لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال "البلد في المجهول"    سان جيرمان يتوصل لاتفاق مع بديل دوناروما    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    شباب الغضب يحمل العسكرية الأولى مسؤولية القمع في تريم    وزير التجارة يكشف في حوار مع "الصحوة" إجراءات إنعاش الريال ويعلن عن حدث اقتصادي مرتقب    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    قبيل مشاركته بكأس الخليج.. التعديلات الجديدة في قانون التحكيم الرياضي بمحاضرة توعوية لمنتخب الشباب    مجلس القضاء: المطالبة بتحسين الأوضاع ليس مبررا لتعطيل العمل بالمحاكم    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    ترتيبات لاقامة مهرجان زراعي في اب    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    مهما كانت الاجواء: السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع غدًا    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الرئيس الزُبيدي يطّلع من وزير النفط على جهود تشغيل مصافي عدن وتأمين وقود الكهرباء    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    حتى لا يحتضر السياسي الاعلى كما احتضر البرلمان    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس لجنة الكرة النسوية في اتحاد الكرة ل«ماتش»:
أوضاعنا تحتم علينا إخراج فتياتنا من الضغوط الاجتماعية والنفسية إلى الأريحية من خلال ممارسة كرة القدم
نشر في الجمهورية يوم 07 - 02 - 2015

قطعت الرياضة اليمنية النسوية شوطا لا بأس به رغم كل الظروف المحبطة في البلد، و الأعراف المقيدة.. وفي كثير من ألعاب الظل، تحقق اللاعبات اليمنية إنجازات محلية مرموقة ومشاركات خارجية تثير الدهشة والإعجاب أمام مجتمع عربى يتوقع أن المرأة اليمنية مازالت مكبلة بعادات القبيلة..
وبعد سنوات على اقتصار الرياضة النسوية بألعاب الشطرنج والطاولة وغيرها من ألعاب الظل التي تقام داخل صالات مغلقة، بدأت الفتيات اليمنيات باقتحام ألعاب أخرى مثل «ألعاب القوى»، لكن المفاجأة الكبرى ستكون باقتحام اليمنيات لكرة القدم، والتساوي بالرجال في كل الألعاب..
والآن، يبدو أن الكرة النسوية اليوم باتت قاب قوسين أو أدنى من البعث، وقبيل هذا البعث في هذا الوقت الأشبه بالواقعة، يتساءل المهتمون أنّى سيكون لها نجاح، ولم يسبق أن قد تحقق ذلك لكرة الرجال؟ ثم من أين ستُمَول طالما تشكي الفقر كرة الرجال؟ وهل يا ترى سيتقبل المجتمع اليمني المحافظ رياضة شعبية ككرة القدم خاصة بالمرأة..؟
كل هذا وغيره تجيب عنه في هذا الحوار «صفاء عبدالله الشعوبي» رئيس لجنة الكرة النسوية في اتحاد الكرة، فإلى التفاصيل:
* لطالما فكرة ممارسة رياضة كرة القدم النسوية في اليمن مولودة منذ وقت سابق, لكنها لم تنفذ على أرض الواقع.. سؤالي هو لماذا أتيتم في هذا الوقت تحديداً، ولمَ تأخرت ممارسة اللعبة بعكس بقية الألعاب النسائية الأخرى، وما الذي تطمحون من خلال هذه الرياضة؟
في البداية أشكر صحيفة «ماتش» على هذا الحوار الخاص, والتي عودتنا دائماً حضورها في كل مناسبة وحدث أياً كان مجاله.. وفكرة اللعبة في “اليمن” معروفة عربياً ودولياً, ولكن تأخر نشاطها بسبب الأوضاع المتدهورة, وصحيح أن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية مازالت متردية؛ لكن ما ألفناه وتعودنا عليه من الرياضة أنها وحدت الصفوف وقربت القلوب بين أبناء هذا البلد, ولهذا نحن نرمي من خلال هذه الرياضة النسائية إلى إبراز اهتماماتنا بالنوع الاجتماعي والاندماج والتكامل الاجتماعي وصنع السلام والتنمية, وكذا العمل على التثقيف الرياضي النسوي في المدارس, والمساعدة على توفير بيئة صحية وتربوية جيدة للفتيات المشاركات في هذه الرياضة الكروية, بالإضافة إلى المشاركة في المؤتمرات الخاصة برياضة المرأة والحملات التوعوية لاسيما العمل مع المنظمات النسائية.
