في خضم الاحتفال بالذكرى ال52 لثورة ال26 من سبتمبر 1962م المجيدة التي مثلت القاعدة التي انطلق منها الشعب اليمني إلى رحاب الحرية والكرامة والتطور بعد عقود من الجهل والفقر والمرض في ظل الحكم الإمامي الكهنوتي.. يأتي الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام والوطن يعيش في ظل تحديات كبيرة ومحاولات وبالرغم من كل هذه التحديات إلا أن ألق الاحتفال بهذه المناسبة مازال مستمراً ومحافظاً على رونقه في عيون السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني باعتبار ثورة ال26 من سبتمبر هي الثورة الأم التي اجتمعت فيها سواعد كل اليمنين والتي مهدت لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة التي تمثل عنواناً يجسد تلاحم اليمنيين وتؤكد واحدية الثورة اليمنية وواحدية النضال الوطني للتحرر من براثن الإمامة وطرد الاستعمار من الأرض اليمنية والسير نحو توحيد الوطن في ال22 من مايو 90م ومازالت ملاحم البطولات التي سطرها المناضلون في اليمن تمثل نبراساً يضيء الدرب لكل المحبين للوطن اليمني الشامخ برجاله وقاماته الوطنية الباسقة ولتسليط الضوء على هذه الثورة المجيدة ومعاني ودلالات الاحتفال بها في ذكراها ال52 كان ل«الجمهورية» هذا اللقاء المقتضب مع الوالد المناضل أحمد حسين غوث الدين، عضو منظمة مناضلي الثورة اليمنية. * المناضل أحمد حسين غوث الدين ،الآن نحتفل بالذكرى ال52 لثورة ال26 سبتمبر في تحديات كثيرة.. كيف يمكن الحفاظ على هذه الثورة والجمهورية التي نتجت عنها؟ - طبعاً الاحتفال بهذه الثورة السبتمبرية مازال يحمل ألقاً ومعاني ودلالات كبيرة وعظيمة كون هذه الثورة كانت نقطة التحول الأولى في حياة الشعب اليمني والقاعدة التي انطلق فيها اليمن أرضاً وإنساناً نحو حياة الحرية والكرامة ونحو المستقبل الذي فتح له الطريق للتطور والعيش الكريم والتوحد للأمة اليمنية المجيدة فثورة ال26 من سبتمبر بالفعل غيرت وجه الحياة في اليمن وبحمد الله تحققت تحولات كبيرة وعملاقة لا نستطيع أن نقارنها بالماضي الكهنوتي والذي لا يعرف الملكية والعهد الإمامي لا يمكن أن يقيم الإنجازات والتحولات التي تحققت في عهد الجمهورية، فعلى سبيل المثال كان لا يوجد أية اتصالات سوى في قصر الإمام والذي كان موجوداً ما يسمى السلك الذي يرسل البرقية وفي بعض الأوقات تصل مشوشة وتصل خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر.. الشيء الآخر لم تكن توجد مواصلات ولا تعليم ولا كهرباء أو صرف صحي ولا أي من الخدمات لم يكن يوجد سوى الجهل والفقر والأمية والأمراض والتخلف والجوع، والآن الحمد لله الناس في نعمة من الله وكل شيء متوفر والمستشفيات في كل مكان والكهرباء والماء وكل شيء توفر بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تضحيات الشهداء والمناضلين. * ماذا نستطيع أن نقول في الذكرى ال52 للثورة السبتمبرية حول معاني ودلالات الاحتفال بها اليوم؟ - ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر هي ذكرى غالية على كل اليمنيين لاسيما من عرف النظام الملكي البائد وما قامت به الثورة من تغيير حقيقي وجوهري في حياة اليمنين وكما قلت من عاش في عهد الملكية يستطيع أن يقارن بين الملكية وجهالة عهدها وبين الجمهورية ونهضتها وانفتاحها وحريتها. فالاحتفال اليوم يذكرنا بأننا اليوم بحمد الله في تطور وفي نهضة وفي عهد ديمقراطي وفي عهد التعليم والصحة والحرية ونتذكر أيضاً أننا في عهد النظام الملكي عشنا سنوات طويلة في ظل الفقر وفي ظل الجهل والأمية وفي ظل الجوع والفاقة والجهل وتحت حكم ظالم مستبد سواء كان في المدينة أو في البادية، فالشعب كلة كان يعاني من الجوع والجهل والفقر والمرض.. كان بالفعل كل الشعب حافي القدمين، وكان هناك تميز كبير بين المتولين للحكم وبين طبقة الشعب الذي كان يعيش ميتاً بكل ما تعنيه الكلمة، فالفرق بين العهدين العهد الإمامي والعهد الجمهوري فرق شاسع ولا يمكن أن يقارن أي إنسان بين هذين العهدين. الفرق شاسع بالفعل، فالمواصلات في عهد الإمامة كانت منعدمة بين كل المناطق سواء في المدن أو القرى وكانت الاسفار تعني التعب والضنك والمشقة وأيضاً لا وجود للمدارس سوى مدارس كبار القوم في الملكية ولا يوجد أدوات للتواصل بين الناس، فلا هواتف أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي والوضع الصحي مزري للغاية والناس تموت في كل مكان. والآن بحمد الله في ظل الجمهورية وبعد ثورة ال 26 من سبتمبر وبفضل الله توفرت المواصلات وأقيمت الطرق في كل بقاع الوطن وتوفرت المدارس واتيح التعليم لجميع اليمنين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والاتصالات في متناول كل الناس ووسائل الإعلام تصل إلى كل بيت في عهد الجمهورية والمرتبات معتمدة لمئات الآلاف من الموظفين في شتى أنحاء الوطن. أما في العهد البائد كان المواطن كل دخله من أرضه التي يزرعها إذا تبقى منها أي شيء لم يأخذه الإمام، وما تبقى للمواطن يقايض بمحاصيله بالجاز ليضيء ساعة في الليل، والآن بحمد الله أصبحنا في نعمة بفضل الله وبفضل هذه الثورة العظيمة. * في اعتقادك ماهي أهم الأسباب التي فجرت الثورة السبتمبرية ؟ وما هي أهم الأسباب التي تدعونا للتمسك بالثورة وأهدافها اليوم ؟ - الأسباب لقيام الثورة كثيرة لا يمكن حصرها وليست واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً، فحياة الشعب كانت حياة نكد وفقر ومرض وجهل وكان هناك الظلم، وهناك الحكم الكهنوتي والذي يجبرك على أن تسلم حقك رغماً عن أنفك ولا تستطيع أن تنتصر لنفسك بشيء، والظلم يدخل الى بيتك رغما عنك «فالعكفة» أو ما يسمى العسكري يدخل الى بيتك بالقوة دون أي اعتبار لأي مانع أخلاقي، والآن تمسكنا بالثورة والاحتفال بذكراها تأكيد واعتراف بأن الثورة السبتمبريه أعادت للإنسان اليمني كرامته وحريته وآدميته وأوجدت شيئاً من العدم فالآن نتحرك بكل حرية في كل ربوع الوطن وفي أي ساعة، أما في العهد البائد فكانت الساعة السابعة مساء تأتي والناس نيام في منازلهم ولا يوجد أحد في الشارع وكأنه حظر للتجول بشكل أوتوماتيكي وبدون إعلان فالحكم كهنوتي ظالم بكل تفاصيل الكلمة. * نحتفل اليوم بالذكرى 52 للثورة في ظل نجاح لأول تجربة حوارية خاضها اليمنيون كيف نرى ألق الثورة في ظل هذه المخرجات لاسيما بعد إقرار نظام الأقاليم ؟ - طبعاً الثورة اليمنية أوجدت لها ستة أهداف، وهذه الأهداف هي أهداف سامية وراقية وهي وثيقة وطنية ارتضى بها الشعب اليمني منذ خمسين عاماً إلى اليوم وأهداف الثورة الستة هي نور لهذا الشعب رسمت فيها كل ما يتطلبه الإنسان اليمني في مجمل حياته، ومنها مثلاً وليس على سبيل الحصر كفلت حريته، وكفلت مشاركته في الحكم وصنع القرار دون اللجوء إلى شقيق أو صديق أو طرف خارجي ومن أهدافها أيضاً توحيد شطري الوطن في إطار الوحدة العربية، والآن مخرجات الحوار الوطني تمت بتوافق كل القوى السياسية الوطنية وكانت المخرج الوحيد لتجنيب الوطن ويلات الصراعات والتشظي والحروب. وبالرغم من أننا متخوفون من نظام الأقلمة إلا أننا على ثقة بأن الناس المخلصين والناس الوطنيين سيجعلون من هذه التجربة تدعيماً وترسيخاً للوحدة الوطنية، ونأمل أن يكون اليمنيون على قدر المسئولية ويكونوا حجرعثرة أمام القوى التي تريد تقسيم اليمن من أجل مصالحها وتريد أن يكون اليمن ضعيفاً ومقسماً، لهذا كل اليمنيين اليوم زمام تحدي واختبار صعب للدفاع عن وطنهم وعن وحدتهم وعن مستقبلهم ودولتهم اليمنية الحديثة التي ناضلوا لأجلها طويلاً والثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ومكتسباتها التي هي ملك للشعب اليمني. * كيف تنظر الى المستقبل بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني ؟ - الواقع ان مخرجات الحوار جاءت تنفيذاً لوثيقة الحوار الوطني من أجل حل الخلاف بين اليمنين انفسهم سواء الخلاف بين رموز السلطة أو الشعب، ونتمنى أن تكون مخرجات الحوار اساس لما ينهض باليمن. * ماهو المطلوب من اليمنيين في هذه المرحلة بالتحديد للحفاظ على وحدتهم وعلى ثورتهم ؟ - أولاً في بداية اللقاء قلنا بأن الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر هي ثورة من أجل الخروج من الظلم وإخراج الاحتلال من الوطن لما كان الشعب اليمني يعانيه من ظلم وجوع ومرض وفقر وجهل والجيل الذي عاش في عهد الحكم الإمامي يعرف ما هي مآسي هذا النظام البائد ومن لا يعرف كيف كان الوضع قبل الثورة لا يستطيع ان يقيم شيئاً. فالأمن والأمان والمستشفيات والطرقات والاتصالات هذه مكاسب من مكتسبات الثورة وعلى الشعب اليمني اليوم أن يحافظ على مبادىء ومكاسب الثورة اليمنية في كل المجالات سواء كان في الجانب العسكري الذي يعتبر الجيش صمام الحاضر والمستقبل ولا بد من بنائه بشكل سليم وتطويره من أجل حماية الثورة ومكاسبها وهو هدف من أهداف الثورة، فالجيش هو صمام أمان الثورة والوحدة ولابد أيضاً من تعزيز قدراته ومساندته في كل الظروف وعلى الشعب اليمني أن يلتف حول الجيش وحول زهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر في اصطفاف وطني حقيقي، والوطن سيظل متسعاً للجميع. * كيف ترون الوضع اليوم في البلد وكيف يمكن تجاوزه ؟ - للأسف نحن نزج أنفسنا بالتصرفات الخاطئة منذ 2011م أتمنى أن يتدارك اليمنيون هذا الوضع ويفكروا بأن الوطن غال وأن حب الوطن من الإيمان، كما أتمنى أن لا يزجوا بأنفسهم الى نفق مظلم. * باعتباركم أحد مناضلي الثورة اليمنية ماهي رسالتكم لكل اليمنيين؟ - بما أن الجميع ينعمون بمكتسبات الثورة فلابد أن يكونوا جميعاً شركاء في الحفاظ على الوطن ومكتسبات الثورة، وكما قلت يجب أن نحافظ على وحدة الجيش وأنصح اليمنيين بالاصطفاف الوطني دون الرجوع الى أي إملاءات خارجية من اي دولة، فالمواطن اليمني جسور وقوي وقادر على مواجهة التحديات وأي شخص يستعين بالخارج فسيكون مصيره الفشل والخسران