منذ اعتزال نجم المنتخبات الوطنية ونادي شعب إب الكابتن عبدالسلام الغرباني مطلع 2007م عجز العنيد عن إنجاب موسيقار بحجم ومواصفات المنقذ اليماني لسد الفراغ الشاغر، غير أن هذا النجم عاد إلى الرياضة وتحديداً كرة القدم من بوابة العمل الإداري، إذ عمل مديراً لمنتخب الشباب فور اعتزاله اللعب والآن مديراً لناديه الشعب الإبي.. الغرباني تحدث ل”ماتش” في هذا الحوار السريع عن أحوال “العنيد” وكرة القدم اليمنية عموماً.. * نرحب بك في صحيفة «ماتش».. أهلاً وسهلاً بكم أنا سعيد أن أكون ضيفاً على قراء صحيفة «ماتش».. * يعد شعب إب مدرسة للكرة اليمنية إلا أنه مرّ ويمر بحالات لا تسر من يعشق هذا النادي إذ نراه تارة في وضعه الطبيعي وأحياناً أخرى في تذبذب واضح.. ما سبب هذا التذبذب وكيف واجهته الإدارة؟ كما قلت أنت شعب إب مدرسة بل أكاديمية ومنجم لنجوم سابقة ولاحقة وكما تعرف فكل الفرق العالمية تمر بمراحل استقرار وأحياناً بمراحل صعبة ومستويات متذبذبة فعندما يحقق النادي بطولات فإن الأنظار تكون على لاعبيه فيبدأ اللاعبون بالانتقال للأندية الأخرى التي تبحث عن الأفضل في عالم الاحتراف ومن الصعب علينا إيجاد البديل المناسب وعمل توليفة في فترة قصيرة قد تطول لموسم أو موسمين بل وعدة مواسم، وهذه من الأسباب الرئيسية إلى جانب عدم الاستقرار الفني والإداري فتعرف عندما حقق الفريق بطولة 2012 رحل عن الفريق محمد فؤاد وناطق حزام ونجيب الحداد وأيمن الهاجري وجيمس ودينس ستة لاعبين وهم يلعبون للمنتخب الوطني فهذا مثل قريب يمر به شعب إب وكذلك السنوات التي قبل ذلك.. أما كيف واجهت الإدارة ذلك فقد عملت على اختيار أجهزة فنية وحاولت جلب لاعبين وتصعيد الشباب وهذا يحتاج إلى توفيق ووقت كافٍ لذلك وقد نفذت الإدارة طلب الجهاز هذا الموسم باختياره مجموعة من اللاعبين الذين تم استقطابهم إلى جانب اللاعبين الموجودين وتصعيد بعض شباب النادي. * لكنكم فشلتم في التعاقد مع مهاجم هداف يجيد اللمسة الأخيرة؟ تعرف أخي أن الاحتراف باليمن بالبخت والنصيب فمحترفونا أبو ألف أو ألفي دولار والسبب أنهم لا يلعبون لفرق كبيرة ودوريات كبيرة وتعرف بأن المشاركين في الدوريات الكبيرة أسعارهم مرتفعة لا يقل مقدم العقد عن خمسين أو مائة ألف دولار وهذا من الصعب إحضاره لأن ميزانية النادي لا تغطي قيمة مقدم العقد فقط، والمحترفون الذين يأتون إلى اليمن عبر علاقات فقط وسماسرة هم لاعبون عاديون ولو كانوا ممتازين لشاركوا في دوريات كبيرة كالسعودي أو القطري وخلافه.. وأما المحليون فإن أنديتهم لن تتركهم وحالياً أفضل اللاعبين لا يذهبون إلا إلى الأندية التي تدفع أكثر وهما ناديا الصقر أو الهلال.. إدارة العنيد بحثت وحاولت فتعاقدت مع العبيدي ومهيوب وتعرف حتى المحترف السابق جيمس حاولنا إبقاءه لكنه رفض لأنه حصل على عرض مغرٍ من نادٍ مصري. * شعب إب ربما يكون من أكثر الأندية تضرراً من هجرة النجوم في بداية كل موسم.. ما أسباب تلك الهجرة، وهل أخذت الإدارة هذا في حساباتها المستقبلية للحد من هذا الوضع؟ للأسف الشديد دخول دورينا عالم الاحتراف أضر بنادينا وحسان أبين خصوصاً مع وصول اللاعب سن 23 يحق له الانتقال لأي نادٍ وتعرف يحصل لاعبونا المتميزون على عروض وعندما نعطيهم نفس المبلغ وإنما يتأخر لشهر أو شهرين بسبب تأخر صرف المستحقات من الصندوق والوزارة واتحاد الكرة، وأيضاً المستأجرون لديهم عقود ويدفعون على مراحل فاللاعب يرى العرض من النادي الآخر أفضل لأنه يصرف له المبلغ كاش أفضل له وهذا ما يسبب انتقال أفضل لاعبي النادي وباالتالي قصمت هذه الانتقالات ظهر شعب إب المواسم الماضية.. وبالطبع هذا من حقهم ونحن لن نقف عثرة أمام مستقبلهم والسبب هنا ليس إدارياً كما يقول البعض وأنما الصعوبات المالية في نادينا وفي أغلب الأندية. * قيل إن هناك تدخلات من قبل الإدارة بعمل المدربين ممن تعاقبوا على تدريب الفريق؟ كلام غير صحيح وباستطاعتك أن تسأل المدربين الذين عملوا مع النادي وآخرهم الكابتن أحمد علي قاسم والكابتن وليد النزيلي والآن الكابتن مهداوي فالإداري يريد أن يحقق للنادي بطولة كما أن المدرب يريد أن يحقق بطولة وأن ترتفع بورصته في عالم التدريب وبالتالي لن يقبل الإداري أو المدرب التدخل كل يتم صلاحيات الآخر. * يقُال أن عادل عبدالجبار هو من يتحكم بالنادي مالياً وإدارياً وأنتم فقط مجرد “كومبارس” أو مسيرين بالريموت كنترول.. هل هذا صحيح؟ (يضحك).. ثم يقول: هذا غير صحيح إطلاقاً وأعتقد أن هذا الكلام صادر من الجهة التي لم يعجبها اختياره للأمانة العامة للنادي.. وكإداري أحب أن أوضح لك أننا نعاني من أزمة مالية فدعم الوزارة يأتي على دفع طوال السنة وكذلك من اتحاد الكرة ومن إيجارات النادي، الأمر الذي يجعلنا لن نستطيع الوفاء بالتزاماتنا.. وكما يعرف الجميع لدينا مسؤول مالي هو المختص بتسيير الأمور المالية ولا يتم الصرف إلا بمحضر اجتماع ولدينا أيضاً نظام محاسبي من زمان من أيام الإدارت السابقة وأنا أشكرهم على هذا النظام.. فلا تصدقوا مثل هكذا إشاعات. * هل ترى أن شعب إب قادر على العودة إلى منصات التتويج مع المدرب السوداني مهداوي؟ ولمَ لا.. الفرق الكبيرة باستطاعتها العودة متى توفرت العوامل المساعدة وأعتقد بأن الكابتن القدير مهداوي استطاع خلال فترة بسيطة استعادة روح الفريق التي افتقدها الموسم الماضي وهذا هو الأهم إضافة الى الثقة التي بدأت تظهر على جميع اللاعبين وهي السلاح الحقيقي للفترة القادمة وستحاول الإدارة دعم الفريق متى طلب الجهاز الفني ذلك ولن تقصر فهو أدرى بما يحتاجه الفريق لمرحلة الإياب لمواصلة المنافسة وحصد اللقب بإذن الله. * إخفاقات كثيرة ومتعددة أطاحت بالكرة اليمنية في العشر السنوات الماضية وهناك شريحة كبيرة من جماهير الكرة اليمنية تنسب تلك الإخفاقات إلى رئيس الاتحاد أحمد العيسي ويتهمونه بالتشبث بالكرسي حتى لو كان ذلك على حساب كرتنا اليمنية.. بحكم قربك من العيسي هل وجدت هذا الأمر موجودا فعلا في شخصية حاكم الكرة؟ لا أحد ينكر بأن هناك إخفاقات ولكن أن تصب في خانة معينة فهذا هو الخطأ بعينه أقولها مهما حاولنا ونحن على هذا الوضع لن نتقدم وسنظل نتفاوت في الإخفاقات يجب أن يكون لدينا دوري قوي لنتطور فإذا كان لدينا دوري قوي سيكون منتخبنا قويا والدوري القوي يحتاج إلى أندية قوية يجب أن تكون لأنديتنا مثل أندية العالم.. يا خلق الله كيف سنتطور وليس لدينا بنية تحتية وأكثر الأندية لا يوجد لديها ملعب يتدربون عليه.. ماذا تتوقع انظر