لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحذيرات من طمس هويتها التاريخية ومطالبات بإبراز دورها
قاهرة حجة.. من معلم أثري إلى ثكنة عسكرية..!!
نشر في الجمهورية يوم 19 - 05 - 2014

تحتضن مدينة حجة في قمة جبلها واحدة من أهم المعالم التاريخية في محافظة حجة، التي تعد شاهداً حضارياً وإنسانياً لألف عام من حياة المدينة التي تبوأت مراكز حساسة بين مد وجذر رياح التغيير في اليمن وأحداثه السياسية منذ ذلك التاريخ وحتى ثورة سبتمبر.. وأصبحت فيما بعد قبلة للسياح من داخل اليمن وخارجها، ورغم آلاف الأميال التي تقطع لرؤية المكان إلا أننا لا نزال عاجزين عن تقديم خدمات الراحة والجلوس للتمتع أكثر بعبق تاريخها وسحر مناظرها المطلة على كل مدينة حجة.
تعد قلعة القاهرة أحد المراكز الإشعاعية والمدارس الفكرية ذات البصمة الواضحة في قيام ثورة سبتمبر الأم.
وتشير المصادر التاريخية من خلال دراستها لعدد من الأماكن والمواقع الأثرية إلى وجود ما يزيد على 400موقع من مختلف المراحل التاريخية بمحافظة حجة.
وتعتبر المدينة المركز الرئيس للمحافظة التي تقع في شمال غرب العاصمة صنعاء، حيث تبعد عنها مسافة 127 كيلومتراً.
وقد ذكرها العلامة المؤرخ الحجري في مجلده الأول “مجموع بلدان اليمن وقبائلها”: إنها بلدة مشهورة من بلاد همدان، وقد سميت باسم حجة نسبة إلى حجة بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد.
وحجة أخو حجور في النسب وليس كما يقال: “إنها بطن من بطون حجور بن أسلم وكل بلاد حجة من حجور”.
قلعة الضباب
نشق الطريق إلى مدينة حجة صعوداً، حيث تقع على جبل متوسط ارتفاعه 1800 متر من سطح البحر، تعانقها الجبال من جهاتها الثلاث؛ لوقوعها بين سلسلة جبال يطل عليها من الجنوب الشرقي وجبل مسور وبيت عذاقة التابعة لمحافظة عمران، ومن الشرق جبل كحلان، وتطل غرباً على مناطق السهل الساحلي في بني قيس ووادي مور وتهامة، وعلى ربوة جنوب حجة يقع حصن نعمان، وعلى امتداد النظر من حصن نعمان في الجهة المواجهة يمكن رؤية حصن الظفير، ويشكل الحصنان مع حصن الجاهلي وقلعة القاهرة سلسلة تحصينات دفاعية متكاملة ابتكرها إنسان اليمن القديم لحماية مدينة حجة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى حماية وتأمين طرق المواصلات وتجارة البن آنذاك، الذي كان ينتج في مناطق بني العوام ولاعة والشغادرة ونجرة وبني قيس ومسور وكحلان والمحابشة، ويتم تنقيته ونقله عبر مناطق السهل والساحل إلى مينائي ميدي واللحية لتصديره إلى الخارج، ولهذا عرفت مدينة حجة الجبلية بقلاعها وحصونها، وتميزت عن باقي مدننا اليمنية بهذه الخاصية الجغرافية الجبلية التي جعلت الإنسان اليمني يطرق التفكير لتكييف بيئته حسب احتياجاته، وكان نتاج ذلك بناؤه للقلاع الحصينة على قمم الجبال التي تعانق الغيوم معظم أيام السنة.
