أكد أستاذ الفنون الجميلة منصور قائد الصانع أن الجمال سر من أسرار القدرة الإلهية ودليل عليها وهو يدرك بالحس والقلب. وأضاف في محاضرة ألقاها أمس في مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز بعنوان «التربية الجمالية وأثرها في السلوك المجتمعي» أن اختلاف الناس في ماهية الجمال هو اختلاف في الأذواق والمشارب، وإن اختلفت مقاييس الجمال ومعاييره باختلاف الأمم والشعوب، فلا يكاد يكون هناك عضو من أعضاء هذا الكون إلا وأودع معنى من معاني الجمال أو نسب إليه عنصر من عناصر الجاذبية.. واستعرض الصانع في المحاضرة مفهوم التربية الجمالية من حيث وظائفها وأهدافها وأهميتها في الحياة البشرية، منوهاً أن الإحساس بالجمال قديم قدم الوجود البشري ويتضح ذلك في الرسومات والزخارف التي تزخر بها الكهوف والآثار العمرانية للحضارات القديمة.. وتناول المحاضر اهتمام الفلاسفة بالجمال على مر العصور من خلال إنشاء فرع في الفلسفة يسمى علم الجمال، كما نشأ في علم النفس فرع مستقل أطلقوا عليه سيكولوجية الجمال، وأوضح المحاضر أن الإسلام كمنهج تربوي يحث على تهذيب النفوس بجمالية الوجود. من جانبه أشار فيصل سعيد فارع، المدير العام لمؤسسة السعيد إلى أن التربية الجمالية تعني في الوقت الحاضر بتنمية ذوق الإنسان وتنشئته على الجمال وتقديره في كل مظاهرة، وأن تربية الذوق خير ما يقدم إلى الناشئ حتى من ناحية تقويم أخلاقه لما له من دور في تهذيب النفوس وتهدئة الأعصاب من الاضطراب.