كرة قدم خماسية
* حدثيني عن نوعية رياضة كرة القدم التي سنشهدها من فتيات بلادنا، وهل سنرى منتخباً وطنياً يشارك خارجياً؟
نحن نطمح مستقبلاً للوصول إلى رياضة كرة القدم النسوية المعروفة عالمياً ككرة قدم الرجال, ورياضتنا التي سننفذها حالياً هي كرة القدم الخماسية التي تعرف أيضا بكرة القدم داخل الصالات وهي لعبة رياضية مشابهة لكرة القدم المعروفة، ولكنها تقام داخل صالات رياضية معدة لهذه الرياضة, وهذه اللعبة معترف بها من قبل “الفيفا”، وتقام بطولة العالم لكرة القدم داخل الصالات بواسطتها منذ عام 1989م, وتتألف اللعبة من فريقين، لكل منهما خمسة لاعبين، من بينهم حارس مرمى لكل فريق, بالإضافة إلى أن للفرق لاعبين احتياطيين إضافيين, ويتم تخطيط الصالة مثل لعبة كرة القدم, وتكون الكرة المستعملة في اللعبة أثقل وأصغر من كرة القدم العادية، كي يسمح ذلك بتحكم أكبر مثل التهديف والتمرير.. أما عن تشكيل منتخب وطني لهذه الرياضة فهذا صعب حالياً, نظراً لعدم توفر لاعبات قويات البدن وذات خبرة, وبدايتنا هي باستهداف الفئة العمرية في المدارس ما دون 12 سنة, لإقامة من خلال ذلك بطولة دوري مدرسي محلي, وبعد ذلك سنشكل منتخب ناشئات.
لجنة نسوية
* هل أنتم اتحاد نسوي مستقل لكرة القدم, أم تتبعون اتحاد المرأة للرياضة في “اليمن”؟
بالمناسبة لم نشهد ممارسة رياضة كرة قدم نسوية بشكل جدي في اليمن حتى الآن, رغم وجود ألعاب نسوية أخرى ككرة اليد والسلة والطائرة التي تمارس من خلال اتحاد رياضة المرأة, ولهذا أُوجدنا كلجنة من لجان الاتحاد اليمني لكرة القدم الرجالية, لكن مختصة بالنشاط النسائي, وليس لنا أية صلة باتحاد المرأة, وكما تعلم فقد أصدر الاتحاد العام لكرة القدم في 20 ديسمبر من العام الفائت قرار رقم (3) قضى بتشكيل اللجان العاملة بالاتحاد وعددها (17) لجنة عاملة ومنظمة للعبة، ومن ضمنها لجنة الكرة النسوية, والتي تتكون من خمسة أعضاء (رئيس, نائب, مدير فني, عضوين).
مخرجات كلية التربية الرياضية
* على أي أساس تم اختياركن في هذه اللجنة؟
طبعاً الاتحاد العام للكرة قام بتشكيل لجنتنا, بعد ترشحينا من قبل كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء, وتمت الموافقة على الأسماء المطروحة من قبل الأمانة العامة للاتحاد, لنقوم بترتيب وتنفيذ هذا العمل.. وأنوه في هذه المناسبة بأننا أعضاء اللجنة, جميعنا سيدات وأكاديميات، أي مدرسات ومعيدات في كلية التربية الرياضية, باستثناء المشرف الفني للاتحاد من “أثيوبيا” والذي ساعدنا في رسم الخطة, وهذه الخطوة برأيي صحيحة تحسب لاتحاد كرة القدم, كونه عندما تأخذ أكاديميين متخصصين لفعل شيء معين, ستكون المخرجات أفضل, ونحن هنا إذ نسلط الضوء على أهمية اللجنة تنظيماً ودعماً ومساندة لمشاركة المرأة اليمنية في المجال الرياضي الكروي, والذي من شأنه أن يحقق من ممارستها للنشاط توسيع نطاق الممارسة وتنمية وتطوير رياضة المرأة في المجتمع بما يتواءم مع تطلعات الدولة الإنمائية والتغيرات العالمية في هيكلة المؤسسات الرياضية, كإنشاء أول قسم يهتم بنشاط الفتيات (الفنية والثقافية والرياضية) في إطار القيم الإسلامية والعادات والتقاليد “اليمنية”.