فن العمارة
وتبلغ مساحة مبنى القلعة والسور عند مستوى قمة الجبل شبه المستطيلة 700 متر مربع، ويشكل مبنى القلعة الرئيس المكون من ثلاثة طوابق القسم الداخلي للقلعة، والذي يتم الخروج منه إلى سطحها عبر بوابة صغيرة، حيث تقع الدفاعات الخارجية المطلة على واجهة المدينة وأجزائها الشرقية والغربية شبه المخفية، ويمثل أسلوب فن عمارة القلعة بشكل عام الطراز المعماري القديم المعدل، فهومن ناحية تصميم المدخل والمخارج وحجم نوافذ الغرف وأسلوب وضع السلالم وقواعد الحيطان يمثل طابع فن العمارة اليمني الأصيل، في حين يحكم هيكلية شكل المبنى الداخلي أسلوب هندسة العمارة التركية، الذي يملك قدراً من السعة والانفتاح وتوفر بعض الإضاءة الخارجية.وتعد قلعة قاهرة حجة من ابرز المواقع التاريخية والأثرية والسياحية في المحافظة تم بناؤها في القرن الحادي عشر الميلادي أثناء فترة حكم الدولة الصليحية في عهد علي بن محمد الصليحي وتم تجديد بناء القلعة في القرن السادس عشر الميلادي خلال الحكم العثماني لليمن في العام 1539 - 1555م، وأضاف إليها الإمام يحيى وابنه أحمد قصراً في وسطها مع نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن المنصرم وعمل الإمام احمد سرداباً رهيباً سمي بسرداب الجن يصل هذه القلعة بالقصر الإمامي “الجمهوري حالياً” الذي يقع وسط المدينة حيث كان يستخدمه عند الخطر.. كما قام الإمام أحمد ببناء مسجد صغير داخل هذه القلعة.. ويوجد بها أيضاً ست من البرك لغرض خزن مياه الأمطار فيها واستخدامها للشرب وأغراض حياتية أخرى.. وللقلعة أيضاً سبع من النوب التي كان الحراس يستخدمونها لغرض الدفاع عنها من المعتدين.. ويوجد بها مساحات خضراء متدرجة مسماة بعض منها مثل:- ساحة الإعدام - ساحة القصر - ساحة المسجد - ساحة النزهة.. والتي كان يتنزه فيها المسجونون بعد خروجهم من زنزاناتهم وحولهم الحراسة.. ساحة الموسيقيين.. حيث كان يتجمع فيها الموسيقيون ويعزفون الموسيقى للإمام.
ومن قلعة القاهرة انطلقت صيحة الثوار وفيها تكونت أفكار الأحرار ونبغ الأدباء بالمقالات والأشعار، وعلى حدائقها سالت دماء الشهداء الأبرار.. فمعالمها الأثرية كادت تمحى من الوجود وصخورها تهدد السكان بالسقوط لذلك ولأهمية الموضوع وما تتعرض له قلعة القاهرة من إهمال كان هذا التحقيق..
قلعة القاهرة.. تاريخ يندثر
من قلعة القاهرة التاريخية بحجة تخرّج من مدرستها كبار مبدعي هذا الوطن وثوّاره الأحرار... ومن زنازينها انبجست ينابيع الفكر الحر.. كما أُعدم وسجن فيها كبار حركة الأحرار ومنهم عبدالرحمن الإرياني، عبدالله أحمد الوزير, وعبدالله السلال, ومحمد صالح المسمري, وأحمد الحورش, وحسين الكبسي, ومحمد الفسيّل, وغيرهم الكثير من أحرار اليمن..
هذه القلعة أهملت كثيرا وبدأ تأريخها يطمس نتيجة الإهمال خاصة بعد أن تحولت إلى موقع عسكري الذي كان له الأثر في طمس هوية القاهرة وطمس الكثير من معالمها التاريخية التي ينبغي وبشكل سريع سرعة إنقاذ ما تبقى من هوية هذه القلعة العملاقة..... أبناء المحافظة طالبوا مراراً وتكراراً بل ومثقفي البلد ووزراء ووكلاء وزارات ترددوا على القلعة في زيارات خاصة طالبوا بالاهتمام بهذا المرفق الحيوي الهام “قلعة القاهرة” والحفاظ على هويتها التاريخية مثلها مثل باقي قلاع اليمن، كما يطالب أبناء المحافظة بإعادة القلعة إلى أحضان الآثار وتحويلها إلى متحف ومزار سياحي يمكن الاستفادة منه.
