وسط مؤشرات بارتفاع نسبة الإقبال, وبأن تشهد عملية إعلان النتائج نزاعات قانونية, وبألا يتم حسم السباق في النهاية إلا بفارق محدود للغاية من الأصوات قد لا يتعدي بضعة آلاف. وشهدت ولايات عدة, خاصة الولايات المتأرجحة الثماني التي يخوض فيها أوباما ورومني منافسة ضارية, إقبالا كبيرا من الرابعة صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة, واصطف الناخبون في طوابير ممتدة خشية عدم قدرتهم علي التصويت قبل غلق الصناديق في ظل الإقبال الكبير علي الانتخابات المبكرة. واستهلت ولاية فيرجينيا غلق الصناديق في السابعة من مساء أمس الثانية صباحا بتوقيت القاهرة ثم توالت الولايات الأخري حتي إغلاق ولاية كاليفورنيا, وأخيرا تغلق ولاية ألاسكا في الثامنة من صباح اليوم بتوقيت القاهرة. ووقف الناخبون أمام اللجان وهم يدركون أن الحكم لهم, وأن قرارهم هو وحده الذي سيحدد مسار الولاياتالمتحدة للسنوات الأربع المقبلة, سواء بين منح أوباما 51 عاما ولاية جديدة أو اختيار فكرة التغيير مع رومني 65 عاما والقضايا الرئيسية التي تحدد هذا الاختيار تتفاوت بين: الإنفاق والضرائب والرعاية الصحية, إضافة إلي قضايا السياسة الخارجية بما فيها من تحديات مثل صعود الصين والطموحات النووية لإيران والعلاقات مع دول الربيع العربي. وفي الساعات الأخيرة التي سبقت بدء عملية الاقتراع, واصلت استطلاعات الرأي الوطنية تأكيدها وجود تقارب شديد في نسبة التأييد التي يتمتع بها كل من أوباما ورومني, وإن كان الرئيس الديمقراطي حافظ علي تقدمه بفارق ضئيل في عدد من الولايات المتأرجحة وبخاصة أوهايو وهو ما قد يمنحه270 صوتا من المجمع الانتخابي يحتاجها للفوز بسباق الرئاسة من إجمالي أصوات المجمع ال.538 وكان آخر استطلاعات الرأي العام الأمريكي لصحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه. بي. سي الإخبارية الأمريكية قد أظهر تفوق أوباما ب50% مقابل47% لخصمه رومني, فيما أشارت استطلاعات أخري إلي تعادل المرشحين, بينما أظهر استطلاع مؤسسة زغبي إنترناشونال في واشنطن تفوق رومني بفارق2%. ولكن مع بدء عملية الاقتراع, بدأ تركيز وسائل الإعلام الأمريكية علي مؤشرات استطلاعات الخروج التي تقيس اتجاهات الناخبين بعد إدلائهم بأصواتهم فعليا. وقد أدلي رومني بصوته في ولايته ماساتشوسيتس أمس, قبل أن يمضي باقي اليوم في بنسلفينيا وأوهايو, بينما أمضي أوباما يوم الانتخابات أمس في مدينته شيكاجو, بعد أن كان قد أدلي بصوته في التصويت المبكر في العاشر من أكتوبر الماضي في المدينة نفسها. وفي آخر الحملات الانتخابية للمرشحين, قال رومني حاكم ماساتشوسيتس السابق لحوالي12 ألفا من أنصاره في تجمع انتخابي تحت شعار النصر النهائي في مانشستر بنيوهامشر, وهي المدينة التي أطلق منها حملته العام الماضي: نحن علي مبعدة يوم واحد من بداية جديدة. أما أوباما فقد لجأ إلي السخرية من مزاعم رومني بأنه مرشح التغيير, وقال لأنصاره في كولومبوس بولاية أوهايو إن منافسه الجمهوري سيصدق علي كل ما يرد في جدول أعمال حركة حفل الشاي اليمينية المحافظة بشدة, وأضاف: نحن نعرف كيف يكون التغيير. ثم أنهي أوباما حملته الانتخابية