 15 من المواطنين والمسعفين خلال مهاجمة جنود الاحتلال المتمركزة الشريط الحدودي، شمال شرق غزة، مجموعة من المواطنين بالقرب من مقبرة الشهداء. على الصعيد السياسي والخارجي أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن استلامها اخطارات من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبصفته الجهة الوديعة للاتفاقيات ومواثيق الاممالمتحدة، قبول ايداع مجموعة من الاتفاقيات التي وقعها رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بتاريخ 1 ابريل الجاري. من جهتها أكدت سويسرا انضمام فلسطين لاتفاقيات جنيف الأربع بصفتها الدولة الراعية للإتفاقيات المودعة لديها. وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن فلسطين أصبحت دولة عضو في الإتفاقيات وكذلك البروتوكول الأول الملحق بها، وذلك بعد أن اعتمدت سويسرا أمس وثيقة الإنضمام التي تقدمت بها فلسطين.. مشيرة الى انها أبلغت الدول الأطراف السامية في الإتفاقيات بإنضمام فلسطين إلى عضويتها. وتعد إتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 أساس القانون الدولي الإنساني, ويتعلق البند 49 من الإتفاقية بتحديد إلتزامات سلطات الإحتلال، وتنص على عدم قانونية قيامها بعمليات تهجير قسري للسكان الأصليين سواء أفراد أو جماعات، وعدم قانونية تدمير سلطة الإحتلال للممتلكات الثابتة والمنقولة وعدم المساس أو تغيير الوضع القانوني لموظفي الدولة والقضاء, وتنطبق هذه المادة على الأوضاع في فلسطينالمحتلة. إلى ذلك قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية خلال مشاركته في ندوة سياسية نظمتها مؤسسة هانس- زايدل المقربة من حزب "الاتحاد المسيحي الاجتماعي"، ومندوبية مقاطعة سارلاند الألمانية في برلين: "إن القيادة الفلسطينية متمسكة بحل الدولتين، وبحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وأضاف: إن الجانب الفلسطيني جاد في المفاوضات ويدعم الجهد الأميركي وتحرك الوزير جون كيري، وأن المعيق الأساس في إحداث تقدم في مسيرة السلام هو الطرف الإسرائيلي. وطالب اشتية دول الاتحاد الأوروبي ببذل جهد أكبر للمساعدة في دعم مسيرة السلام، ولممارسة الضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها أحادية الجانب. ويأتي ذلك بعدما اتخذت إسرائيل سلسلة من الاجراءات العقابية ضد الفلسطينيين، شملت تجميد تحويل أموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك ردا على تقدم فلسطين بطلبات الانضمام الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية". كما جمدت اسرائيل مشاركتها في تطوير حقل غاز قبالة سواحل قطاع غزة ووضعت سقفا للودائع المصرفية الفلسطينية في المصارف الاسرائيلية.