وضع مؤسف
ففي زيارة إلى المحافظة قبل عام طالبت نائب وزير الثقافة الدكتورة هدى أبلان، رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الاهتمام بموقع القاهرة بمحافظة حجة وإعطائه حقه كونه موقع أثري وسياحي يمكن الاستفادة منه في جانب السياحة وإبراز صورته الحقيقية كموقع اثري متميز.
وأبدت نائب وزير الثقافة الدكتورة أبلان استيائها أثناء زيارتها لقلعة القاهرة التاريخية من تحولها من موقع سياحي وتاريخي وأثري جميل إلى موقع عسكري وثكنة عسكرية، مطالبة بسرعة تسليم هذه القلعة للآثار والسياحة للاستفادة منها في جانب التنمية وإعادة تأهيلها تأهيلاً يليق بموقعها.
وأكدت أبلان أنها تأمل من رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الاستجابة بالاهتمام بقلعة القاهرة التاريخية بمحافظة حجة كونها رمزاً أثرياً وسياحياً ومن أهم المواقع الأثرية والسياحية في البلد لما له من تاريخ عريق ودور بارز في كثير من الأحداث والوقائع في تاريخ اليمن القديم والمعاصر وارتباطه ارتباطاً وثيقاً بمسيرة الشعب اليمني ونضاله وكفاحه المرير من أجل الحرية ومقاومة الظلم والاستبداد منذ الإرهاصات الأولى للثورة اليمنية في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي.
وقالت نائب وزير الثقافة “لا زلنا نأمل من سيادة الرئيس الاستجابة لها ولمئات الآلاف من أبناء محافظة حجة في إعادة هذا المعلم التاريخي البارز والمهم إلى أصله الأول والاستفادة منه في السياحة والآثار”.
من قلعة إلى لوحة إعلانات
نائب مدير الثقافة بالمحافظة شاري علي شاري أكد أن قلعة القاهرة تحولت من معلم تاريخي وأثري وسياحي إلى لوحة إعلانات على جدرانها، مشيراً بأنه وبدلاً من الحفاظ على هذه القلعة والإسهام في ترميمها كونها المعلم الوحيد المتبقي مما كانت تمتلكه من معالم تاريخية يتم اليوم تشويهها بالإعلانات، منوهاً بأنه يخشى في الأيام القليلة القادمة أن تتحول كل القلعة للرسوم والصور والشعارات.
وأوضح شاري بأن القلعة يجب أن تتحول إلى متحف ومزار سياحي وتأريخي ذي فائدة على المحافظة وتدر على السياحة بالإيرادات كغيرها من المعالم التاريخية.
وأضاف شاري “يجب الاهتمام بقلعة القاهرة وتسلم إلى الجهات المعنية مع ضرورة التغيير السريع للمسؤولين المعنيين في الآثار والمدن التاريخية والسياحية لعجزهم عن أداء أدوارهم في حماية المعالم التاريخية والأثرية والسياحية.
أين استثمار القلعة سياحياً؟
الإعلامي عبد الجليل اليوسي قال بأن قلعة القاهرة مثلت و تمثل وجه محافظة حجة تاريخا و ثقافة منذ قرون, ووضعها الحالي مأساوي جداً, خاصة في ظل استثمارها كموقع عسكري يتنافى عن قيمتها التاريخية والأثرية و معلمها المطل كأثار تمثل ملك الأجيال السابقة والحالية واللاحقة.
وقال اليوسي قيادات السلطة المحلية لا تهتم بالثقافة، منوهاً بأن الثقافة هي سبيلنا الوحيد للخروج من النفق وانها طوق النجاة.