الآن منتخبنا حقق نتائج رائعة في خليجي22 بالرياض مقارنة بالمشاركات السابقة فكيف سيعود لاعبو المنتخب إلى أنديتهم ليواصلوا إعداد أنفسهم لأقرب مشاركة مع المنتخب سيعودون إلى أنديتهم التي لا يوجد معها ملاعب ولا اهتمام ولا رعاية ولا استقرار ولا مباريات قوية ولا برنامج غذائي جيد وأيضا عدم اهتمام اللاعب بنفسه وبالتالي سرعان ما تنتهي موهبة ونجومية اللاعبين.. وبخصوص أن رئيس الاتحاد متمسك بكرسي الاتحاد هل هناك أصلاً من تقدم لمنافسته في الانتخابات حتى يترك الكرسي؟! وإذا فاز الرئيس الجديد هل سيكون داعماً للأندية مثل الرئيس السابق في ظل غياب دعم الوزارة والصندوق؟ والسؤال هنا لماذا لا تقوم الدولة بكامل واجبها؟ هل تصدق أخي جلال أن أحمد العيسي لا يقتصر دعمه فقط في كرة القدم بل يدعم أكثر من لعبة فنحن يدعمنا مثلاً في كرة السلة والطاولة والتايكواندو.. وإذا كان البديل أفضل من العيسي أتوقع أن الشيخ أحمد العيسي لن يترشح للاتحاد لكن دعمه للأندية سيستمر. * قلت إن الحكومة مقصرة تجاه الرياضة والرياضيين.. كيف نستطيع أن نجعلها تهتم بهذا الجانب المهم نحن كرياضيين؟ أصدقك القول لو عمل الرياضيون مهما عملوا لن ينفع إذا لم يكن هناك توجه حقيقي من قبلهم ومن قبل المجتمع بشكل عام حتى أنا وكوني رياضيا فضلت أن يواصل ابني التعليم أفضل من الرياضة لأنها لا تؤكل عيشاً.. يجب أن تكون هناك قناعة وتوجه وإيمان حقيقي في الدولة أن الرياضة أصبحت واجهة الشعوب لكي نرتقي إلى العالي. * ما سر العلاقة الحميمة بينك وبين رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي؟ أحمد العيسي قبل أن يكون رئيساً للاتحاد هو أخ وصديق وأحترمه كثيراً لأخلاقه العالية ويحب كل الناس حتى منتقديه وأعماله الإنسانية تجاه اللاعبين والأندية خير دليل. * كيف تقيم أداء منتخباتنا الوطنية وما هي السلبيات الموجودة في إدارة المنتخبات؟ أكيد كل عمل لديه بعض القصور ولكننا لاحظنا بأن هناك تحسنا كبيرا وللأسف كما قلت لك العوائق المالية تعيق أي أعمل، والسلبيات خارجة عن الإرادة وأهم العوامل المساعدة المال.. نتمنى من لجنة المنتخبات أن تتحرك إلى كل المحافظات مع الأجهزة الفنية للتنقيب عن اللاعبين وخاصة في الفئات العمرية لعدم وجود دوري لهم. * لاعب تتمنى وجوده في شعب إب.. ولماذا؟ عبدالواسع المطري ليشكل هجوما ضاربا خاصة بوجود أفضل صانع ألعاب حاليا قائد الفريق رضوان عبدالجبار. * لاعب يمني يستحق الاحتراف خارجياً؟ كل لاعبي المنتخب الوطني يستحقون الاحتراف الخارجي خصوصاً رضوان عبدالجبار وحسين غازي. * الإعلام الرياضي اليمني هل تراه مؤثراً ويؤدي دوره باحترافية؟ الإعلام الرياضي رغم المعاناة لكنه ينحت في الصخر ليؤدي دوره المطلوب ولكن المشكلة تكمن في العاطفة لدى بعض الإعلاميين فإذا ابتعدوا عن العاطفة سيكون حال الإعلام الرياضي أفضل بكثير وسيساعد بشكل كبير في تطور الرياضة. * في نهاية الحوار وقع على أقوالك بكلمة أخيرة.. أتمني وأسأل من الله تعالى أن يحفظ وطننا الغالي من كيد الخائنين وأن يعود الحب والوئام بين كافة أبناء الوطن.. مع أمنيتي أن نظفر بالبطولة هذا الموسم وشكراً لصحيفة «ماتش» المتميزة وشكر خاص لك على حواراتك الشيقة كما عودتنا.