بدأت اليوم بصنعاء فعاليات الأحتفال باليوم العربي للأسرة الذي تنظمه وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل والمجلس الأعلى للأمومة و الطفولة بالتنسيق مع جامعة الدول العربية و منظمة الأسرة العربية و منظمة اليونسيف بمشاركة 150 مشاركا ومشاركة من الدول العربية . وفي الافتتاح القى رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال السنوي المتميز الذي يبعث روح الحب والمودة والألفة الأسرية ، بكل صفائها ونقائها الروحي وأبعادها التربوية والإنسانية. ناقلا الى الحاضرين تحيات فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في هذه المناسبة الخاصة التي تدعو الجميع للإهتمام أكثر بالأسرة ورعايتها باعتبارها النواة الأولى وأساس الصرح الاجتماعي الذي ينشأ فيه جيل الشباب المناط به عملية البناء والتقدم لصنع المستقبل الأفضل للأقطار العربية . وقال رئيس الوزراء :" إن تطلعنا لبناء المستقبل القوي والراسخ لأوطاننا يتوقف على مدى العناية بالأسرة ،البيئة الاجتماعية الأولى التي تمثل مرآة المستقبل وصورة الغد المشرق الآمن والمستقر ".. وأضاف " إن أي حكومة من الحكومات لا تعطي الأسرة الاهتمام الكامل والرعاية المستمرة إنما تترك مستقبل الأمة في متاهات المجهول وغياهب الظلام .. وقال " إن الحكومة اليمنية قد وضعت في صلب برنامجها العام المنفذ للبرنامج الانتخابي الرئاسي اعطاء هذه المسألة جل اهتمامها ووضعت الخطط والبرامج التنفيذية الموجهة للأسرة اليمنية بجميع مكوناتها وتعظيم الإهتمام بها وتنمية واقعها المعيشي والتعليمي والصحي والحقوقي، ايماناً منا أن توفير عوامل تماسك الأسرة ونجاح مهامها الأساسية في التربية الصالحة والواعية ، سيؤدي دون شك إلى الاستقرار الاجتماعي و زيادة فرص نجاح التنمية الاجتماعية والاقتصادية على كافة المستويات". مثمنا الجهود التي تبذلها الأطر العربية المعنية بقضايا الأسرة لزيادة حجم الاهتمام بها .. مؤكدا الدعم والمساندة لهذه الجهود بما في ذلك تلك المرتبطة بالزواج والمسؤوليات التشاركية بين الزوجين التي ستقف امامها الندوة العلمية المصاحبة لهذا الاحتفال.. وأعرب الدكتور مجور عن الامل ان تكلل تلك الجهود برسم سياسات واستراتيجيات عربية تجاه قضايا الاسرة ومتطلباتها، تحاكي الواقع وتراعي خصوصيته وتسهم بصورة علمية ومنهجية في تحقيق تطلعات الجميع في إحداث التغيير المنشود في واقع الاسرة والحد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي بدأت تتفشى في المجتمعات العربية والتي يمثل التفكك الاسري ابرز أسبابها . وقال " لقد تمكنت الحكومة خلال الفترة الماضية من انجاز عدد من المهام الرئيسية المرتبطة بالأسرة اليمنية ومستقبلها .. منها الغاء ومراجعة وتعديل عددا من التشريعات المرتبطة بحقوق المرأة وكذا العمل على تشجيع التحاق الفتيات بالتعليم وزيادة الاهتمام بالاسرة المنتجة وتوفير سبل العيش الكريم لها وتكثيف برامج وأدوات التخفيف من الفقر عبر شبكة متكاملة للامان الاجتماعي التي تقدم الدعم المباشر وغير المباشر للأسرة وتطوير أوضاعها إضافة الى زيادة الاهتمام بالصحة الإنجابية بما تمثلة هذه العملية من تأثيرات ايجابية كبيرة على الأسرة واستقرارها وزيادة مقدراتها على القيام بواجباتها تجاه المجتمع والتنمية .. لافتا الى انه لايزال هناك في نفس الوقت الكثير من المهام والأعمال الرامية تعزيز تلك الجهود بهدف تطوير أوضاع الأسرة اليمنية في شتى النواحي ،لا سيما في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية ، وتأثيراتها السلبية التي زادت المشاكل الإقتصادية وضاعفت حجم الفقر حول العالم . وقال رئيس مجلس الوزراء " وفي هذه المناسبة فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع الأسرة العربية الفلسطينية ،خاصة في