ما زلت عند رأيي أن مشكلة الشيخ أحمد صالح رئيس الاتحاد العام لكرة القدم “من أذنه” التي تسمع كل ما يقال لها، وخاصة من المقربين الذين جعلوا بينه وبين الإعلام ورؤساء الفروع وبعض مسؤولي وزارة الشباب والرياضة حجاباً مستوراً.. ولذلك فإني تفاءلت بالعيسي الجديد أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد صبيحة أول يوم في فترة ولايته الجديدة الذي قال فيه إننا سنفتح صفحة جديدة مع الإعلام.. ومؤتمر آخر عقده مع معالي وزير الشباب والرياضة وأكد أن العلاقة لابد أن تكون طيبة مع وزارة الشباب.. شخصياً أوافقه الرأي رغم أنني شكرت الفقر الذي وحّدهم في ذلك المؤتمر.. وبين مقربي العيسي وعمله لابد أن يكون هناك بعض التنازلات يقدمها الرجل إذا ما أراد ان يكون أفضل.. إما أن يغلب مصلحة العمل الاتحادي المؤسسي ويتجاهل المقربين ومع ذلك يستطيع أن يكون أفضل.. أو أنه يواصل على ذات المنوال وسيتلقى ذات النقد وسيكرر نفس أخطاء فترته السابقة.. وكما انتقذنا الاتحاد وعمله وإخفاقاته في فترات سابقة لابد أن نشيد بإنجازاته وانتظام عمله في الفترة الحالية.. ورغم أنها عادية في نظر الكثيري، لكن المتابع للحال الكروي في بلادنا يعرف أن هذا تقدم أفضل بكثير منذ قبل.. وهنا يمكن أن نصف إيجابيات اتحاد الكرة الجديد مع المطلوب منهم في المرحلة المقبلة.. يتفق الكثير من الناس أن الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم “رجل الإنسانية الأول” وله يد طولى في علاج ورعاية مهرجان اعتزال العديد من اللاعبين ليس أنور العديني أولهم ولا الثلاثة المصابون في حادث وفاة أوسام السيد ولا حتى توفيق عبدالجليل آخرهم.. والمطلوب من الشيخ أحمد العيسي نظير حبه للرياضة أن لا يخلق عداوات مع أحد سواء مع الإعلام الرياضي أو حتى مسؤولي بعض الأندية، فما الذي سيجنيه حين يختلف مع إحدى الصحف أو القنوات والتي ستحاول أن تنشر الوجه السيئ عن العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم. في اتحاد الكرة هناك اختلاف حقيقي بين السيد حميد شيباني أمين عام الاتحاد ومساعده لشؤون الإعلام.. أعتقد أنك تعرفه تماماً وتعرف تفاصيله، كان ثمنه غياب ممثلي وسائل الإعلام عن بطولة الخليج.. أعتقد أن الاتحاد غني عن مثل هكذا خلافات، فما الذي سيستفيده اتحاد الكرة من خلاف الاثنين داخل مبنى الجراف..؟! والمطلوب العمل على حل هذه المشكلة لأنها تسيء لك بالمقام الأول تبادل الاتهامات سرا وعلانية سيدفع ثمنها الاتحاد وحده وليس شيباني والخميسي. في الفترة السابقه دارت حرب “من تحت الرماد” بين الوزير ورئيس الاتحاد وصلت الى حد اتهام الوزير السابق معمر الإرياني للشيخ العيسي بتوفير وجبات الغذاء وكفالة المعتصمين أمام باب الوزارة، في الوقت الذي اتهم فيه الدكتور حميد شيباني وزارة الشباب للسعي الى عرقلة عمل الاتحاد وتم إيقاف الدوري أكثر من مرة بتهمة أن الوزارة لا تدفع المال.. وبين خلافات العيسي والإرياني انقسم الإعلام ما بين مدافع ومرافع عن الشيخ والوزير ليطلق السيد أحمد العيسي تصريحه الشهير “لا خوف.. طالما والبعض معنا والبعض ضدنا”، ولأن بعض الإعلامين أهانوا أنفسهم فإنها لم تؤثر بي هذه العبارة مطلقاً، خاصة بعد متابعتي لملف الخلاف.. والمطلوب من الشيخ العيسي في هذه المرحلة عدم إيجاد مشكلة مع الوزير الجديد خاصة وأن الشاب رأفت الأكحلي أبدى تفاعله الكبير مع كرة القدم على حساب الألعاب الأخرى.. شخصياً التقيت الوزير وطرحت عليه سؤال المبالغ المتأخرة والمختلف عليها.. وأبدى تجاوبه في حل كل المسائل العالقة. أختم رسالتي الى السيد الرئيس بطي صفحة الماضي وإصلاح الخلل في مبنى الجراف وإعادة المؤتمرات الصحيفة مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل لاطلاعنا على مستجدات الأوضاع والإنجازات، إضافه الى الدوام ولو مرة في الشهر على الأقل.. يذهب اليه اللاعبون للشكوى والجلوس معه، والاستفسار.. ياتيه المدربون لتقديم ملفاتهم.. وجوده مرة في الأسبوع أو مرتين في الشهر سيجعله يكتشف الكثير من المشاكل داخل مبنى الاتحاد قد يعمل على إصلاحها.. أعرف الكثير من اللاعبين والحكام والمدربين يشعرون بالذل والهوان وهم يذهبون الى فلة العيسي في موضوع رياضي يفترض أن يتم مناقشته في مكان رياضي.. ولا مشكلة أن يكون مدير مكتبه حلقة وصل بين الفلة والاتحاد.. وليس من الضروري أن من أراد قضاء حاجة يذهب الى الشيخ شخصياً، فإنجاز المعاملات تلقائياً من أساسيات العمل الاحترافي.. آخر ما يمكن أن اتحدث عنه أن أموال الحكام لابد أن تدفع لهم مع كل جولة، فأعتقد أن المبلغ ليس كبيراً ولا يستحق كل هذا التأخير، لأنك بإعطاء الحكم مستحقاته قبل أداء المباراة سيحسن من أدائه داخل الملعب والتجارب كثيرة والعكس من ذلك تماماً. أخيراً.. حين ننتقد فإننا ننتقد عملك لا شخصك.. وحين نشيد بك فإننا نشيد بإنجازاتك على أرض الواقع وعملك.. فشخصيتك تبقى هي الأجمل إنسانياً ونريدها الأفضل رياضياً وإدارياً.. أتذكر تلك اللحظة التي كنت في باص المنتخب والوزير يرقص وأنت تصفق فرحاً بالتعادل أمام منتخب قطر.. نحن نفرح مثلك في كل لقاء.. ووحدك من تستطيع زرع البسمة على وجوه الكثير من الناس من خلال استمرار النتائج الإيجابية للمنتخبات الوطنية.. وكفى