ونوه اليوسي إلى أن الآلاف من زوارها ممن يترددون على المحافظة منذ أن يطأوا بأقدامهم في المحافظة إلا ويحدوهم الشوق إلى زيارة قلعة القاهرة التاريخية لكنهم بمجرد أن يصلوا إليها تصيبهم الدهشة بتحول القلعة إلى موقع عسكري ويغادرون المحافظة بانطباع سيء عن المحافظة وقيادتها والمسئولين عنها.
ويتساءل اليوسي أليس من الأحرى استثمار قلعة القاهرة بمحافظة حجة سياحياً واثريا والاستفادة من العائد للمحافظة؟ مطالباً الجهات المختصة الاهتمام بهذه القلعة وتحصينها وترميمها، وجعلها مزاراً سياحياً وأثرياً للأجيال القادمة للتعرف عن قرب عن تأريخ الآباء والأجداد.
توقف الترميم
ويرى علي الضياني – سكرتير الحزب الاشتراكي بالمحافظة – بأن يستكمل الترميم أولاً في القلعة والذي لا يدري الجميع أسباب توقيفه حتى تظهر بمظهر جميل ورائع يعكس جمال البناء والتصميم داخل القلعة ومن ثم تفتح للسياحة.
نريدها متحفاً
ويؤكد إبراهيم الأهدل صحفي بأن قلعة القاهرة إرث حضاري ومعلم سياحي وأثري نادر يحتاج إلي إهتمام من الجهات المعنية، مطالباً بأن تنال محافظة حجة ما نالته محافظة تعز من اهتمام بكل المباني الأثرية القديمة وترميمها وإعادة رونقها الجمالي القديم لتصبح محل جذب السواح والوافدين وأيضاً جذب لأبناء المحافظة كما طالب بتحويل قلعة القاهرة إلى متحف يحتوي علي مختلف القطع الأثرية المتناثرة والمفقودة وبوجود هذا المتحف حتما ستشكل جذباً سياحياً داخلياً وخارجياً.
العبث بالتراث
همدان الشعلي- سياسي ومثقف - يقول “اعتقد أن قلعة القاهرة شأنها شأن كل معلم وأثر يمني، معرض للإهمال و الهدم”.
ويضيف “اعتقد أن هناك خطه ممنهجة لتجريف ماضينا وذلك حتي لا يستقيم حاضرنا ولا نهتدي لمستقبلنا ولن نستطيع استثمارها .
وقال “عندما تتغير هذه العقلية ستأخذ القاهرة وضعها الطبيعي كمعلم حضاري”.
وطالب الشعلي كل وطني وغيور أن يفهم واجبه نحو وطنه ونحو تاريخه،
استشعار المسئولية
ويشير التربوي والإعلامي رماح شعيل بأن قلعة القاهرة معلم أثرى وتاريخ أمة بل هي الوجه الحضاري للمدينة إلى جانب قصور سعدان ونعمان متمنياً عودة الوجه الحضاري لهذه القلعة.
ودعا شعيل قيادة المحافظة وكل حريص على استشعار مسؤولياتهم أمام الله وأمام الشهداء الأطهار الذين قضوا بساحة هذه القلعة كي نعيش أحراراً وأمام أبناء حجه والوطن، كما دعا مواطني حجه ومثقفيها للمطالبة وتحويلها إلى متنفس واستثمارها سياحياً، منوهاً بأن مكتب السياحة طرح عدة تصورات لذلك أمام قيادة المحافظة ولكن لا حياة لمن تنادى.
من جانبه وليد الحضرمي مراسل إعلامي يرى بان قلعة تاريخية وأثرية كالقاهرة يفترض من المسؤولين إخلائها وتحويلها إلى موقع تاريخي وسياحي بأسرع وقت ممكن.
ويرى الشاعر عبدالله الزبيري بأنه من المؤسف جداً أن تظل قلعة القاهرة الأثرية مركزاً عسكرياً.
