لعب جمهور الإمارات دوراً بارزاً في تتويج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بلقب بطولة خليجي 21 التي اقيمت بمملكة البحرين، ومع توالي المباريات وتقدم "الأبيض" في السباق نحو اللقب، ارتفع عدد الحضور الجماهيري وازداد بالتالي العبء على مسؤولي العلاقات العامة باتحاد الكرة ومن قبلهم أسرة سفارة الدولة لدى البحرين التي بذلت جهوداً كبيرة في خدمة المنتخب والجمهور حتى تكللت كل تلك الجهود باللقب الثاني في تاريخ الإمارات والأول من خارج القواعد . محمد سلطان السويدي سفير دولة الإمارات لدى مملكة البحرين تحدث لموقع اتحاد الكرة حول مشاعر الفرحة الكبرى التي عايشتها الكرة الإماراتية بعد الفوز على العراق في المباراة النهائية والتتويج باللقب، مبيناً أن بطولة الخليج لها وقع خاص في نفوس أهل المنطقة الخليجية ككل، وقال: "نحن من الجيل الذي نشأ وتربى مع بزوغ شمس البطولات الخليجية في العام 1970 التي لم يشارك فيها منتخب الإمارات، ودائماً قبل التفكير في أي بطولة يكون لقب كأس الخليج طموحاً لكل منتخبات الدولة المشاركة وهي تعني التنافس الأخوي والرياضي بين أهل المنطقة الهدف منها تجميع ولم شمل أهل المنطقة وشباب دول الخليج" . وذكر السويدي أن تحقيق البطولة الخليجية يعد مطمحاً لكل الدول المشاركة، ولا شك أن اللقب خارج الدولة له وقع خاص، وقد عايشنا هذه الفرحة في البحرين والأجواء الاحتفالية التي تشبه إلى حد كبير "فرحة الأعياد الوطنية" . وحول استعدادات سفارة الدولة لدى البحرين للحدث الخليجي ذكر السويدي أن استعداداتهم كانت قائمة ومستمرة قبل انطلاقة البطولة الخليجية بمملكة البحرين، حيث سبقت البطولة الاحتفالات بيوم الاتحاد الحادي والأربعين أعقبها انعقاد القمة الخليجية والتي استضافتها أيضاً مملكة البحرين، وسهل توالي الأحداث من عملنا، إضافة إلى الدور الكبير الذي قام به اتحاد الإمارات لكرة القدم الذي اضطلع بأعباء كبيرة خاصة في ما يتعلق باستقبال الجماهير وتنظيمهم وتوزيعهم على الأماكن وتوفير المواصلات الذين قدموا مجهوداً كبيراً يشكرون عليه . وتابع "بالتأكيد مع تقدم المنتخب في البطولة ازدادت الأعباء مع زيادة عدد الحضور الجماهيري سواء عبر الطائرات أو عن طريق البر، ولكن تكاتف الجهود والتعاون الكبير من قبل السلطات البحرينية أسهم كل ذلك في النجاح الذي تحقق . وأشار سفير الدولة لدى مملكة البحرين إلى أن البطولة الخليجية أكدت وبرهنت التلاحم الكبير بين القيادة والشعب في دولة الإمارات، مبيناً أن قيادة الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات لم يقصروا ووفروا كل التسهيلات للمنتخب والجماهير الإماراتية التي حضرت بقوة إلى أرض البحرين . وأضاف "هذا الأمر ليس غريباً على شيوخنا وقادتنا، هم عودونا دائماً على التفاعل مع كل الأحداث فما بالك بهذه الحدث الرياضي الكبير ، الفرحة التي غمرت الإمارات هي فرحة وطن بينت مدى التلاحم ما بين القيادة والشعب، والقيادة الرشيدة لم تقصر يوماً تجاه الجميع وتوفر كل الدعم على كافة الصعد سواء كان على المستوى الاجتماعي والصحي والرياضي" . وتابع: "في عديد الدول عندما تفوز المنتخبات المختلفة بالبطولات تحظى بالتكريم، ولكن ما حدث عقب مباراة النهائي مباشرة وتحديد موعد الاستقبال من قبل صاحب السمو رئيس الدولة في اليوم التالي مباشرة من المطار إلى القصر أمر يدعو إلى الفخر، إضافة إلى ذلك كانت تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على "تويتر" حافزاً إضافياً للمنتخب والجمهور بجانب متابعته للمنتخب وتهنئته المباشرة للاعبين قبل استقبالهم لاحقاً، والاتصال الهاتفي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وتهنئته لرئيس الاتحاد . وذكر السويدي أن أبهى صور التفاعل بين القيادة والشعب تجلت إبان إشكالية جمهور المنتخب بمطار البحرين بسبب الازدحام والتأخير، حيث جاءت مبادرة حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم بتخصيص ثلاث طائرات لنقل جماهير منتخبنا الوطني لكرة القدم من مطار البحرين بعد فوز منتخبنا الوطني على شقيقه الكويتي في الدور نصف النهائي كأكبر حافز للجمهور والمنتخب . ووصف محمد سلطان السويدي النسخة 21 للبطولة الخليجية بالناجحة وقال "إذا نظرنا إلى البطولة من ناحية رياضية بحتة، نجد أن كل المباريات اتسمت بالتنافس القوي والشريف وكانت المباريات لقاءات بين أخوة وأشقاء ولم يبدر أي سلوك يسيء إلى الرياضة في المنطقة الخليجية" . ولفت إلى أن "البطولة أكدت أن جماهير الخليج كتلة واحدة خلف مملكة البحرين" . وقال: "مهما شكرنا مملكة البحرين لن نوفيها حقها، لما لمسناه في الدورة الخليجية من تسهيلات شيء يعجز عنه اللسان، حيث وفروا كل الدعم خاصة للجمهور الإماراتي، ولا أنسى الدور الكبير للأندية البحرينية التي فتحت منشآتها وصالاتها خدمة للجمهور الإماراتي واستقبالهم وتوفير كل ما يحتاجونه" . وذكر السويدي الذي ارتبط بكرة القدم كلاعب منذ المرحلة الثانوية ومتابعاً في المراحل التالية أن كرة القدم الإماراتية مرت "بفترات متقلبة"، حيث شهدت البدايات الأولى بروز لاعبين مميزين أمثال سالم بوشنين وسهيل سالم وعبد الرحمن العصيمي وجاسم محمد ومبارك بالأسود، بيد أن هذا الجيل لم يجد الرعاية اللازمة . وفي المرحلة الثانية أو ما أصطلح على تسميته بمرحلة "الجيل الذهبي" برز لاعبون أمثال عدنان الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت وعلي ثاني ومبارك وخليل غانم عبدالقادر حسن ومحسن مصبح، ولكن وقف "سوء الحظ" حائلاً أمام تحقيقهم أكثر من إنجاز لا سيما بطولات الخليج والتي كان المنتخب قريباً من تحقيق لقبها في ثلاث مناسبات، إضافة إلى البطولة الآسيوية، ولكن بقي العزاء في انجاز التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 . وأضاف "أعتقد أن الكرة الإماراتية موعودة بإنجازات عديدة مقبلة مع الجيل الحالي الذي نال أول ألقابه في البطولة الخليجية بعد أن برزوا وأبدعوا على صعيد منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي" .