مر عام على أحداث مذبحة بورسعيد والتي راح ضحيتها 72 شهيدًا من ألتراس النادي الأهلي.. مر عام ومصر تنتظر حكمًا عادلاً يشفي قلوبًا تحطمت لفراق الأحباب.. الجميع ينتظر يوم 26 يناير الجاري.. يوم النطق بالحكم في قضية مذبحة بورسعيد. وقبل أيام قليلة من النطق بالحكم في القضية هناك سؤال يطرح نفسه: ما هو الدافع وراء ارتكاب تلك المذبحه؟ هل هو اللافتة التي رفعت أثناء اللقاء من بعض جماهير النادي الأهلي والتي كتب عليها "بلد البالة ما فيهاش رجالة"، أم هو التعصب والصراع الأزلي بين أندية القناة والنادي الأهلي؟ في محاولة لمعرفة أسباب الكره الشديد أو التعصب لدى جماهير النادي المصري البورسعيدي تجاه النادي الأهلي وجماهيره التي خرجت من نطاق التعصب والكره إلى ارتكاب مذبحة لم تشهدها الملاعب العربية من قبل، وجدت أن التعصب والكره الشديد للنادي الأهلي ليسا لدي جماهير بورسعيد فقط بل هو متواجد لدى جماهير القناة بأجمعها. ولمعرفة سبب هذا الكره الشديد عثر "البديل" على تقرير نشر على موقع الإسماعيلية الإلكتروني بتاريخ فبراير 2010، تحت عنوان "سنوات الصراع الأزلي بين الإسماعيلي والأهلي" وتحدث التقرير عن الظلم الذي يتعرض له نادي الإسماعيلي في مباريات كرة القدم للفريق الأول في مباريات بطولة الدوري العام، من المنظومة الرياضية ووسائل الإعلام والنقاد والحكام والدولة، وإن كل هذا الظلم الواقع على النادي الإسماعيلي وجماهيره سببه الانحياز لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، والانحياز الأكبر يصب في كفة النادي الأهلي الذي يجامله الإعلام والحكام واتحاد الكرة. وإليكم جانبًا من التقرير الذي نشره موقع الإسماعيلية، الذى يشير إلى أن هناك كرهًا لدى جماهير الدراويش والمصري البورسعيدي للنادي الأهلي؛ نتيجة الانحياز للأهلى؛ مما أدى إلى خلق ثقافة كارهة ومعادية للأهلي "على نحو خاص" في مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد اللتين تضمان أكبر قلعتين رياضيتين في منطقة القناة، ولا ترجع هذه الثقافة المعادية للأهلي إلى وساوس أو ظنون وهواجس يعانيها جمهور الكرة في المدينتين، وإنما تعود إلى مواقف وأحداث شاهدوها وعاينوها بأنفسهم في كل جبهة من جبهات الانحياز: اتحاد الكرة، الإعلام، الحكام، قبل إقامة المباريات، وبعد انتهاء المباريات، وأثناء المباراة وفوق المستطيل الأخضر. وقد أدى كثير من المواقف المنحازة إلى إشعال الكثير من الأزمات، كما أدى إلى إشعال روح التعصب والكراهية في كثير من الأحيان على نحو تفجر في تصرفات عدائية غير محسوبة، بل وغير حضارية أحيانًا؛ نتيجة الإحساس بالظلم. بعد قراءة التقرير وجدت أن هناك أسبابًا تتحدث عنها جماهير القناة التي يمثلها الإسماعيلي والمصري البورسعيدي، ولكن هناك سؤال: هل الانحياز والعبارة التي وضعتها بعض جماهير النادي الأهلي السبب في المذبحة، أم هناك أشياء أخرى وترسبات من الماضي؟ تحدثنا في "البديل" مع ميمي الشربيني لاعب الأهلي السابق والمنتخب المصري الأول، والمدرب السابق لمنتخب الإمارات والمعلق الرياضي على مباريات كرة القدم، الذي يمتلك العديد من المعلومات الخاصة بكرة القدم المصرية. وقال الشربيني إن أسباب الخلاف بدأت من سنة 48 حيث سيطر النادي الأهلي على بطولة الدوري العام لمدة 9 سنوات متتالية، وإن في هذا الوقت كان النادي الأهلي هو رقم واحد في مصر والوطن العربي وكان رؤساء النادي الاهلي هم كبار المسئولين في الدولة في هذا الوقت؛ مما جعل أندية القناة تشعر بأن الحكام يجاملون الأهلي بسبب قياداته في هذا الوقت. وأوضح أن من ثاني الأسباب "نكسة 67"، حال تقديم نادي الزمالك دعوة لنادي الإسماعيلي للتدرب في الزمالك، بعد توقف النشاط الكروي في خط القناة؛ بسبب الاحتلال الصهيوني، وأن النادي الأهلي لم يقم بدعوة أحد الأندية ليستضيفه خلال تلك الفترة. وقال الشربيني إنه يري أن هناك سببًا يعتبره من الأسباب الأساسية في كراهية جماهير المصري البورسعيدي للنادي الأهلي وجماهيره، وهو انتقال مهاجم المصري البورسعيدي محمد التابعي الشهير ب "الضظوي" عام 1956، وكان الضظوي حينها إحدى علامات بورسعيد ومعشوقها الأول، وانتقاله للأهلي سبَّب أزمة كبيرة بين الناديين، واعتبرت بورسعيد الأهلي خاطفًا للاعبيها. وأكد أن مجزرة بورسعيد كانت ستحدث في الإسماعيلية عام 66 قبل النكسة، حيث كانت تتواجد بعثة الأهلي التي ستشارك في مباراة الفريق مع الإسماعيلي في بطولة الدوري العام في أحد فنادق الإسماعيلية، وجاءت تعليمات للفريق من بعض الجهات المسئولة في الدولة بعدم خوض المباراة؛ بسبب الأجواء المتوترة وتربص بعض الجماهير الخاصة بفريق الدراويش، مؤكدًا أن الفريق خاض المباراة في أجواء أشبه بأجواء مباراة المذبحة، وخسر الأهلي تلك المباراة بنتيجة هدفين دون رد، وأشار الشربينى الى أن حكم هذه المباراة كان أجنبيًّا وجاءته تعليمات بإخراج المباراة لصالح الفريق المضيف؛ لتجنُّب حدوث أي مصادمات. أخبار مصر – تحقيقات - البديل