ويتمنى الزبيري من الجهات المسؤولة ترميم القلعة كموقع أثري ليكون متنفسا للمدينة ومكاناً عاماً؛ فقاتل الله السياسة التي أطاحت بهوية القلعة التاريخية وعبثت بعبقها التاريخي.
استثمارها سياحياً
التربوي وجيد حاجب يشير بأن مدينة حجة السياحية مع قلعة القاهرة التاريخية ستكون أجمل من مدينة حجة الحالية مع قلعة القاهرة الثكنة العسكرية.
ويرى بأن استثمارها سياحياً سيتم إذا ما تولدت قناعة لدى القيادة المحلية خاصة وأبناء هذه المدينة عامة أن مدينة حجة وقلعة القاهرة ذات بعد تاريخي ومعلم سياحي للأجيال القادمة وليست إرثاً للنخب الناهبة.
من سياحة إلى متارس
ويقول شايف عز الدين “الجميع يعلم أن قلعة القاهرة معلم تاريخي سياحي ويجب أن يأخذ مكانته التي تتمثل في كونه معلم سياحي أثري إلا أن الوضع الراهن يضفى عليه صبغة العنف بسبب تحويله لموقع عسكري مما جعل القائمين عليه لا يهتمون به فقد أصابه التدمير من الداخل وغابت منه أثريته.
ويرى بأنه يجب أن يقوم مكتب السياحة باستلام هذه القلعة والقيام بترميمها وإعادتها إلى مكانتها السياحية كونها تنبئ عن تاريخ عظيم ومعقل من معاقل الحكم الإمامي هذا في الجانب التاريخي ويضاف إليه الجانب السياحي كونه مطل على المدينة وما جاورها فمن خلالها بإمكان الزائر أن يتعرف على مناطق عده.
ويقترح عز الدين على قيادة المحافظة بأنه من قلعة القاهرة يبدأ الاستثمار إذا كان هناك نية صادقة في الاهتمام بهذا المعلم والذى سيكون مصدر إيرادات تستفيد منه خزينة الدولة.
تحول لموقع عسكري
مدير مكتب السياحة فهد القدمي أكد أن هناك من يعتبر أن قلعة القاهرة قلعة سياحية وأثرية وهي حالياً ليست كذلك بل موقع عسكري لا يمكن أن يدخل إليها شخص إلا بأمر من العسكر.
وأكد على ضرورة تسليمها للجهات السياحية المختصة لكي تقوم بإعدادها كمزار سياحي بحيث يتم الاستفادة منها استفادة اقتصادية وأثرية وسياحية.
استلام بعد استقرار الأوضاع
وقال محمد عبده عثمان - مدير الآثار بالمحافظة إن قلعة القاهرة بحاجة ماسة إلى ترميم وصيانة لإنقاذ الجزء المتبقي منها، منوهاً إلى أن توقف العمل في القلعة كان لعدة اسباب أبرزها الأزمة التي مرت بها البلاد، وتحويل القلعة إلى موقع عسكري، وشحة الإمكانات وكذلك العيوب التي رافقت المرحلة الأولى من أعمال الترميم.
وأشار مدير الآثار إلى أن تلك الأسباب جعلتهم يتأنون في استئناف المرحلة الثالثة من العمل في القلعة، مضيفاً إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات مع المحافظ القيسي والوكيل الشامي لمناقشة الموضوع وقد رصدت مبالغ مالية في الخطة الاستثنائية لقلعة القاهرة وإنشاء متحف أثري للمحافظة سوف يتم أنشاؤه قريبا حيث رشح للمتحف موقعان إما بجوار قلعة القاهرة أو بجوار المركز الثقافي.
وأشار إلى أنه وفور إطلاق مستحقات المحافظة من الخطة الاستثنائية لهذا العام سيتم الشروع في إنشاء المتحف واستكمال الترميمات في القلعة.
