الجمعة 01 فبراير 2013 07:41 مساءً المجلة كتب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية عبد الناصر سلامة مقالاً بعنوان "الشعب يعاقب نفسه"، تناول فيه الأزمة الاجتماعية والسياسية التي تعيشها المدن المصرية منذ صبيحة الخامس والعشرين من هذا الشهر، قائلا إن حالة الفوضى والتخريب الذي تتعرض لها مصالح الشعب جاءت على أيدي البعض من أفراد الشعب. السؤال الذي يجب أن يطرح قبل توجيه اللوم إلى الشعب، ما الذي يدفع المصريين إلى معاقبة أنفسهم بأنفسهم؟! هل هي حالة استشعار متأخرة لحصاد الربيع العربي وثورة ميدان التحرير؟! منذ 25 يناير 2011م ومصر لا تنام، حالة الغليان السياسي مستمرة ومتصاعدة، والاستقرار الذي تأمله المراقبين بأن يأتي على يد الحكومة الجديدة، كان مخيباً لآمالها. حكومة الإخوان على مدى سبعة شهور من الحكم، لم تقدم للمصريين سوى المزيد من الخطابات المملة والمتكررة، والتي تنتهي إما بالتجاهل أو بالسخرية. وهذا ما حدث مجددا، حيث كان المصريون على موعد جديد مع خطاب من خطابات الرئيس مرسي، والذي جاء بعد صمت استمر ليومين على بدء احداث العنف في الشارع المصري. هذه المرة خطاب "التهديد" جاء ليصب الزيت على النار. أهم قرارات خطاب مرسي، إعلان حالة الطوارئ في بعض المدن المصرية لمدة ثلاثين يوماً، الأمر الذي نفاه بالمقابل الرئيس في إحدى خطاباته السابقة، عندما قال: "لن يكون هناك إعلان لحالة الطوارئ"! وهذه مشكلة أخرى يعاني منها الرئيس مرسي بتناقض كلماته ومواقفه من خطاب لآخر. مرسي الذي أتقن بجدارة لغة التهديد والوعيد، أخطأ هذه المرة باستخدامه لهذا الأسلوب مع شارع يغلي، وشعب غاضب. تناسى أن هذا الشعب مازال يعتقد أنه يملك قوة أكبر منه، فالطريق لميدان التحرير الذي جاء بمرسي يوماً قادر على إسقاطه والتعجيل برحيله، كما يردد الشعب في هتافاتهم "ارحل،، ارحل". لا شك أن خطابات الرئيس (المتناقضة) بمواقفها المرتبكة، فقدت الكثير من قيمتها عند المصريين، بل زادت من غضبهم تجاهه لأنهم أصبحوا يدركون بأنهم يتحملون جزءا كبيرا من مسؤولية وصوله إلى منصة يصدر منها هذا النوع من الخطب. الواقع المصري.. غضب شعبي في تصاعد يأتي موازياً مع الأخطاء الرئاسية، اعلان حالة الطوارئ أعاد المصريين لذكريات بدايات الثورة. مبارك الذي لم يهدد يوماً في خطاباته، ودعى إلى الهدوء من أجل مصلحة مصر، استقبله المصريون بوصف الديكتاتور والمطالبة بالرحيل والمحاكمة. واليوم تتكرر على مسامع المصريين تهديدات جديدة، لسان حالهم يقول: "من هو الديكتاتور؟!" إذا كان الشعب المصري يعاقب نفسه، نعم فقد فعلها عندما اختار أن يستسلم بكامل رضاه لخدعة "دولة الإخوان"، وإعطائه أصواته الانتخابية رغم وضوح الصورة والمؤشرات منذ البداية. المصريون يجنون ما حصدوا، وهم الآن بين يدي مرسي والمرشد. إذا أراد الرئيس أن يكمل الثلاث سنوات ونصف السنة من حكمه بسلام، عليه أن يخرج من عباءة جماعته مستمعاً لمطالب الشعب، والتفاهم العقلاني مع القوى السياسية وأحزابها والإسراع من عجلة التنمية، أما استمراره تحت مظلة الحزب والاستماع إلى نصائح المرشد فلن يؤدي إلا إلى ضياع مصر وشعبها. * من ملوك لشيخ