أقام نادي الصحة في تعز حفلاً تأبينياً بأربعينية فقيد الكرة اليمنية والرياضة الحالمية الكابتن عبدالرءوف حسن علي العديني على قاعة مكتبة السعيد بحضور أفراد أسرة الراحل رحمه الله وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وممثلين عن أندية تعز، فيما غاب الجانب الرسمي الذي ينبغي أن يكون في صدارة المعزين والمواسين لأهل المرحوم. التأبين بدأ بآياتٍ من القرآن الكريم تلاها المسئول الإعلامي لجمعية قدامى الرياضيين في تعز وصديق الراحل ..ثم أعقبته الكلمات التأبينية للعديد من الحاضرين يتقدمهم رئيس نادي الصحة الأخ وليد عبدالمولى الذي توجه بكلمته إلى أبناء الراحل مشيداً بمسيرته في الحياة وراجياً من ابنيه الصغيرين أحمد ومحمد وبناته الأربع أن يكونوا امتداداً لأبيهم ويسيروا على نهجه الذي رسمه لهم ..فيما تحدث الدكتور عبدالله الذيفاني بكلمة عن أصدقاء الفقيد عبدالرءوف حسن من الأكاديميين أوضح فيها أن من الأخطاء التي مازلنا نتوارثها في ثقافتنا هي تكريم المتفوقين والذين خدموا اليمن بعد أن يصبحوا موتى مشيراً إلى أن الفقيد كان رجلاً تربوياً في المقام الأول وأن معظم أوقاته معه كان يسرد له قصصاً عن أبنائه وبناته..كما أنه كان يبادر لكل أعمال البر في المواقع التي يتواجد فيها..وقال الذيفاني: إنني لطالما تحدثت أمام الميكرفون لساعات بلا كلل أو ملل أو تعثر لكن في هذا المقام تتعثر اللسان ولامكان لبلاغة البيان وخاطب أبناء الفقيد عبدالرءوف حسن العديني قائلاً : سنكون عوناً لكم بما هو متاح لعلنا نردّ لوالدكم بعضاً مما منحه لنا في حياته رحمه الله.. وألقت الأستاذة أمة الرحمن جحاف مديرة مدرسة أروى كلمة حشدت فيها مشاعرها الحزينة وهي تعدد مناقب الراحل مؤكدةً أنه كان أباً لكل من تيتمت في مدرسة أروى باعتباره كان عضواً في مجلس الآباء بمدرسة أروى ..وصار علماً من أعلام المجتمع ..معطاء وسخياً مالياً ومعنوياً وتربوياً واجتماعياً يؤدي دور المربي والأب والاجتماعي والمسئول المثابر المحافظ على القيام بما عليه من أي موقع..وسردت بأسلوب حزين وصوت متهدج أثر غياب الأستاذ والكابتن والأب والأخ والمسئول عبدالرءوف العديني عن مشهد الحياة..فقالت: بكيتك ياعبدالرءوف بدمع عيني فما أجدى البكاء عليك شيئا وكانت في حياتك لي عظاتٌ وأنت اليوم أوعظ منك حيّا أما الأخ عبدالجليل جازم رئيس جمعية قدامى الرياضيين في تعز فأسهب في الحديث عن الفقيد كجارٍ له ولاعب ومسئولها المالي راجياً من الجميع الوقوف لقراءة الفاتحة على روح الفقيد عبدالرءوف حسن العديني..وتوقفت كلمة نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز الكابتن ناجي أحمد حسن عند أنموذجية ارتباط الأخ عبدالرءوف الوثيق بين الممارسة الرياضية كلاعب وبين الممارسة الإدارية الرياضية كإداري محنّك لنادي الصحة كما أنه أدى دوره كمسئول فيما أوكلت إليه من مهام وكان تربوياً من الطراز الأول لأسرته..وتطرقت كلمة الأمين العام لجمعية قدامى تعز الأخ خالد عتيق إلى نجومية الراحل وموقعه ومكانته في الوسط الرياضي والمجتمع كرياضي وإنسان..راثياً صديقه ومخاطباً روحه قائلاً: ستظل في قلوبنا وحاضراً في حياتنا وحياً في ذاكرتنا ولقد أرسيت لأسرتك أسس النجاح في الحياة وسيسيرون على الضوء الذي تركته لهم في عتمة الدنيا..فيما خاطب المسئول الإعلامي لنادي الصحة والمشرف على الكتاب الذي تم توزيعه على الحاضرين الأخ عيدروس الفقيه الجميع بقوله: لابد أن نؤمن بالقدر خيره وشره مشيراً إلى المحطات المضيئة في حياة الفقيد وأن هناك جهداً قدمته إدارة نادي الصحة وبذله معها الكثير من الأصدقاء لإخراج الكتاب متضمناً وحاكياً مراحل حياة الكابتن عبدالرءوف الرياضي والإنسان والمسئول ..ثم جاء دور الأبناء فكانت البنت (علياء) قد رثت أباها بمرثاةٍ تقشعر لها النفوس قبل الأبدان،بكلام منثور وشعر غير مقفى، لكنه كان رسالة حزينة الإيقاعات وتراتيل أليمة النبرات وكلمات هي أبلغ من كل مقال..فسالت أودية العيون بالدموع من الرجال وأصدقاء المرحوم بإذن الله في مشهد موجعٍ نكأت به الجرح الغائر حيث كانت الأيام الأربعون التي انقضت قد بدأت تبرأ المصاب الجلل فخيّم الحزن بمهابته وفزعه ورهبته على الحاضرين..وغطّ بعضهم بالبكاء صراحةً من وقع العبارات والخطابات التي كانت تتحدث بها وتنادي بها أباها..وماكادت العيون تستعيد قدرتها على الاصطبار حتى عاودت قلوب الحاضرين تنزف دموعاً من شدة التعبيرات التي أطلقتها (شيماء)الابنة الصغرى للراحل وهي توصف حديثها لأبيها وتناديه أن لا يرحل أو يختفي وتطلب منه بأمل المستحيل أن يعود إلى أمها المكلومة وأبنائه الذين يعتصرهم الكمد والحزن على فراقه..ليختتم التأبين بكلمة من الطفل الأصغر للفقيد عبدالرءوف حسن علي العديني سبقته إليه الدموع متعهداً لأبيه بعدم مخالفته توجيهاته التي كان يعطيها له في حياته رحمه الله.. السيرة الذاتية : الراحل عبدالرءوف حسن العديني من مواليد تعز في 26 سبتمبر 1965م متزوج وله ابنان وأربع بنات بكالوريوس في إدارة الأعمال من باكستان لعب لنادي الصحة في تعز وفي صنعاء لعب لفريق الزهرة سابقاً «22مايو حالياً» وانضم للمنتخب الوطني للشباب في 1983م ثم للمنتخب العسكري وأوقفته الإصابة في عام 1984م. تولى عدة مناصب في حياته منها: مديراً لإدارة المسالخ في محافظة تعز من العام 1998م وحتى 2012م نائباً لرئيس نادي الصحة من العام 2005 حتى العام 2007م عضواً مؤسساً لجمعية قدامى الرياضيين في تعز ومسئولاً مالياً لها حتى وفاته رحمه الله. عضو فاعل في العديد من الجمعيات الخيرية والتطوعية في مدينة تعز..