دعم متواضع ومباركة خارجية
* ما مدى الدعم الذي تحظون به من قبل الاتحاد العام للكرة في ظل الأزمة المالية التي تعيشها الاتحادات والتي تتهم بتبذير الأموال هنا وهناك لإخلاء عهدها، وهل لديكم دعم خارجي؟
إذا كانت البلاد بأكملها تعاني من أزمة مالية فذلك بكل تأكيد سينعكس على الاتحادات, وهذا ما يعانيه اتحاد القدم, أما دعمنا فهو بسيط ويأتي من اتحاد كرة القدم فقط, وأملنا في الخطوات المقبلة أن نحظى بدعم من وزارة الشباب والرياضة والتعليم, وعما إذا كان لدينا دعم خارجي فسيكون عبر الاتحاد اليمني, لكننا بكل تأكيد حظينا بدعم معنوي ومباركة بعد تشكيل لجنتنا وذلك من قبل اتحاد غرب آسيا, وبالمناسبة يكفينا موافقة الاتحاد الدولي لكر القدم “الفيفا” على تنفيذ نشاطنا وفقاً لضوابطنا الشرعية الإسلامية, وذلك بارتداء لاعباتنا الزي الشرعي المتواكب مع المشاركات الخارجية, كما هو بقية الدول العربية والإسلامية.
دوري مدرسي
* ما طبيعة البرنامج أو النشاط الذي ستنفذونه خلال هذا العام، وأين تجدون أنفسكم الآن؟
نحن الآن نبدأ بوضع اللبنات الأولى لهذه اللعبة, فكما تعلم لم يسبق أن شهدنا نشاطا خاصا برياضة كرة القدم النسوية, ولهذا عملنا ليس بالأمر السهل لخلق فرق مدرسية مؤهلة ما دون سن 12عاما, وأوضح لك بأن خطتنا اكتملت من الناحية النظرية, وبدأنا عملياً بالنزول الميداني لبعض المدارس, في “صنعاء وعدن” وقررنا اختيار مدرستين من كل مديرية في المحافظتين السابقتين, كي تشاركا في الدوري المدرسي المحلي لهذا العام والذي سيلعب بنظام المجموعات بخروج المغلوب.. أما عن المرحلة القادمة فسنقيم في مارس المقبل مهرجانا تدشينيا للبطولة في العاصمة, وذلك بعد الانتهاء من قيامنا بدورات تنشيطية وتوعية لطالبات المدارس في “صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة”, وكذلك دورات تأهيلية لمختصات الأنشطة بالمدارس في مجال الإدارة والتحكيم والتدريب, بالإضافة إلى إقامة الندوات وورش العمل واللقاءات الدورية للجهات ذات العلاقة بتطوير الرياضة الكروية النسائية (منظمات محلية - وسائل إعلام - قيادات مجتمعية), كل ذلك سيكون مع زيادة النظر في زيادة مشاركة الفتيات بأكثر من مركز في محافظات الجمهورية, لما من شأنه خلق حراك رياضي نسائي متواصل ومشجع للمشاركة والتنافس في إطار المدارس المستهدفة في محافظتي المرحلة الأولى.
الدعوة مفتوحة
* هل هناك آليات معينة لاختيار المدارس المشاركة في الدوري، وما نوعية الدعم الذي ستقدمونه للفرق المدرسية؟
رغم استهدافنا لجميع مديريات الجمهورية, من خلال تواصلنا مع مسؤولات الأنشطة في المدارس, لكننا قررنا في بادئ الأمر مشاركة مدرستين فعالتين من كل مديرية بحيث نضمن مشاركتهن بنشاط الدوري المدرسي, والدعوة مفتوحة طبعاً لكل مدارس الجمهورية بحسب من عنده استعداد, وأعطينا تعميما للكل بذلك.. أما بخصوص دعمنا للمدارس المستهدفة سننزل إليها الشهر المقبل لدعمها ب”كرات قدم, شباك, ملابس رياضية, تخطيط الملاعب, تذاكر التنقل بين المديريات والمحافظات, مواصلات, نثريات أساسية”, والاتحاد طبعاً من سيتكفل بذلك وقد وضع ميزانية معينة لكل مدرسة مشاركة, ولزيادة هذا الدعم نحن بصدد عمل لقاء مع المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم في فبراير الجاري, كونهم من سيفتحون لنا الطريق.
