يحل شهر رمضان على اليمن هذا العام، وسط أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة أثرت بشكل مباشر على تحضيرات المواطنين لاستقبال رمضان. وما يزيد من الأزمة، جشع التجار واستغلالهم لحاجة الناس لبعض المواد الغذائية المرتبطة بطقوس شهر رمضان، فإذا بهم يعوّضون كساد أسواقهم طوال الفترة الماضية، برفع الأسعار بما يفوق نسبة ال 100 %. جولة ل”الجمهورية “ في الأسواق، كفيلة بأن توضح الصورة.. ارتفاع سعري “الأسعار هذه الأيام ارتفعت بطريقة مخيفة”، هذا ما تقوله فاطمة الشرعبي، وتضيف: “كنا نشتري احتياجات رمضان بالجملة وبكميات تكفينا الشهر كله، لكن الآن لا ندري كيف نوفر احتياجاتنا، فقد تراكمت علينا الديون لصاحب المتجر، والتي ندفعها شهرياً من راتبنا. ووصلت الأسعار في الأسواق اليمنية لأرقام قياسية مع حلول شهر رمضان، الذي يعد من الأشهر التي يكثر فيها الإقبال خصوصاً على المواد التموينية، ومع ارتفاع الأسعار تتضخم أرباح التجار إلى مستويات قياسية أيضاً. فسعر الكيلو الطماطم ارتفع إلى ما بين 300و 350 ريالا على المستهلك، بينما سعره من المزارع ب100 ريال . أما العلبة الزبادي فارتفع سعرها إلى 100 ريال . كما شهدت أسعار الفواكه ارتفاعاً ملحوظاً يصل في بعضها إلى نسبة 100 %. التجار يشكون دائماً وبرغم أرباحهم المتصاعدة، يشكو التجار من ضعف الحركة الاقتصادية في اليمن وتتركز شكواهم على تراجع القوة الشرائية خلال الموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي، لكنهم يعدّونه جزءاً من الكساد الذي لحق بالسوق خلال الفترة الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار. ويقول التاجر محمد الشيباني : “ السوق هذه الفترة تشهد ركوداً كبيراً، لاسيما أن الإقبال بات ضعيفاً جداً. ويضيف: “زمان الناس كانت تشتري بالجملة، أما الآن فالمواطن لا يبتاع سوى الحاجيات الضرورية وبكميات بسيطة”. وينفي الشيباني ارتفاع أرباح التجار، معتبراً أن الأسعار ارتفعت على التاجر وعلى المستهلك في آن واحد. غير أن المواطنة إيمان قاسم تؤكد أنها هذا العام اكتفت بشراء 10 كيلوغرامات من السكر مثلاً، لصناعة العصائر وخلافه من المواد الأساسية خلال الإفطار، وتقول: “لا يوجد سيولة، وأفكر بالاستغناء عن العصائر بالمياه”. وتردف: “استغنينا في رمضان هذا العام عن حاجات كثيرة كنا قد اعتدنا شرائها”. معالجة انقطاع الكهرباء ويثير انقطاع الكهرباء المتكرر غضب المواطنين، ومع حلول شهر رمضان عبر العديد منهم عن رفضهم الانقطاع المتكرر لاسيما في الشهر الكريم، مؤكدين أن وزارة الكهرباء لابد أن تجد حلولًا لتلك الأزمة المتواجدة فالطاقة لا تكفي لاحتياجات اليمنيين من الكهرباء، وكذلك فهناك شهر كريم يستخدم فيه اليمنيون الطاقة أكثر من شهور السنة الأخرى. وتقول إحدى المواطنات، في محافظة تعز :“على الحكومة أن تقوم بمنع انقطاع الكهرباء المتكرر الذي يحدث يوميًا” ، مؤكدة رفضها للانقطاع الذي يؤذي المواطنين في الشهر الكريم، مضيفةً “هناك من يتابع المسلسلات وهناك من يقوم بالصلاة وتلاوة القرآن، وانقطاع الكهرباء يؤدي إلى حالة من الملل والعبث بين أبناء الشعب ، وبما أننا في عهد جديد ورمضان هذه السنة مع حكومة جديدة فلابد أن يكون أفضل من الماضي”.