وحول بقاء قلعة القاهرة موقعاً عسكرياً أشار مدير الآثار إلى أنه تم مسبقاً على ضوء دراسات لمتخصصين على أن يتم ترميمها وتحويلها إلى متحف أثري ومزار سياحي للمحافظة باعتبارها أهم موقع اثري بالمحافظة من حيث الموقع وفن البناء والتخطيط والتاريخ، منوهاً بأن الظروف جعلتهم يحولونها إلى موقع عسكري، مؤكداً أنه تلقى وعودا من قائد اللواء بالتعاون معهم وتسليمها بعد أن تهدأ الأوضاع للآثار وقد حان الوقت لتسليمها – حسب ما قال.
وعود رسمية بإخلائها
هذا وكان قد وعد محافظ المحافظة علي القيسي بالتواصل مباشرة مع وزير الدفاع بخصوص قلعة القاهرة من أجل تسليمها للآثار والسياحة وإخلائها من المسلحين المتمركزين فيها، منوهاً بأن قرار إخلاء قلعة القاهرة من الموقع العسكري لابد وأن يفصل فيه وزير الدفاع.
القلعة مهددة بالسقوط بسبب هشاشة الترميم..!!
كشف تقرير رسمي لهيئة الآثار والمتاحف عن اختلالات كبيرة صاحبت أعمال مشروع ترميم قلعة القاهرة “ المرحلة الأولى “ التي تشمل إعادة ترميم القصر الذي يتوسط القلعة وتأهيله والمسجد المجاور له وكذا ترميم الأجزاء الآيلة للسقوط من سور القلعة، بالإضافة إلى إخراج المخلفات من القلعة وتنظيم الغطاء النباتي داخلها، والتي بلغت كلفتها 200مليون ريال.
وأوضح التقرير عدم استكمال التنفيذ لعدد من الأعمال ومنها بند التفتيت المقدر بكمية 1600 م3، والتي منها عدم تفتيت وتشذيب وإزالة الكتل الصخرية المفككة والمعلقة والآيلة للسقوط والانهيارات والتي تهدد حياة الساكنين والمساكن أدنى القلعة بالخطر، إلى جانب عدم قيام المقاول المنفذ لأعمال الترميم بإقامة الجدران الساندة والداعمة للصخور المعلقة بغرض تثبيتها وتوقيتها وتماسكها وحمياتها من السقوط والانهيار، وكذا عدم تنفيذ وإقامة المصائد الثابتة والمستمرة المقر إقامتها أدنى الموقع بحسب شروط ومواصفات العمل وذلك لاحتواء الصخور المنهارة مستقبلاً وكذلك لوقف عوامل التعرية التي يتعرض لها الموقع والحفاظ عليه.
وكشف التقرير أيضاً عن عدم تنفيذ أعمال تم الاتفاق عليها مع المقاول ومنها بند “النظافة” والذى احتل البند الأول في برنامج العمل لأهميته والهدف منه تنظيف شامل للقلعة بمرافقها وساحتها وملحقاتها وحماها.
وأوضح التقرير عدم قيام المقاول برفع مخلفات القلعة من الأتربة والأحجار والمخلفات المتراكمة داخلها وحولها، وكذلك عدم إزالة الأشجار والنباتات والحشائش الضارة بالموقع كما هو محدد في البرنامج، إلى جانب عدم القيام برفع المخلفات الناتجة عن أعماله (البناء والوقيص والحفر) حسب الشروط والمواصفات المحددة في برنامج العمل والملزمة والواردة بكافة بنود برنامج العمل.
كما أظهر التقرير ملاحظات على بند ما يسمى “بالقضاض” للقلعة بكمية 445م2، ومنها عدم تنفيذ المقاول قنوات وسواقي وممرات من القضاض وتصريف مياه الأمطار ومنع تسربها إلى الجدران والصخور والعمل على تخلخلها ، كما أنه لم يغط الكهوف والتجاويف والتشققات الصخرية وتعبئة الفواصل لحماية الموقع ومنع التسرب للمياه إلى الداخل واستغلال الكمية الاستفادة منها في اللحامات الصخرية للشقوق وعلى امتداد الموقع وإقامة قنوات لتصريف مياه الأمطار إلى أسفل الجبل وعدم تغطية الفواصل في الجدار «بطريق» جنوب غرب القلعة بمادة القضاض ( التابع للمباني ).
