ممثّل ومُخرج مسرحي معروف؛ يُعتبر من نجوم الصف الأول في الدراما اليمنية، قام ببطولة العديد من المسلسلات اليمنية التي لاقت إعجاباً كبيراً عند الجمهور؛ إلا أنه ركّز نشاطه في السنوات الأخيرة على الإخراج؛ بدأ مشواره الفني منذ أيام طفولته وكانت بدايته عام 1974م من خلال إعلان الجرائد عن حاجة المسرح الوطني لكوادر جديدة، وقد تقدّم إلى الامتحان ضمن 275 متقدّماً؛ ودهش دهشة كبيرة عندما حظي بفرصة النجاح ضمن 15 ناجحاً، وهي مسألة آنذاك لم تكن سهلة؛ لكن اللجنة لمست بذرة الموهبة الموجودة في داخله، له الكثير من الأعمال المسرحية تمثيلاً وإخراجاً من قديمها مسرحية «الجرّة والمعلّم» مع الفناّنة الراحلة مديحة الحيدري، كما أن له الكثير من المسلسلات الإذاعية. النجم نبيل حزام ضيف «ألوان» في حوار جميل تحدّث فيه عن المسرح والإخراج وعلاقته الجميلة بهما خلال 42 عاماً.. .. ما الذي يفعله الفنّان نبيل حزام هذه الأيام..؟. لا شيء سوى التوجُّس والقلق على حال البلد، والخوف الدائم على مستقبل أجيالنا؛ عدا ذلك فنحن في حالة ركود قاتلة. .. مؤخّراً اتجهت للإخراج المسرحي، ما الذي دفعك إلى المسرح، ومَنْْ الشخصية المسرحية التي تأثّرت بها..؟. اتّجهت في السنوات الأخيرة إلى الإخراج التلفزيوني وليس المسرحي؛ لكن مجبراً بحكم طبيعة عملي كمدير عام تنفيذي لشركة إنتاج قطاع خاص، أما المسرح فهو حالة عشق دائمة بالنسبة لي، حتى لو انقطعت عنه كل هذه السنوات؛ لأنني أصلاً تربّيت في كواليسه وتتلمذت في كنف روّاده وتشرّبت ونهلت الكثير من مدارسه وعشت وأدمنت لحظات إبهاره، ومن الشخصيات الرائدة والمؤثّرة في المسرح العربي العظيم زكي طليمات. .. كيف تعلّمت أصول التمثيل والإخراج، هل من الدراسة الأكاديمية أم من الخبرة والممارسة..؟!. لابد أولاً من وجود الموهبة التي خلقها ربنا، ومن ثم تأتي عملية الصقل من خلال الممارسة العملية لفن المسرح، وأيضاً مخزون كبير من التجارب القيّمة، ترافق كل ذلك دورات تدريبية مكثّفة وإن أتيحت الفرصة لدراسات أكاديمية تؤهّل صاحب هذه الموهبة، وأنا بفضل الله توافرت لي كل هذه الظروف منذ أن التحقت بهذا المجال؛ حضرت العديد من الدورات المتتالية والمكثّفة، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية ذات القيمة الفكرية والفنية العالية، إضافة إلى حصولي على دبلوم فنون مسرحية ثلاث سنوات بتقدير جيّد جدّاً، ودبلوم تمثيل وإخراج مسرحي أربع سنوات بتقدير امتياز، إضافة إلى مجموعة من الدورات التدريبية في أكثر من قطر عربي، تونس، سوريا، بغداد، القاهرة. .. حدّثنا عن أعمالك المسرحية تمثيلاً وإخراجاً، وعن أفضلها في رأيك التي تركت أثراً طيّباً في جمهورك..؟. أعمالي المسرحية تمثيلاً تجاوزت المئة وعشرة أعمال مسرحية احترافية خلال 40 عاماً، حصلت في بعضها على جوائز أفضل ممثل، وترشّحت للجائزة عن البعض الآخر، شاركت بالعديد منها في مهرجانات مسرحية عربية ودولية في كل مهرجانات الوطن العربي، أهم هذه الأعمال مسرحية «الحمار والمرأة» مسرحية «وفاء» مسرحية «القلاصات» أما