بخطاب حماسي في دي موان بولاية آيوا عاد فيه إلي النغمة العاطفية التي استخدمها في حملته الرئاسية الأولي عام2008, قائلا أمام20 ألف شخص: عدت لآيوا مرة أخري لأطلب أصواتكم, عدت لأطلب أن تساعدونا علي استكمال ما بدأناه, لأنني من هنا بدأت حركتنا للتغيير, ثم تهدج صوت أوباما بالانفعال, وقاوم دموعه وهو يتذكر من ساعدوه في حملته, وقال: لا نستطيع الاستسلام الآن. وأشارت محطات التليفزيون الأمريكية إلي أن الأمر الذي سيحسم السباق الرئاسي الآن هو حجم الإقبال علي الانتخابات, وبخاصة فئاتهم العرقية والسنية: البيض والسود, والأقليات, والشبان وكبار السن, والمستقلون. ومن المقرر أن يظهر أوباما في مركز المؤتمرات في مدينة شيكاجو في السادسة من صباح اليوم الأربعاء بتوقيت القاهرة أمام أكثر من16 ألفا من مؤيديه, حيث يلقي خطابا جماهيريا بغض النظر عن نتيجة الانتخابات في ظل اهتمام إعلامي محلي ودولي يفوق ما حدث في انتخابات عام2008, كما يشهد رومني احتفالا آخر وسط أنصاره في مدينة بوسطن التي يوجد بها المقر الرئيسي لحملته الانتخابية. وأظهرت الأرقام الانتخابية التي نشرتها ولاية فلوريدا أن عدد ناخبي الولاية الذين أدلوا بأصواتهم في التصويت المبكر أقل من انتخابات عام2008, لكن في الوقت نفسه زاد عدد الناخبين الذين يرغبون في التصويت غيابيا بواسطة البريد. وصوت بالفعل ما يصل إلي37% من إجمالي الناخبين المسجلين في فلوريدا ويبلغ عددهم11.9 مليون ناخب في الانتخابات, وأظهرت استطلاعات الرأي أن أوباما يسير كتفا بكتف مع منافسه الجمهوري في فلوريدا, وهي نفس الولاية التي حسم فيها537 صوتا فقط السباق الرئاسي لعام2000 لصالح الجمهوري جورج بوش. وانتهت فترة التصويت المبكر في فلوريدا يوم السبت الماضي, وإن استمر الناخبون في تقديم طلبات التصويت الغيابي في مكاتب المشرفين علي الانتخابات يومي الأحد والاثنين.وقلص برلمان ولاية فلوريدا الذي يهيمن عليه الجمهوريون عدد الأيام المخصصة للتصويت المبكر هذا العام إلي النصف, مما أدي إلي اصطفاف طوابير طويلة وانتظار الناخبين ثماني ساعات ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم, وسط شكاوي من أن تغيير القواعد الانتخابية يجيء في إطار سعي الجمهوريين لكبح أصوات الديمقراطيين, وهو ما دفع الحزب الديمقراطي إلي إقامة دعوي قضائية يطلب فيها من الولاية تمديد ساعات التصويت المبكر فيها. وعلي الرغم من صعوبة النتائج, والمعركة المحتدمة التي ستشهدها الساعات المقبلة في مختلف الولايات, فإن الأمريكيين الذين يتابعون النتائج قد يبدأون في رؤية مؤشرات تدل علي الفائز النهائي في وقت مبكر من صباح اليوم, الأربعاء. فسوف تكون فيرجينيا وهي واحدة من أهم ساحات المعركة الانتخابية من بين أوائل الولايات التي سينتهي فيها التصويت لوقوعها في الشرق الأمريكي, كما تغلق مراكز الاقتراع في أوهايو التي توصف بأنها الولاية الأكثر حيوية بعد ذلك بقليل. وأظهرت استطلاعات الرأي أن السباق متقارب في كلتا الولايتين, وقد لا يتم تحديد الفائز لساعات طويلة, لكن الأداء الأقوي لأي من المرشحين خلال ساعات الاقتراع نفسها من شأنه أن يكون مؤشرا مبكرا إلي بقية النتائج.