باراك في أول اعتراف رسمي إسرائيلي يُقر بمسؤولية تل أبيب عن ضرب سورية ويتوعد إيران التي تواصل خداع العالم في تطوير برنامجها النوويالناصرة 'القدس العربي' في أول اعتراف رسمي بمسؤوليتها عن الغارة على سورية، فجر يوم الأربعاء الماضي، صرح وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك في حديث صحافي أدلى به لإحدى وسائل الإعلام الغربية، قائلاً إن أن ما حدث في سورية قبل بضعة أيام يثبت أن الدولة العبرية عندما تقول شيئا فإنها نقصده قولاً وفعلاًُ، وأشار وزير الأمن الإسرائيلي إلى أن بلاده ما زالت مصرة إصرارًا كاملاً على منع نقل أسلحة مخلة بالتوازن الإستراتيجي من المخازن في سورية إلى منظمة حزب الله ا في لبنان. ولفتت صحيفة 'معاريف' العبرية، التي أوردت النبأ في عددها الصادر أمس الأحد إلى أن تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي جاءت خلال المؤتمر الأمني الذي يعقد في مدينة ميونيخ الألمانية، علمًا أنه رفض الإقرار بوضوح بمسؤولية سلاح الجو الإسرائيلي عن الضربة الجوية التي تلقتها سورية، باراك، الذي سيُنهي مهام منصبه في وزارة الأمن، مع تشكيل بنيامين نتنياهو الحكومة الجديدة، قال أيضا في سياق التصريحات التي أدلى بها إن سقوط النظام السوري بات أمرا محتوما، لافتًا إلى أن هذا السقوط سيمثل ضربة قوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولحزب الله اللبناني. جدير بالذكر أن صحيفة 'معاريف' العبرية التي نقلت تصريحات باراك في موقعها على الشبكة، الأحد، اعتبرت هذه التصريحات أول اعتراف إسرائيلي بالمسؤولية عن الضربة التي وجهت لسورية والتي جرى التكتم حولها كما هي عادة إسرائيل قي ضربات سابقة. بالإضافة إلى ذلك أكد باراك على أن الدولة العبرية وحلفاءها عاقدون العزم على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، مشيرا إلى أنهم متفقون على أنه لا ينبغي سحب أي خيار من على الطاولة، كما هاجم أيضا إيران بسبب ما اعتبره إصرارا على تحدي وخداع العالم بأكمله، والسير على خطى باكستان وكوريا الشمالية والتحول إلى قوة عسكرية نووية، واعتبر وزير الأمن الإسرائيلي أن امتلاك إيران لسلاح نووي يعني نهاية أي تصور ممكن لمنع الانتشار ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم كله وسيقود إلى ما أسماه بالإرهاب النووي، وخلص إلى القول إنه في كل مكان على وجه هذه البسيطة يتواجد فيه الإرهاب، فإن بصمات طهران موجودة هناك، على حد تعبيره. في نفس السياق، تطرق رئيس قسم الاستخبارات العسكرية (أمان) السابق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، للهجوم الإسرائيلي الأخير على الحدود السورية اللبنانية قائلاً في حديث أدلى به للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه ليس لدى سورية وحزب الله مصلحة للخروج بحرب ومواجهة عسكرية ضد إسرائيل في الوقت الراهن، على حد قوله، وزاد الجنرال يدلين قائلاً للتلفزيون الإسرائيلي إنه وبحسب النظرة الأمنية الإسرائيلية فإنه يوجد حالات تتطلب القيام بمهاجمة إسرائيل وهي مستبعدة الآن بسبب انشغال سورية بحرب أهلية التي أرهقت النظام السوري. وأشار يدلين أيضًا إلى أن الجيش السوري تم استنزافه خلال حرب أهلية استمرت أكثر من عامين في جميع أنحاء سورية، لافتاً إلى أن حقيقة صمود الأسد أمام المعارضة السورية المتمثلة بالجيش السوري الحر هو عدم تدخل العالم الخارجي، وأقر أن للرئيس السوري، د. بشار الأسد، يوجد تفوق عسكري واضح على المعارضة، على حد تعبيره. أما في ما يتعلق حزب الله اللبناني فقال الجنرال الإسرائيلي إن الحديث يدور عن منظمة أنشأها كل من إيران وسورية بشكل مشترك للعمل على مصالحهما فلا يمكن مهاجمة إسرائيل من طرفها إلا بموافقة من الطرفين معاً، وهذا ما هو واضح للعيان، وخلص الجنرال يدلين إلى القول في ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على كل من سورية وإيران إن المهم من الخروج لعملية عسكرية ضد إيران أو سورية هل يمكن من خلال العملية تحقيق أهدافها وهل سيوقف التهديد الحقيقي على الدولة العبرية، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، قال إنه من الأهمية بمكان الإشارة أيضًا إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بتمويل ما سماها بالعمليات الإرهابية من الأرباح التي تجنيها من بيع النفط، وذلك يشمل تمويل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين، ومنظمة حزب الله اللبنانية، كما أن طهران، على حد تعبير الجنرال يدلين، هي التي تسمح للنظام الحاكم في سورية بمواصلة قتل الشعب السوري، على حد تعبيره. بناء على ما تقدم، يقول رئيس مركز أبحاث الأمن القومي إن إلحاق الضرر بالعائدات النفطية لإيران لن يؤدي فقط إلى تقليص قدرتها على دعم النشاط الإرهابي، وإنما سيؤدي أيضا إلى تغيير استراتيجي في العلاقة بين الدولة العبرية ومحيطها، على حد تعبيره.