الإخراج المسرحي؛ فلا أدّعي هذا المرض الذي يدّعيه كثيرون من الدخلاء على المهنة؛ لكني ورغم تجربتي الطويلة أعتبر نفسي متطفّلاً عليه؛ لذلك لم أقدّم تجارب إخراجية إلا القليل من أهمها مسرحية «ضاعت الصعبة» ومسرحية «القشاش» والكثير من المسرحيات التي تُعنى بقضايا الصّحة وقضايا الطفولة. .. يرى بعض النقّاد أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح فألقتهما في الظل، ما رأيك..؟!. أولاً لا توجد سينما ولا دور عرض ولا كإنتاج، فني ثانياً إن كنتِ تقصدين على المستوى المحلّي؛ فأين تلك الدراما الاحترافية المبهرة التي يمكن لها أن تحتل مكانة مجتمعية كبيرة؛ وبالتالي تستطيع فعلاً أن تهمّش دور الفنون من حولها، للأسف أعمالنا الدرامية موسمية جدّاً ولا تحظى بالمال والتحضير الذي يخدم العمل فنّياً وإنتاجياً، وبالتالي تصبح الحصيلة أعمالاً درامية هزيلة لا ترتقي بذوق المشاهد والمتلقّي أمام ما يقدّم من أعمال عظيمة من خلال الفضائيات، أما المسرح فهو أبو الفنون؛ فقط لو توافر المناخ الصحّي ووجد النص والمادة الأدبية القيّمة، والكاست أو الچروب العاشق لهذا الفن للوصول إلى تجربة مسرحية احترافية سيكون منافساً قوياً وله حضوره الخاص من قبل الجمهور المتعطش دائماً إلى الأعمال المسرحية التي يرى نفسه وحياته ومتغيّراته السياسية من خلالها. .. كيف ترى مستوى المسرح في اليمن، وما السبيل إلى تطوير الفن المسرحي فيها..؟. للأسف لو تمّت المقارنة بين بدايات لبدايات المسرح اليمني إجمالاً في شماله وفي جنوبه، وبين ما يقدّم الآن سنجد أن مراحل ازدهاره تمثّلت في فترة السبعينيات والثمانينيات وإلى أواخر التسعينيات، بعد ذلك بدأت حالة الانهيار والتدنّي في الكم والكيف نتيجة لانشغال البلد بالمماحكات السياسية وبأمور المحاصصة في كل نواحي الحياة، ونتيجة لعدم وجود مخصّصات وموازنات مالية تخص الإنتاج المسرحي ووجود إدارة وآلية عقيمة للتعامل مع هذا الأمر؛ ظهر على السطح الفني بعض الدخلاء والمتطفّلين وقدّموا مثالاً سيئاً للأعمال المسرحية المتمثّلة باسكتشات مسرحية نفّذت بمبالغ زهيدة جدّاً لذلك ظهرت هزيلة وليس لها علاقة بفن المسرح الحقيقي، وكنّا دائماً نقول إن وجود قرار سياسي كما كان في السابق، وإيمان قيادات وزارة الثقافة بأهمية ودور المسرح في العملية التنموية والتوعوية، ووعي قيادات وزارة المالية بكل ذلك سيؤدّي إلى نهوض حقيقي لفن المسرح والارتقاء بنوعية أعماله وبالتالي سيؤدّي دوره الفاعل في حياة المجتمع. .. ما يُلاحظ في العمل المسرحي كما في الدراما التلفزيونية والسينما والأغنية تداخل التخصّصات الفنية، فالفنان المسرحي يكون حيناً ممثلاً وحيناً مؤلفاً أو مخرجاً أو معدّاً، لماذا هذا التداخل، أتؤمن بالتخصّص الفني..؟!. فاقد الشيء لا يُعطي، ولذلك هذا التداخل وهذا التطفُّل غير الواعي في التخصّصات دائماً ما يؤدّي إلى نتائج سلبية في الجانب العملي، وفي الغالب أصحاب هذا التداخل وادعاء الفهم في كل شاردة وواردة هو ناتج عن عدم فهم وقصور في الوعي تجاه المهنة، وفي