فن ليس كأي فن، تصقلهٌ الأيادي المبدعة في تناغم جميل يوحي للمشاهد بأن تلك الملكات ليس من السهل القيام بها، الفنان الشاب “ مهيوب الحُسامي “ أخذ من ملكات الفنون الجميلة ما أن يراود الناظرين عن نظراتهم بأن يطلقوا عليه “فنان”, فقد جمع ما بين الفن التشكيلي والنحت والخط والرسم في أيقونة واحدة تتردد على حواس البشر الخمس, ليقفوا موقف إعجاب وإذهال. لذا أجرينا معهُ هذا اللقاء المقتضب لنقف قليلاً نستظل بين أفيائهِ، فإلى نص اللقاء.. عندما تجتمع حروف اللغة في سياق جميل فإنها تٌكون قافية، وعندما يجتمع الفن في مكان واحد فمنهُ يشرق “الإبداع”. .. من هو الفنان المبدع مهيوب الحُسامي؟ مهيوب عبد الرقيب الحُسامي من محافظة تعز مديرية شرعب الرونة بني حٌسام، من مواليد 1975م, متزوج وأب لثلاثة أطفال, خريج دبلوم معاهد علمية “ثلاث سنوات “, والمؤهل الحالي “ دبلوم عال – تدريب وتأهيل معلمين – تربية فنية “ من معهد تعز العالي. .. متى بدأت رحلتك الفنية ...؟ بدأت رحلتي الفنية منذ الصف الثالث الابتدائي، وكنت أمارس الفن التشكيلي عن طريق المٌحاكاة نقلاً وتقليداً, ثم بدأت أنمي مهارتي تدريجياً بأعمال تخصني دون الرجوع إلى التقليد, ومن هنا بدأت الانطلاقة الأولى نحو الابتكار والتفنن والإتقان بالعمل حتى صرت ما أنا عليه, ولكن أغلب أعمالي لم تعد ملكاً لي ولكنها مع أناس آخرين. .. ماذا تعني لك الفنون الجميلة ؟ الفن الجميل بالنسبة لي بحر مليء بالدرر التي لم تكتشف بعد، وفي نفس الوقت جنة يتفيأ ظلالها من يعبر أبوابها، الفن الجميل فيه من المحاكاة مالم يتصورهُ العقل الإنساني، كطلب موسى لرؤية ربهِ، أو ليست الجنة منبع الجمال ...؟, أوليس الله جميل يحب الجمال.. هذا هو المعنى الحقيقي للفن الجميل. .. هل واجهاتك صعوبات وعقبات في بداية انخراطك في هذا المجال ...؟ كيف تم ذلك ؟ في الحقيقة ليس هناك مبدع أو إنسان لم يواجه صعوبات أو عقبات في مشواره الفني. واجهتني بعض الصعوبات خاصة في مجال النحت، ولذلك لعادات وتقاليد في المجتمع، حيث اعتقد البعض إنني أصنع تماثيل للعبادة، والبعض الآخر كان شديد اللهجة معي, لكني والحمد لله تجاوزت هذه المرحلة. .. كيف استطعت أن تجمع بين العديد من الملكات الفنية كالرسم والنحت والخط...الخ ...؟ قبل ما يقارب عشرين عاما وجدت نفسي بعد الاطلاع والقراءة أمارس عدة هوايات منها الخط والرسم والنحت والتشكيل ومشغولات يدوية أخرى، وأميل إلى كتابة الشعر العامي والفصيح، ولدي أكثر من ألف وثمانمائة قصيدة شعرية، ولي أيضاً مشاركات عديدة في الصحف والمجلات والإذاعات المحلية كإذاعة صنعاء “بريد المستمعين”. .. كيف تنظر إلى مستقبل الفنون الجميلة في تعز كعاصمة لثقافة وفي اليمن ككل...؟ في تعز في الحقيقة هناك قصور من الجهات المختصة وإذا استمر سيؤدي في النهاية إلى تلاشي المواهب واندثار المبدعين، وبالتالي سوف تخلف كارثة ثقافية وإبداعية لا يحمد عقبها، اليوم يا عزيزي الموهوب اليمني إذا خرج حدود البلاد وجد الله أمامهُ وفي طريقهُ. أما بالنسبة لليمن بشكل عام تجد الفتوى في الصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات في بيانات النعي، تجد الفنان حاضراً عند وفاتهُ. .. لا أطيل عليك ولكن هل من كلمة أخيرة تود قولها...؟ هناك قصور وعدم اهتمام بالمواهب ودعمها ورعايتها، فنرجو غاية الرجاء من الجهات المعنية لفت النظر إليها. أيضاً يا عزيزي هناك الكثير من الكلمات والعبارات التي أود الهروب منها مثلاً من يشاهد أعمالي أو يسمعها يقول لي: أنت موهبة إبداعية ولكن في اليمن ستظل هكذا, وهذا يصيبني أحياناً بالإحباط. أخيراً أشكر صحيفة الجمهورية على هذه اللفتة الرائعة وأنت أيضاً.