وصف علماء الأزهر الاحتفال بمولد النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنه مظهر من مظاهر الفرح المباح والمأمور به، وفيه يشكر المسلم الله تعالى على نعمة ظهور النبي، صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ، مطالبين المسلمين بضرورة التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وشمائله، فهو القدوة والقائد، من سار على نهجه نجا، ومن انحرف في طريقه عن هديه هلك. وأشار العلماء إلى أن النبي كان يصوم يوم الاثنين، لأنه يوم مولده، وفي هذا دليل على أن يوم مولده له فضل على بقية الأيام، وأن المسلم يجب يحرص على زيادة الأجر والثواب في الأيام المباركة. أحمد مراد (القاهرة) - حول ذكرى المولد النبوي أوضح عدد من علماء الدين أن الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا يكون في يوم معين من السنة، وإنما يكون في كل يوم من أيام العمر، ويكون بالذكر والعبادة، والتماس مواطن القدوة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به وإحياء سننه، والسير على نهجه، حيث يقول مفتي مصر الدكتور علي جمعة: الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، جائز وله أصل من الدين، وإن لم يكن شائعا بتلك الصورة التي هي عليها اليوم من إدخال السرور على الأطفال، وعلى الأسرة بالحلوى المشهورة، كما يحدث في سائر بلاد المسلمين، أو ذكر الله تعالى، أو القيام بالدروس التي تستخرج العبر من السنة المشرفة، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه في هذه الأوقات، وكل ذلك لم يكن معهودا من قبل. أخلاق الرسول ويضيف مفتي مصر: ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ووجد اليهود يصومون عاشوراء، فقال: لم يفعلون هذا؟ قالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى، فقال: نحن أولى بموسى منهم، فصامه وأمر أصحابه بصيامه، وظل عاشوراء يصام على هذه الصفة إلى أن نزل فرض رمضان، فلما نزل فرض رمضان ترك المسلمون فرضية عاشوراء وظل صيام عاشوراء سنة، حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام عاشوراء كفّر الله عنه سنته التي مضت»، وكان يقول: «من وسّع على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بنصرة موسى إذن فينبغي أن نحتفل أيضا بأيام الله، وكان النبي يجيز الاحتفال بأيام النصر مثلا لأنها من أيام الله، ولذلك لما دخل أبوبكر عليه فوجده نائما، وعنده جاريتان تضربان بالدف وتغنيان بغناء بُعاث «وهي معركة بين الأوس والخزرج» قال: دعهما يا أبا بكر، إذن فالغناء بأيام بُعاث وإن كانت في الجاهلية وقبل دخول المسلمين الإسلام في المدينة فإن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز لهم ذلك، إذن فالاحتفال بالمولد النبوي مؤصل شرعا ومعمول به عرفا. استمرارية الاحتفال وعن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي باعتباره أمرا محببا ولا شيء يحرمه، أوضح الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبوليلة أن الاحتفاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا يكون في يوم معين من السنة، وإنما يكون في كل يوم من أيام العمر كله بحيث نقتدي فيها بالرسول، صلى الله عليه وسلم، أقواله وأفعاله، مشيراً إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي تكون بالذكر والعبادة، والتماس مواطن القدوة في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به وإحياء سننه، والسير على نهجه وشرعته، وليس بالحلوى أو الزينة. ... المزيد