تمتلك محافظة تعز العديد من المناظر الطبيعية الساحرة، فهناك الجبال والسهول والأودية الخضراء والمتنفّسات الطبيعية والتنوُّع البيئي النباتي والحيواني والشواطئ الجميلة والحمّامات الطبيعية والعلاجية، وتنتشر في مدينة تعز وعدد من مديرياتها العديد من المناطق الخضراء الغنية بتنوُّعها النباتي والحيواني وهوائها المعتدل ذي الجذب السياحي الطبيعي. وتمتلك المحافظة شواطئ ساحلية جميلة تمتد من ذباب وباب المندب جنوباً حتى شواطئ الزهاري في المخا شمالاً، وتحتوي بيئتها على أنواع من الأحجار والأصداف والشُعب المرجانية «الجمهورية» استطلعت آراء عدد من الشخصيات المختلفة حول الجانب السياحي في محافظة تعز وما يعانيه من مشكلات، وما هي أبرز الحلول الناجعة لها، وخرجنا بالحصيلة التالية:عراقيل تمنع التطوير بُشرى الخليدي، مديرة مكتب الآثار في تعز: السياحة في اليمن لن تكون ما لم يكُن هناك أمن وأمان، ولاسيما الخارجية منها، وهناك الكثير من العقبات والعراقيل تقف أمام تطوير السياحة وتحويلها إلى صناعة سياحية حقيقية تُستثمر فيها القوى البشرية خاصة أننا نمتلك كافة مقوّمات السياحة المشجّعة ولاسيما المواقع الأثرية، وتشجيع الاستثمار في المجال السياحي وتقديم كافة التسهيلات في هذا المجال. الانفلات الأمني فؤاد شرف الدين، سكرتير وكيل محافظة تعز: السياحة في تعز لها خصوصية تمتاز بها عن بقية مناطق اليمن؛ فنجد فيها المناطق الجبلية وكذلك السهول والوديان وأيضاً الشاطئ البحري، والصعوبات من وجهة نظري تكمن في الجانب الأمني الذي لا يمكن عمل سياحة وجذب في ظل انفلات أمني وهو الواقع اليوم، وضعف كبير من مقوّمات السياحة من فنادق ومنتجعات واستراحات تليق بالقالب السياحي وتعكس السياحة الممتعة في المحافظة، بجانب ذلك غياب المفهوم الأساسي للاقتصاد لدى بعض رجال المال والأعمال، وأيضاً عدم وجود البُنية التحتية من ماء وكهرباء لجذب الاستثمار وانتشار السياحة في المدينة، ولا تتم معالجة وحل ذلك إلا بفرض هيبة الدولة وتقوية الأمن كي يشعر السائح بالطمأنينة والأمن الذي يُعتبر الركيزة الأساسية لاحتضان الجانب السياحي. إدارة وتخطيط ثابت الأحمدي، كاتب وباحث: تعز عاصمة اليمن الثقافية بلا منافس، وإلى جانب كونها عاصمة ثقافية؛ فهي من المدن التاريخية الأصيلة، وهذه إضافة نوعية، ومن الممكن أن تشكّل هذه الحالة رافداً اقتصادياً للمدينة ولليمن بشكل عام إذا ما تم استغلال تلك المعالم الأثرية والتاريخية التي تحظى بها المدينة، إضافة إلى المعالم السياحية الجمالية الأخرى؛ فهي لا تقلُّ جمالاً عن إب أو ريمة أو المحويت، فقط الأمر يحتاج إلى تأهيل كامل بُنيتها التحتية التي توافر جزءٌ منها إلى حد الآن، وهي ميزة قد لا تحظى بها بقية المدن اليمنية الأخرى، كما تحتاج إلى إدارة قوية وخطّة عمل نافذة. تاريخ عريق خالد الصمدي، كاتب: تعز العاصمة الثقافية لليمن تتمتع بتاريخ ثقافي، سياحي، أثري عريق منذ القدم؛ فيها مواقع تاريخية للحضارة الحميرية؛ فمازالت الأحجار منقوشة عن التاريخ الحميري القديم والحصون التاريخية، والمواقع الإسلامية الأثرية لها تاريخ مدوّن، وأيضاً مواقع سياحية ترفيهية جميلة كجبل صبر والمخا ووادي حنّا ووادي الضباب في جبل حبشي، وأيضاً ورزان ورسيان ومناطق كثيرة في تعز؛ هنا نسرد بعض المواقع التاريخية، الآثار والمعالم التاريخية والتي نشرتها كثير من المصادر رغم تقصيرها في نسيان وعدم نشر كل المواقع التاريخية والأثرية في تعز كقلعة المقاطرة وجبل عزان في جبل حبشي وكثير من المساجد التاريخية الأثرية لتاريخ عظيم لعلماء تعز، وفي تعز تجد مدينة تعز القديمة وسور المدينة والباب الكبير وباب موسى والمدرسة المظّفرية والمدرسة الأشرفية والمدرسة المعتبية والمدرسة الآتابكية وقبة الحسينية. نهب وإهمال وهناك صعوبات تقف أمام السياحة التاريخية والترفيهية في تعز؛ ومن أهمّها غياب الاهتمام الرسمي بهذه الآثار التاريخية وتعرّضها للإهمال والنهب والانهيار، وعدم وجود التسويق السياحي التاريخي لها، وأيضاً مقوّمات السياحة من الطرقات والمنشآت، والفندقة لا توجد في هذه المناطق، وأيضاً الوضع الأمني في اليمن له أثر على تعز كونها جزءاً منه، وتراجعت نسبة الزوّار الأجانب، وتراجعت السياحة الداخلية مع المشاكل القائمة في الوطن من الحروب والإرهاب وغياب هيبة الدولة والفشل الإداري المؤسّسي. وصعوبات السياحة الترفيهية تتمثّل في غياب الحدائق الحديثة والفندقة في المناطق الخضراء والمرتفعات والوديان وشواطئ المخا رغم توافر الكادر السياحي الجامعي، وقسم السياحة في جامعة تعز له سنوات وتخرّج منه كثيرون من الشباب؛ لكن غياب التدريب السياحي الحديث وفُرص العمل لقلّة العرض السياحي، أيضاً الوضع الأمني له أثر كبير، حيث فضّل البعض المكوث في البيت أو قضاء رحلته السياحية خارج الوطن. الحلول تكمن في أن يتحوّل مكتب السياحة في تعز إلى هيئة سياحة في النظام الاتحادي لإقليم الجند "تعزوإب" وهذا أجمل إقليم سياحي في اليمن، وعليها الارتقاء بالعمل الإداري في القطاع السياحي والجودة والتدريب والتسويق وتوفير المنشآت السياحية والتنسيق مع الجهات الأمنية والطبّية في توفير الأمان وتوفير الإسعاف الطبّي في كل مرفق سياحي، وأيضاً على رجال الأعمال في إقليم الجند أن يستثمروا بالقطاع السياحي في بناء المُولات التجارية والمنشآت السياحية والوكالات السياحية؛ لكن ذلك يتطلّب هيبة دولة توفير الأمن والأمان للمواطن اليمني والزائر إلى الوطن. رابط المقال على فيس بوك