يتساءل الكثير من المتابعين الرياضيين عن جدوى وجود فروع للاتحادات الرياضية في المحافظات وماذا قدمت للشباب خلال السنوات الماضية.. وبما أن الفروع في المحافظات تضفي الشرعية على الجمعية العمومية وتكون لقمة سائغة بيد رؤساء الاتحادات في فترة الانتخابات ما يجعل دورها كممثل ثانوي لا أكثر أو لاعب احتياط.. أكثر من ستة وعشرين اتحاداً تمتلك فروعاً في اثنتين وعشرين محافظة من محافظاتاليمن تكاد أنشطتها معدومة إن لم تكن تؤدي دوراً روتينياً كما هو الحال بفروع اتحاد القدم، وإذا ما استثنينا فرع اتحاد القدم بمحافظة عدن واتحاد البنجاك سيلات فرع تعز فإن الحال من بعضه ولا أحد أحسن من أحد وكل الاتحادات مرتاحة من عدم المطالبة وقلة المخاطبة ولسان الحال “جت منك يا بيت الله”.. أعترف أيضاً أن الكثير من الفروع للاتحادات أو على الأقل تسعين في المائة من الفروع لا تمتلك مقرات ولا تمتلك مخصصات شهرية، وهو ما يجعلها أقل نشاطاً وأكثر كسلاً ولكن هذا لا يعطيها مبرراً أنها لا تعمل طيلة العام.. كما أعترف بأن الكثير من رؤساء الاتحادات مصابون بمرض “النرجسية” ويقومون بعمل كل شيء وإن استضافت هذه المحافظة أو تلك فإن الاتحاد العام هو من يقوم بكل شيء ولا يترك للمحافظة وفرعه سوى شرف التنظيم، وهذا التسلط ولّد قناعة لدى الفروع أنه مهما كان استعداده فإن العمل في الأخير سيختصر على الشلة المقربة من رئيس الاتحاد.. وأقصد بذلك الاتحادات التي تقيم بطولات تجميعية وخاصة الألعاب الفردية والقتالية. • لكن بالمقابل أليس من العيب أن يتم انتخاب فرع ولمدة أربع سنوات أو تزيد ولا يقيم أية فعالية.. ولو حتى من باب جبر الخاطر أو ذر الرماد على عيون الحساد ومن غير المنطق أن يكون الاسم فخرياً وأن يكون وجودهم فقط لأجل أن يقال أننا نملك فروعاً في كذا وكذا محافظة. • بالأرقام الإدارة العامة للاتحادات والأندية أصدرت دليلاً تعريفياً يوضح عدد الاتحادات العاملة في اليمن وكذا عدد الفروع في كل محافظة وكان اتحادا القدم والرياضة للجميع يتصدران المشهد ونالا بالتساوي مناصفة المركز الأول بوجود اثنين وعشرين فرعا في مختلف محافظات الجمهورية وهو مؤشر إيجابي، ولكن يجب أن يتم طرح عدد من الأسئلة على اتحاد الرياضة للجميع ماذا أنجز فرعكم أو بالأصح ماذا قدمت فروعكم في صعدة والمهرة وريمة والمحويتوالجوفوذماروشبوةومأربولحج خلال السنة الماضيه ستجدون الإجابة المرة.. إنه ليس فقط السنة الماضية بل إنهم لم يقيموا من قبل أية فعالية. • في المركز الثاني من حيث الانتشار والتواجد في عدد أكثر من محافظات الجمهورية يأتي اتحاد ألعاب القوى واتحاد كرة الطائرة في المركز الثاني، حيث يتواجد واحد وعشرون فرعاً لكل اتحاد في إحدى وعشرين محافظة ونفس الحديث لابد أن يسري على هذين الاتحادين اللذين يقيمان بطولات متقطعة وموسمية ومضغوطة. • في المركز الثالث يحل وحيداً اتحاد المشاكل “الشطرنج” الذي كان يطلق عليه ذات يوم اتحاد الملوك، ولكن للأسف لم يعد الاسم يليق به بعد أن عصفت به المشاكل من كل مكان وتم تغيير الأمين العام أكثر من مرة ولاتزال الاتهامات تعصف به في كل وقت وحين.. اتحاد المشاكل يمتلك ثمانية عشر فرعاً وهو مؤشر جيد، ولكن السؤال: ماذا استفاد الاتحاد من هذه الفروع وماذا قدمت له الفروع..؟ • ومن حيث التواجد يحتل المركز الرابع بناء الأجسام وكرة اليد برصيد أربعه عشر توجداً في ثلاث عشرة محافظة وتواجدان في حضرموت، ورغم أن اتحاد اليد لم يقم أية بطولة خارج صنعاء إلا أن بناء الأجسام لم يقم بطولات حتى في صنعاء ويصنف هذا الاتحاد من الاتحادات الخاملة ويتعذر القائمون على الاتحاد بأن بناء لاعب مكلف جداً ومرهق مالياً وهو ما يجعل معسكرات المنتخبات الوطنية تستنزف الكثير من المال.. ومن حق الشارع الرياضي أن يقول لهم وماذا استفدنا من المنتخبات الوطنية وما هي إنجازات اللاعبين هؤلاء الذين يستنزفون ميزانية اتحاد بناء الأجسام أو على الأقل يستنزفون الكثير من ميزانية هذا الاتحاد.. أم أنه عذر لإخلاء العهدة والمسؤولية معاً..؟! • لكن في المركز الخامس التنافس على أشده حيث تتواجد خمسة اتحادات دفعة واحدة،حيث يتواجد كل من اتحاد السباحة والألعاب المائية واتحاد رياضة المرأة والكاراتيه والجمباز واتحاد السلة.. وإذا ما تم الحديث عن هذه الاتحادات بنوع من التفصيل فإن اتحاد السباحة لا يملك منشآت في العاصمة فكيف يمكن أن يكون له تواجد في المحافظات، وهنا اللوم ليس على الفروع بقدر ما هو على الاتحاد العام ووزارة الشباب والرياضة.. لكن اتحاد رياضة المرأة الاتحاد الذي يقيم كل بطولاته في العاصمة صنعاء ولم يكن هناك أي تواجد لأية فعالية خارج إطار العاصمة وصالة “نظمية”، لكن اتحادا الجمباز والكاراتيه يبدو أنهما أحسن حالاً من خلال المراكز المتواجدة في عدد قليل من المحافظات، لكن يعاب عليهما عدم التوسع وخاصة في الدورة الانتخابية الجديدة.. وبقي الحديث عن اتحاد السلة الذي يحاول أن يعاود نشاطه من جديد ولكن العلاقة بينه وبين الفروع ليست على ما يرام بحسب حديث أحد أعضاء لجانه العاملة. • في المركز السادس من حيث التواجد يحل وحيداً اتحاد “الثلاثة الختومات” الكونغ فو وهو من الاتحادات التي غيرت من شكلها في الانتخابات الماضية وجاءت بابن اللعبة محمد راوح بدلاً عن الرئيس السابق حمود عباد رئيس الاتحاد العربي.. ولكن سرعان ما تم انتشار الخلاف بين الأعضاء وكثرت الأقاويل والتسربيات حول هذا الاتحاد وفي الأخير ظهرت علينا الصحف بأن الاتحاد أصبح لديه أكثر من مسؤول مالي وأصبح للاتحاد ثلاثة اختام.. فإذا كان هذا حال الاتحاد العام فأعتقد أن حال الفروع أسوأ بكثير. • المركز السابع يحتله مناصفة اتحادا البلياردو والجودو بتسعة فروع، وقد استطاع اتحاد الجودو خلال الفترة الماضية أن يكون من الاتحادات المميزة ولكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة تراجع كثيراً وأصبح في مصاف الاتحادات المتأخرة، ووصل به الحال الى أن يقوم بتجميع بعض اللاعبين وتزوير اسم نادٍ وأطلق عليه اسم الاتحاد وهو استمرار لمسلسل العبث من قبل وزارة الشباب وعدم الرقابة الحقيقية.. ويعرف عن نعمان شاهر الرئيس العام للاتحاد أنه من الشخصيات المتسلطة ولا يوجد حتى رأي لأعضاء الاتحاد فما بالك بالفروع.. أما البلياردو فإنه خلال السنوات الماضية خفف من نشاطه واستطاع أن يوجد صالة جميلة تابعة للاتحاد ولا يوجد أي أثر حقيقي لفروعه في المحافظات..!! • أما المراكز الأخيرة يأتي في المركز الثامن تنس الميدان الذي لا يمتلك ملاعب سوى في محافظتين هما صنعاءوعدن، وفي المركز التاسع رفع الأثقال وهو من الاتحادات الخاملة كثيراً ونادراً ما ينشط وحين انتهى موسم 2014 لم يقم سوى بطولة واحدة بحسب أحد أعضاء الاتحاد العام. • وفي المركز العاشر قبل الأخير تتواجد كل من اتحادات البوكسنج والمبارزة والبنجاك سيلات.. ويلاحظ أن البوكسنج يمتلك ستة فروع، ولكن عدم وجود مخصص مالي موازٍ للاتحادات الأخرى جعل الاتحاد العام لا يستطيع إقامة كل بطولاته والحال أسوأ بكثير في الفروع.. أما اتحاد المبارزة فهو اتحاد غير شرعي ولم تقم فيه انتخابات ولكن وجود الشريف حسين كوكيل للوزارة ساعده أن يجعل الاتحاد حياً ويستمر ويتواجد الاتحاد في ست محافظات، ولكن محافظة ذمار فقط من حظيت بشرف تنظيم إحدى بطولات الاتحاد.. أما البنجاك سيلات فإن أنشط فروعه هو فرع تعز. • في المركز الأخير يقع اتحاد الرماية والذي لا يوجد معه سوى فرع واحد في أمانة العاصمة، والمركز بعد الأخير لصالح الاتحاد العام للفروسية الذي يعمل بدون فروع. ختاماً.. وبالأرقام هناك ثلاثمائة وسبعة عشر فرعاً لستة وعشرين اتحادا ويبدو أن أمانة العاصمة تحظى بنصيب الأسد وبالعلامة الكاملة وأربعة عشر فرعاً في صنعاء وثلاثة وعشرين فرعاً في تعز ومثلها في عدن وسبعة عشر فرعاً في سيئون وعشرين فرعاً في كل من محافظة إبوسيئون مقابل اثني عشر فرعاً في أبين وحجة وعمران وستة عشر فرعاً في لحج وخمسة فروع في صعدة وأربعة عشر فرعاً في كل من شبوة والبيضاء وتسعة فروع في الضالع وثمانية عشر في المحويت وعشرة فروع في مأرب وأربعة في الجوف وخمسة في المهرة وثلاثة فروع فقط في ريمة. - قدم عدن وبنجاك سيلات تعز.. الاستثناء إذا ما تم تقييم عمل الفروع خلال العام الماضي فإنني بلا تردد سأختار فقط اتحاد فرع كرة القدم بمحافظة عدن أن يكون فرع العام أو الأفضل خلال العام، فهذا الفرع استطاع أن يقيم كل بطولاته للفئات العمرية، إضافه إلى تنظيم العديد من الدورات التدريبية والتنشيطية وهو ما يجعل هذا الاتحاد الأول، ولم يعتمد على الأموال التي تأتيه من اتحاد الجراف ولكنه في كثير من الأوقات كان يقيم البطولات برعاية تجارية.. وكذلك الحال باتحاد البنجاك سيلات في تعز الذي يقيم بطولات سنوية منتظمة.. وغير هذين الفرعين سلموا لي عليهم.
