منذ أسابيع عديدة ومواطنو حضرموت الساحل يعانون أزمة حادة في الغاز المنزلي مما سّب لهم معاناة جمة, أفسحت المجال للسوق السوداء بأن تقول كلمتها في وجه المواطن الغلبان الذي لا يقوى على شيء سوى الإذعان لسياط ضعاف النفوس والمترزقين بقوت الشعب, ومن ثم الاضطرار إلى شراء الأسطوانة الواحدة إن وجدت بصعوبة ب «2000 ريال», أمرُ يزيد من المعاناة.. تلك الطوابير في مصانع ومحلات البيع, للوقوف على تلك المعاناة أجرينا الاستطلاع التالي مع عدد من المواطنين وأصحاب المحال وإدارة مصنع بروم لتعبئة الغاز وخرجنا بالآتي: أسطوانة ب (3000) ريال المواطن عبود مبارك قال: كملت اسطوانة الغاز في بيتي وكان عندي ضيوف واضطررت للبحث عن اسطوانة واحدة نكمل بها طبخ غداء الضيوف وبحثت بكل الطرق كون الوقت ضيق والموقف حرج وفي آخر المطاف وجدت أسطوانة غاز عند أحد جيراني, وحلت العقدة إلا أنني في صباح اليوم التالي ذهبت أبحث لإيجاد أسطوانة غاز لإرجاعها لجاري فلم أجد سوى السوق السوداء وقمت بشرائها مضطراً بثلاثة آلاف ريال. تسجيل مسبق مواطنون في مكان التوزيع قالوا إن عملية البيع تتم عن طريق التسجيل المسبق لدى المتعاملين ببيعه وهناك معاناة حقيقية تواجه الناس، حيث اضطرت كثير من الأسر لطهي طعامها بواسطة استخدام الأدوات البدائية من خشب وبوتاجاز وبعض المحال كالمطاعم قد تتوقف عن العمل إذا استمرت الأزمة. اضطرار لرفع سعر الوجبات فيما علي عبدالله العمودي ( مالك مطعم) يقول: الأزمة أثرت على عملنا واذا استمرت قد نوقف العمل بسبب ذلك .. بحثنا عن الغاز فلم نجده إلا في السوق السوداء بصعوبة واضطررنا لشرائه ب2200 ريال, ولكن لن نستمر على ذلك كونه مكلف لنا، وبالتالي سنضطر إلى رفع سعر الوجبات وهذا لانرغب فيه كونه سيفقدنا زبائننا. أما أصحاب محلات بيع اسطوانات الغاز فيتحججون بحجج جعلتهم يبيعون بهذا السعر ومنها تأخر شحن سياراتهم وانتظارها في الطابور لأيام. السبب المستثمر ولمعرفة السبب الرئيسي، سألنا المهندس محمد سقاف السقاف مدير منشأة الغاز في مديرية بروم،الذي قال: السبب الرئيسي لهذه الأزمة التي نأمل انتهائها في القريب والسبب هو قيام المستثمر المؤجر للسيارات التي تنقل الغاز من محطة صافر في محافظة مأرب إلى المكلا بسحب قاطرتين وخروج قاطرة ثالثة عن الجاهزة لوجود خلل فيها، إضافة للزحمة الهائلة في منشأة صافر والتي تتطلب أياماً كثيرة لتعبئة القاطرة وإرسالها إلى المكلا, والإدارة الآن تعمل جاهدة للتعاقد مع مستثمرين آخرين لنقل مادة الغاز من مأرب إلى المكلا، كما أن محطة الريان مازالت تعمل وهي توفر غاز للسوق وهذا ساهم كثيراً في تقليل الأزمة. التعبئة للمواطنين مضيفاً: وتعاني إدارة محطة بروم من المواطنين الذين يقصدون المحطة باسطواناتهم وهم يشكلون زحمة كبيرة عند المحطة ومشاكل مع العمال وهذا يجعل المحطة تضطر في كثير من الأحيان إلى التعبئة لهم وهذا يؤدي إلى تأخير سيارات المحلات التجارية، غير أننا نسعى جاهدين لإنهاء هذه المشكلة والتعبئة للمحلات بحيث تنتهي الأزمة، كما نبذل الجهود لإنهاء الأزمة وتغطية طلب السوق في حضرموت. تقطع من جانبهم مسئولو فرع الشركة اليمنية للغاز في المكلا، أرجعوا سبب مشكلة مادة الغاز المنزلي في أسواق المكلا إلى عدم وصول قاطرات الغاز من المحطة الرئيسية في مأرب لتعرضها للتقطع في طريق مأرب العبر من قبل قبائل هنالك ، مناشدين اللجنة الأمنية بالجمهورية إلى إنهاء أعمال التقطع الذي تمارسه مجاميع مسلحة في مأرب ضد قاطرات الغاز، لإنهاء الأزمة في المحافظة ووفاء الشركة بمهامها. فيما أشار مسئولون في منشأة تعبئة الغاز بروم التابعة للشركة اليمنية للغاز، أن الأوضاع المتأزمة حالياً في العاصمة صنعاء ألقت بظلالها حيث يتأخر وصول بعض إمدادات الغاز المتفق عليها نظراً للظروف الأمنية إضافة إلى زيادة الطلب. أخيراً .. المسئولية كبيرة ويجب تحملها بكل أمانة والمواطن أمانة في أعناق المسئولين والمتنفذين فهو بحاجة للرعاية والدعم وتوفير الأجواء الملائمة للعيش والخروج من الأزمات لكي يهنأ بالحياة والعيشة الكريمة.