ونوه التقرير إلى وجود أعمال غير مطابقة للمواصفات ومن ذلك أن معظم المدرجات الزراعية أقيمت على أرض هشة ورخوة وفوق أساسات ترابية آيلة للسقوط، إلى جانب استخدام أحجار صغيرة وسمكها ضعيف جدا لبناء جدران المدرجات الزراعية رغم غير عدم مطابقتها للمواصفات، الأمر الذي يجعل الجدران غير مترابطة وغير متماسكة وغير ثابتة وعرضة للانهيار.
كما أشار التقرير إلى عدم قيام المقاول بتوريد التربة الزراعية المناسبة والمحددة في البرنامج لتنسيق المدرجات وتسوية الأرضيات وإيجاد ميول لتصريف المياه وخروجها من الموقع حسب المواصفات والشروط المطلوبة وشروط التنفيذ المحددة في البرنامج.
وأوضح التقرير أن المقاول لم يورد غرس للشتلات في القلعة حسب ما تم الاتفاق عليه في البرنامج وعددها 800شجرة ولم يتم الاهتمام بها وتحسين الموقع حسب الشروط، كما أن المورد الآن من الشتلات لا يتجاوز 50شجرة ومن الأنواع غير المطلوبة.
كما كشف تقرير رسمي للجنة المشرفة على أعمال الترميم للقلعة عن قيام المقاول المنفذ والمهندس المشرف باستغلال التكليف من قبل رئيس هيئة الآثار والقيام بأعمال غير مسئولة وغير متفق عليها ولا علاقة لها بمضمون ومحتوى التكليف لهما حيث عمد إلى فتح جدران واجهات مبنى القصر الأثري للقلعة الأربع بدون مبرر وبأسلوب عشوائي وبواسطة أشخاص غير مؤهلين للقيام بأعمال الترميم وصيانة المباني الأثرية والتاريخية وبدون خبرة في هذا المجال، حيث أدت تلك الأعمال إلى إحداث أضرار بمبنى القصر وأثرت عليه، كما أدت إلى طمس وإلغاء وظيفته وهويته التاريخية والأثرية وشوهت معالمه الفنية والمعمارية وقيمته الجمالية الرائعة وأفقدته كثيراً من عناصره ومزاياه وأخلت بتوازنه وأصبح في وضع خطير وآيل للسقوط والانهيار.
وأوضح التقرير إحداث تغييرات بارزة ومهمة في معالم القصر الأثري ومكوناته الأساسية وإدخال عناصر معمارية جديدة واستبدالها بأخرى، ومن ذلك فتح نوافذ وفتحات للإضاءة في أماكن متفرقة من واجهة القصر وحذف أخرى في غاية الأهمية وإلغائها من واجهات القصر.
ونوه التقرير أن واجهات القصر الأثري تركت مفتوحة لفترات طويلة ما جعلها عرضة لعوامل الهدم الطبيعية وخلخلة جسم القصر، كما أن الطابق العلوي للقصر الذي انهار جزء منه لم يتم إعادته وتأهيليه حسب ما تم الاتفاق عليه.
كما كشف التقرير عن عيوب كثيرة صاحبت عملية الترميم وهي الهشاشة في جميع الأدوات التي أدخلت على أعمال الترميم ولم تكن بالمواصفات المطلوبة كعدم استخدام مادة الإسمنت المقاوم للأملاح، كما أن البسطات الخشبية لم تكن مطابقة للمواصفات الأثرية والمعمارية من حيث الجودة، إلى جانب الفصل بين المثنى والواجهة للجدران التابعة للقصر حتى لا يكون متماسكاً، كما أنه لم يتم استخدام مادة القضاض(القطرة -اللحام ) المعروفة بقوتها ومتانتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.