وفق ضوابط شرعية
* هل أخذتم في عين الاعتبار طبيعة الملاعب ولباس اللاعبات ونوعية لجان تحكيم البطولة, كي يتقبل المجتمع “اليمني” المعروف بتمسكه للعادات والتقاليد فكرة ممارسة كرة قدم نسوية؟
هذه نقطة مهمة جداً للتحدث عنها, وسأعيد ذكرها كما أسلفت لك, إذ نحن نؤكد أننا كمجتمع محافظ حريصون وملتزمون بالضوابط الشرعية الإسلامية وبالعادات والتقاليد التي جاء بها الإسلام, فعناصر التدريب والتحكيم للفرق مكونة من كادر نسائي بحت ولا يوجد لأي عنصر ذكوري في اللعبة, وحتى نكون شفافين مع الآخرين نوضح بأنه لن يبدأ الدوري إلا بعد عمل دورة تدريبية للمدربات والكادر التحكيمي النسائي, وبخصوص زي ومظهر اللاعبات فسيتمثل بارتداء الحجاب وفانيلة ذات أكمام طويلة وكذلك سروال طويل, وهذا ما وافق عليه اتحاد “الفيفا” لكرة القدم, كوننا دولة إسلامية, أما المباريات فستقام في الصالات المغلقة وهي متوفرة لدينا, ويتم حالياً تجهيز صالة خاصة باللعبة في المدينة الرياضية “بأمانة العاصمة”.
قلة وعي
* ثمة الكثير من الانتقادات المعارضة لنشاطكم من قبل وسائل الإعلام, ما أسبابها؟
مع أن نساء بلادنا بحاجة كبيرة إلى ممارسة الرياضية, إلا أن أغلب الإعلاميين الرياضيين في الداخل استبقوا الأحداث وبادروا بانتقادنا بشكل واسع, ويعزى ذلك إلى قلة وعيهم بالتربية الرياضية أو الثقافة الرياضية النسائية, ولو أدرك المنتقدون مفهوم الثقافة الرياضة أعتقد بأن انتقاداتهم ستكون بناءة وصحيحة، ولن أخفيك نحن نطمح مستقبلاً لإنشاء منتخب وطني يشارك خارجياً, لكن كما ذكرت لك سلفاً في إطار الالتزام بضوابط الشريعة الإسلامية كي نتلاشى أخطاء نحن في غنى عنها, ولهذا كنا منذ البداية قد وضعنا في حسابنا هذا الأمر, مدركين بأننا سنتعرض للانتقاد من المجتمع الذكوري الذي تعودنا منه المعارضة لأي شيء جديد للمرأة.
إخراجهن من الضغوط
* هل تعتقدين أن القائمين على الطالبات أو أولياء أمورهن سيوافقون على إرسال فتياتهن إلى “العاصمة” أو “عدن” من أجل ممارسة كرة القدم، وما مدى تفاعل المدارس معكم في ذلك؟
أوضاعنا الراهنة تحتم علينا إخراج فتياتنا من الضغوط الاجتماعية والنفسية إلى الأريحية من خلال ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم, ولذلك كنا قد زودنا المدارس بأنشطة توعوية وثقافية بأبسط الوسائل الممكنة, وإلى المناطق التي رأينا بأنهم سيتعاونون معنا في ذلك, بعيداً عن الاحتكاكات وإثارة المشاكل.. ومن هذا المتناول تحديداً أود الإشارة إلى نقطة مهمة مفادها أن مجتمعنا لديه عادات وتقاليد تنهك الفتاة وتستهلك عمرها بسرعة - نفسياً وبدنياً -, وديننا الحنيف أشار إلى وجوب ممارسة المرأة للرياضة, والرسول صلى الله وعليه وسلم كان يمارس الجري والسباق مع أم المؤمنين “عائشة” رضي الله عنها, ولهذا فإن ممارسة المرأة للرياضة, خير لها من تعاطي القات مثلاً أو شيء من هذا القبيل, وللعلم فقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة مفيدة للإنسان صحياً ونفسياً وذهنياً وبدنياً, وحتى اجتماعياً كحدها من الزواج المبكر مثلاً أو التوقف عن التعليم بمراحل مبكرة وغير ذلك.