اعتقادي إذا تم التركيز على جانب أو جانبين من المهنة ربما سيحالف النجاح وبشكل مميّز، أما حكاية تأليف وإعداد وإخراج وتمثيل وديكور وموسيقى، فيصبح الأمر كما يقول المثل الشعبي «سبع صنائع والبخت ضائع» وأنا إنسان مؤمن بالتخصُّص. .. من بين المسلسلات التي شاركت فيها، أيها أقرب إليك ولِمَ..؟!. من أهم أعمالي الدرامية التلفزيونية التي قدّمتها مسلسل “المهر” ومسلسل “سعدية” ومسلسل “الوصية” والذي تم تصويره في العراق، ومسلسل “أشواق وأشواك” وفيلم “الرهان الخاسر” ومن المؤكد أن هذه الأعمال كانت بمثابة علامة فارقة في تاريخ الدراما اليمنية وفي حياتي كممثل، وهي من الأعمال التي تركت أثراً إيجابياً كبيراً في قلب ووجدان المجتمع اليمني. .. شاركت الراحلة مديحة الحيدري الكثير من الأعمال الدرامية والإذاعية بداية من «وريقة الحناء» كيف ترى الوسط الفنّي بعد رحيلها..؟. الراحلة مديحة الحيدري كانت رفيقة درب، وهي من روّاد الحركة المسرحية، إضافة إلى كونها قدرة إبداعية متميّزة جدّاً؛ لذلك برحيلها فقدت ساحتنا الفنية هامة إبداعية وقدرة تمثيلية لن تتكرّر. .. لِمَ قلّت أدوراك الدرامية في الفترة الأخيرة، هل هناك مشروع اعتزال للوسط..؟!. أنا أصلاً مقلٌّ في الأعمال نتيجة لحرصي الشديد في مسألة اختيار نوعية العمل، وفي كثير من الأحيان قد أعتذر لعدم وجود ما يناسبني نتيجة لهذا الحرص، وبالنسبة لي لو قدّمت عملاً تلفزيونياً واحداً سنوياً بحضور مميّز سأكتفي بذلك، وفي بعض السنوات أتوقّف لعام أو عامين وربما أكثر لعدم وجود ما يناسبني ويؤكد مكانتي في قلب كل مشاهد، أما فكرة الاعتزال فهي مستبعدة تماماً، وإن تمّت فلن تتم إلا بعد وفاتي. .. ما العمل الوظيفي الذي تشغله اليوم، وما مشاريعك الفنّية في المستقبل..؟. منذ العام 2000م وحتى 2002م عُيّنت مديراً عاماً للفنون في وزارة الثقافة، بعد ذلك عُيّنت مديراً عاماً للمسرح والتجهيزات الفنية حتى عام 2004م، والآن أعمل مديراً عاماً للإنتاج في مؤسّسة المسرح والسينما، ومستقيل من شركة إنتاج القطاع الخاص. .. ماذا عن اليمن، كيف تراها اليوم، وما الذي ترجوه لها..؟. اليمن للأسف تعيش حالة لكل مفاصل الحياة فيها، وما يُدمي القلب هو أن وسائل هذا الاغتيال البشع على قادتها وعلمائها ومشائخها ومثقفيها وجميع أحزابها، البلد يعيش حالة انهيار بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أرجو من الله العلي القدير أن يُدخل في قلوب شعبنا السكينة، وأن يلهم قادتنا وعلماءنا ومشائخنا ومثقّفينا وأحزابنا الحكمة ويُسكن قلوبهم الرحمة بشعب نال من الأوجاع والأطماع والظلم والقهر ما لم تنله أمّة في التاريخ. .. كلمة أخيرة لمحبّيك ومتابعي «ألوان»..?. أعتذر عن كل قصور حدث من قبلي، أو عن أي اختيار خاطئ لعمل من أعمالي الفنّية أو عن وجهة نظر قلتها في شيء معيّن ولم تناسب البعض، وأرجو من الله أن تظل محبّتي في قلوبكم دائمة كما أنتم دائماً في حياتي المهنية وتقديم ما يخدم ويُمتع ويفيد، وشكري وتقديري الكبير لكِ أحلام، وتمنياتي لكِ التوفيق.