قطاع غزة الذي يعيش حالة حصار مستمر من قبل قوى الإحتلال الإسرائيلي .. داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسئوليته الإنسانية والقانونية ، بالتدخل لفك هذا الحصار الجائر والظالم . وأعرب في ختام كلمته عن الشكر للجامعة العربية ، ولجنة الأسرة العربية لاختيارها اليمن لاحتضان فعاليات هذا الإحتفال ، وإقامة هذه الندوة النوعية ذات الصلة المباشرة بواقع ومستقبل الأسرة العربية. من جانبها أوضحت وزير الشؤون الإجتماعية و العمل نائب رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أمة الرزاق علي حمد أهمية الأحتفال باليوم العربي للأسرة كتقليد سنوي تجتمع فيه الجهات و الأطراف المعنية بالأسرة على طاولة الحوار والنقاش و تبادل الخبرات حول القضايا التي تخص الأسرة العربية والتحديات التي تواجهها من اجل الوصول الى رؤية عربية موحدة و مشتركة للنهوض بإوضاعها و الإرتقاء بإدورها التنموية في المجتمع . وقالت حمد "ان التحولات السياسية والإجتماعية و الأزمات المالية التي يمر بها العالم اليوم تشهد تغييرات غير مسبوقة في مسارات التنمية فرضت نفسها على واقعنا وألقت بضلالها على اوضاع الأسرة العربية التي لم تنجو من تأثيراتها السلبية ". وأكدت على ضرورة توحيد الرؤى و تنسيق الجهود العربية المشتركة لاجراء اصلاحات شاملة في السياسات و الإستراتيجيات و الخطط و البرامج التي توفر مقومات الحياة الكريمة و الآمنة للأسرة العربية و الحفاظ على مكانتها و تفعيل ادوراها لتحقيق الرفاة للمجتمع . ولفتت حمد الى ان اجتماع مجلس وزراء الشؤون الإجتماعية العرب الذي انعقد مطلع الأسبوع الجاري في مدينة شرم الشيخ بمصر اوصى بتفعيل الإستراتيجية العربية لخفض الفقر و اعداد مشروع استراتيجية عربية لمواجهة ظاهرة العنف في الأسرة العربية وكذا متابعة تنفيذ الإعلان العربي للأهداف التنموية للألفية اضافة الى دعم مشروعات الأسر المنتجة و مسح صحة الأسرة . من جانبهما أوضح نائب رئيس المنظمة العالمية للأسرة سيدة العقربي ورئيس منظمة الأسرة العربية جمال بن عبيد البح أن الإحتفال بهذه المناسبة يأتي تنفيذا لقرار مجلس وزراء الشئون الإجتماعية العرب رقم (233) لسنة 1994م . واعتبرا أن الإحتفال بهذا اليوم يأتي تأكيدا على أن العمل العربي المشترك حقيقة ممكنة التحقيق ومجدية لجميع الأطراف ، وإن الأسرة العربية شأنها شأن غيرها من الأسر في العالم باتت بحاجة إلى المزيد من الإهتمام والدعم والفهم الأعمق لقضاياها ودورها ومكانتها في تماسك النسيج الإجتماعي وفي تنشئة الأجيال وفي التنمية والإنتاج". واشارا إلى أن الحكومات تراجع دورها خلال العقدين الأخيرين في هذا المجال لأسباب عديدة أهمها العولمة وشروطها وتداعياتها الأمر الذي دعى منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للإسهام بصورة أكبر في التنمية الإجتماعية والأسرية وتعزيز الشراكة بين جميع الأطراف حكومات ومنظمات أهلية وقطاع خاص لتلبية الإحتياجات والمتطلبات الإنمائية والأسرية المتزايدة. واكدا أهمية الشراكة بين الحكومات والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص في التنمية الأسرية وأهمية البحث والتحليل العلمي في التعرف على واقع الأسرة وفهم أحوالها وخصائصها واحتياجاتها باعتبار ذلك قاعدة ضرورية للتخطيط وإعداد البرامج واقتراح السياسات والحلول للمشكلات التي تواجه عملية التنمية الأسرية والإجتماعية. ولفتا إلى أن المنظمة العربية للأسرة تعتبر هذا الإحتفال مناسبة خاصة لمراجعة ما أنجز من أعمال وما حقق من أهداف للأسرة العربية ، وإلقاء نظرة استشرافية على المستقبل وما يحمله من تحديات وآفاق للأسرة مناسبة لتبادل المعلومات والأفكار ولتطوير الآليات والأدوات الأفضل للعمل الإجتماعي العربي المشترك بمناهج وأساليب علمية فعالة .