التقارب بين أبناء الوطن الواحد
* هل نستطيع القول أن ما ذكرتيه آنفاً هو ما تهدفون إليه من خلال نشاطكم الكروي؟
نعم بالفعل.. أضف إلى ذلك أن فتيات الوطن يتطلعن إلى رياضة كروية واعدة في إطار هذه اللجنة التي تعتبر بذرة خير وبادرة أمل للرياضة النسائية في “الجمهورية اليمنية”, والرياضة ستتيح للاعبات في المحافظات الالتقاء والانسجام والتعرف على بعض من خلال المباريات, بعيداً عن أية تحزبات سياسية, وكذلك ستولد التقارب بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يلاحظ بين الذكور وما سيتم أيضاً بين الإناث “إن شاء الله”.. ولهذا تستطيع القول أن الرياضة نشاط إنساني ذات أبعاد ثقافية واجتماعية تتم ممارستها بطريقة تتسم بالعدالة والتكافؤ الاجتماعي, وتهدف إلى تنمية المجتمع وتقوية روابط الصداقة بين الدول وتساهم في عمليات الاندماج الاجتماعي, كما أنها تعطي الفرصة للأفراد لتنمية الجوانب المعرفية والصحية والنفسية وتطوير القدرات البدنية والمهارات.
أكثر شعبية
* إذا كنا لم نشهد نجاحا ملموسا قدمته كرة القدم الرجالية، كيف ستحققون ذلك، وما أبرز التحديات التي تواجهكم؟
اللاعبون “اليمنيون” يتطورون باستمرار في الملاعب وهذا ما لوحظ في الفترة الأخيرة, ثم لا يعني أن تواضع مستوى كرة القدم الرجالية سيمنعنا من المضي قدماً!! فالمرأة ليست كالرجل والعكس, وبإذن الله سننجح وسنصل إلى أعلى قمة, وطالما نحن مؤمنون بالفكرة سنصنع المستحيل, وأي شخص يلتحق برياضة معينة من صغره, يصبح طموحه بعد ذلك أن يكون بطلاً للعالم, فإلى الآن والحمدلله لم نجد أية تحديات في طريقنا سوى استصعاب إقناع المجتمع بفكرة ممارسة المرأة للرياضة, وستتبسط الأمور طالما نسير على خطة مرسومة بعناية وطالما ساهم الإعلام في نشر الوعي بين المجتمع وهو الأساس, ونجاحنا مرهون بتعاون وزيري التربية والرياضة في الحكومة القادمة معنا, واللذين نناشدهما عبر صحيفة “ماتش” بأن يساويا إقامة أنشطة كرة القدم النسائية في المستقبل القريب, ببقية الأنشطة الموجودة الأخرى كالسلة والطائرة واليد وغيرها, وأن يولياها اهتماماً خاصاً كونها الرياضة الأولى والأكثر شعبيةً في العالم.
مفاجآت قادمة
* شيء ما تودين إضافته؟
أشكرك وصحيفة «ماتش» مجدداً على هذا الحوار الهادف, وأشكر قيادة الاتحاد ممثلة بالشيخ العيسي - رئيس الاتحاد - ونائبيه, وكذلك الدكتور حميد الشيباني - أمين عام الاتحاد - لدعمنا وإعطائنا الثقة, وسنكون عند حسن ظن الجميع, كما أشكر جميع أعضاء لجنتي وبالأخص المدير الفني للجنة الأثيوبي “أبراهام مبراتو” والذي وقف معنا في إعداد خطة هذا العام, وأتمنى في الأخير تعاون الجميع معنا كي ننجح في وضع اللبنات الأولى وإشهار كرة القدم النسائية, وتقبلها من المجتمع بشكل مشرف ومتميز ومواكب للعادات والتقاليد والضوابط الشرعية الإسلامية في “الجمهورية اليمنية”, وأُبشر الجميع من هنا بأنهم سيشاهدون لاعبات كرة قدم مبدعات وموهوبات في القريب العاجل, وهذا ما لاحظناه داخل مدراس “الجمهورية”, والأيام القادمة ستحمل للجمهور الكثير من المفاجآت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.