ما لا يمكن إنكاره هو ذلك الدور المناط بالمشايخ في القرى وعقال الحارات في المدن, ولأن التوريث صار أمراً صعب المنال حتى في مشيخة الريف, ولأسباب أخرى اجتماعية وجغرافية وديموغرافية وأمنية أيضاً استدعت الحاجة ظهور مشايخ وعقال جدد , وبالتفحص جيداً في قانون السلطة المحلية يتضح أن تعيين المشائخ وعقال الحارات لا ينبغي أن يتم دون موافقة عضو المجلس المحلي بالمركز والدائرة والمديرية برمتها, وفي خط متواز مع ذلك الاختصاص المحلي يشترط القانون إرادة الأهالي ورغبتهم في اختيار أو رفض شيخهم أو عاقلهم من خلال جمع الشيخ أو العاقل توقيعات غالبية الأهالي الساكنين ضمن محيط اختصاصه, وبصرف النظر عن نزاهة وواقعية تلك التوقيعات من عدمها, فمن لا يعترض عليه الناس يحصل على المشيخة أو المعقلة.. لكن السؤال هنا: هل يطبق هذا القانون في تعز على سبيل المثال لا الحصر؟ أم أن صلاحية فرع مصلحة شئون القبائل وإدارة شئون العقال التابعتين لوزارة الداخلية كامل الحق في تعيين أو رفض وعرقلة شيخ أو عاقل ؟ أزمة شؤون العقال - للإجابة عن هذا التساؤل يجيب الأخ قاسم السماوي عضو المجلس المحلي بمديرية المظفر مستشهداً بملف أحد العقال الذين ينطبق عليهم القانون باستيفاء كامل الشروط, لكن إدارة شئون العقال في شرطة تعز رفضت قبوله عاقلاً : يقول الأخ قاسم : مساحة اختصاصي تقع في قلب مدينة تعز المركزي قلب التجارة والأنشطة والمشاكل ووو .. وقد اختار أهالي حي الغنامي عاقل حارة من ذوي الخبرة الأمنية والمكانة المرموقة الأخ/ حسن السقلدي الضابط المتقاعد من أمن تعز الذي شغل رئيساً لعدة أقسام في البحث الجنائي, وقد حصل الرجل على توقيعات أهالي, وبحكم اختصاصنا المحلي والصلاحية القانونية رفعنا به إلى قيادة محلي مديرية المظفر, وعندما توجه السقلدي بالتوقيعات والتزكيات وباقي الملف إلى إدارة شئون العقال في شرطة عموم محافظة تعز قوبل بالرفض والعراقيل. وبانتقال الحديث إلى الأخ حسن السقلدي يقول : تعذرونا بأن الحي ضمن مديرية القاهرة لوقوعه في التماس بين المظفر والقاهرة واشترطوا موافقة محلي القاهرة فأحضرت لهم ذلك لكنهم ضلوا يعرقلون و دخلت بمعية كبار تجار المركزي وقاسم السماوي عضو محلي المديرية إلى مكتب مدير الأمن شاكيين الأخوة الزملاء في إدارة شئون العقال فوجههم العميد الشعيبي باستكمال الإجراءات, توجهنا إليهم وما زالوا إلى اليوم يختلقون العراقيل متجاهلين أوامر العميد طاهر الشعيبي وتوجيهات المحافظ وتزكيات مدراء المديريات، وأنا وغيري يعلم أن المسألة برمتها هي تلبية رغبة عاقل مجاور للحي من الشباب الجدد غير المتفرغ للمعقلة كونه من أشهر المقاوتة في تعز، وهذا ما حلبطنا تماماً وأعاق استكمال الإجراءات واللبيب تكفيه الإشارة! يختتم العاقل الموعود حسن السقلدي: شئون العقال لا يهمهم من المرغوب به من الناس ولا الحاصل على تزكية السلطة المحلية ولا شيء من ذلك، ما يهمهم هو.... وختاماً أناشد مدير عام شرطة المحافظة بإلزام شئون العقال ومساعد مدير الأمن لشئون العقال فقط تنفيذ توجيهاته وتوجيهات كل المعنيين. شئون القبائل أما الحالة والشكوى التي وصلتنا ضد شئون القبائل في تعز فتمضي في ذات السياق للقضية أعلاه، فقد أرسل أهال قرية الموسطة عزلة المعقاب مديرية صبر الموادم شكواهم ضد فرع المصلحة في تعز الذي تجاهل توقيعاتهم ومطالبتهم بمنح بطاقة وختم المشيخ لمحمود علي أحمد شمسان (شيخ لحام) مرفقين كشوفات توقيعاتهم وتزكية وتعريف الشيوخ والعدول المحيطين وتعميد محكمة صبر على التوقيعات وموافقة محلي المديرية، لكن فرع مصلحة شئون القبائل ما تزال تعرقل وتختلق الأعذار.. وعلى ذلك علق المواطن عبدالرحمن سعيد من أهالي القرية وموظفو المجلس المحلي بقوله: العقال في المدن والمشائخ في القرى لا تربطهم بالمعنيين بشئونهم إلا المصلحة الشخصية لا المصلحة العامة! فالعقال مثل المشائخ يشقون على غيرهم! وهكذا رزق ناس من ناس!